This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

المتطوعون في المنظمات الخيرية
09/04/2008

 

 

خير أون لاين

بقلم : د. سليمان بن علي العلي

كثير من المنظمات الخيرية في العالم العربي والإسلامي لا تهتم بالمتطوعين، رغم أنهم يملكون طاقات هائلة تكاد تقوم بالعمل الخيري، لاسيما عند قلة الموارد المالية؛ لتسيير أعمالها اليومية أو الموسمية. ومع ذلك لا تلقى الاهتمام المطلوب على عكس الدول الغربية ـ وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية ـ التي بلغ من اهتمامها بالمتطوعين أن أنشأت "إدارة للمتطوعين" تهتم بكل ما يتعلق بهم، وأطلقت عليها "مراكز التطوع". وحسب إحصاءات سنة 1994م في الولايات المتحدة:
- تطوع أكثر من 94.2 مليون شخص.
- كان معدل ما تطوع به الفرد الواحد 4.2 ساعة أسبوعياً.
- مجموع عدد الساعات التي قدمها المتطوعون 20.5 بليون ساعة.
- كان معدل ساعات التطوع موازياً لعمل 9 ملايين موظف.
- بلغ مجموع ما تطوع به من وقت قيمة 176 بليون دولار أمريكي.
بالإضافة إلى أنه بلغ من اهتمامهم بالمتطوعين أن أقيمت مؤتمرات وندوات من أجل هذا الموضوع، وألفت فيه العديد من الكتب لبحث أفضل السبل، وأيسر الطرق لإدارة المتطوعين كما يسميهم بعضهم "وعد الأمة " أو "مستقبل الأمة". ويعد التطوع "مجالاً للتدريب على الحياة العامة واكتساب الخبرات التي تساعد على القيام بالعمل العام فهو مدرسة للحياة تتيح الإحساس بمشكلات الآخرين، والعمل التطوعي يفخر به الإنسان ويدافع عنه. ولعل هذا يقودنا إلى توسيع القاعدة التطوعية وزيادتها وصولاً للحيوية ومزيد من العمل لمقابلة الحاجيات" [1].

مفهوم التطوع وأهميته ومزاياه:

حتى نحدد مفهوم التطوع وأهميته وأهدافه وكل ما يتعلق به لابد من تحديد معناه لغة واصطلاحاً، فالتطوع في اللغة هو: "ما تبرع به الشخص من ذات نفسه مما لا يلزمه فرضه"[2]. كما يعرَّف التطوع اصطلاحاً بأنه "الجهد الذي يبذله أي إنسان بلا مقابل لمجتمعه بدافع منه للإسهام في تحمل مسؤولية المؤسسة التي تعمل على تقديم الرعاية الاجتماعية"[3]. قال تعالى }وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ{ البقرة:158{.
ـ ترجع أهمية التطوع إلى العوامل التالية:
1- التعرف على الفجوات الموجودة في نظام الخدمات في كل مجتمع.
2- تجريب طرق جديدة لمقابلة احتياجات المجتمع.
3- تكميل العمل الحكومي وتدعيمه لصالح المجتمع عن طريق رفع مستوى الخدمة أو توسيعها.
4- توفير خدمات قد يصعب على الإدارة الحكومية تقديمها لما تتسم به الأجهزة التطوعية من مرونة وقدرة على الحركة السريعة.
5- التطوع ظاهرة مهمة للدلالة على حيوية الجماهير وإيجابيتها، ولذلك يؤخذ مؤشراً للحكم على مدى تقدم الشعوب.

- توفير الفرصة للمواطنين لتأدية الخدمات بأنفسهم؛ مما يقلل حجم المشكلات الاجتماعية في المجتمع.
7- إتاحة الفرصة للمواطنين للتدريب على المساهمة في الأعمال، والاشتراك في اتخاذ القرارات التي تمس حياتهم وحياة مجتمعهم بطريقة ديمقراطية.
8- إبراز الصورة الإنسانية للمجتمع، وتدعيم التكافل بين الناس، وتأكيد اللمسة الحانية المجردة من الصراع والمنافسة.
9- تطبيق الأسلوب العلمي من خلال خبراء متطوعين، وصنع قنوات اتصال مع منظمات شبيهة بدول أخرى من دون حساسية أو التزام رسمي والاستفادة من تجاربها الناجعة القابلة للتطبيق.
10- جلب خبرات أو أموال من خارج البلاد من منظمات مهتمة بالمجال نفسه، بجانب المشاركة في ملتقيات أو مؤتمرات لتحقيق تبادل الخبرات ومن ثم مزيد من الاستفادة والنجاح [4].

مزايا التطوع:
1- احتساب الأجر من عند الله عز وجل {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} البقرة: 158[5] وقوله صلى الله عليه وسلم "صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات، والهلكات وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة"[6].
2- تخفيض نفقات التشغيل في المنظمة الخيرية.
3- إكساب المتطوعين خبرات ميدانية وإدارية في العمل الخيري.
4- توجيه الطاقات البشرية وتحويلها لصالح المجتمع.
5- يمتاز العمل التطوعي بالحماس في الأداء وهذا ما نفقده في العمل الروتيني.
6- يتيح العمل التطوعي حرية الإقدام واختيار نوعية العمل.
7- يمكن للمؤسسة الخيرية عن طريق التطوع سد الثغرات في بعض التخصصات النادرة.
8- يقوم المتطوعون بتعريف المؤسسة لباقي أفراد المجتمع وبذلك ترتبط هذه المؤسسات بالمجتمع[7].
9- ملء فراغ الأفراد بالنافع المفيد الذي يشعرهم بقيمة أنفسهم، ويدخل السرور إلى قلوبهم.

معوقات التطوع

قد تقابل أعمال المتطوعين مشكلات ومعوقات، منها ما هو خارج عن الإرادة، ويتمثل في مجموعة القوانين الوضعية في البلاد والتشريعات، ومدى سماحها بدعم العمل التطوعي أو تقييده، وما يمنح له من تسهيلات وتيسيرات، إلى آخر ما قد يصل إلى تضييق مجال العمل، أو عدم الموافقة على التوسع، أو إلى التدخل المباشر في كل الأعمال؛ مما يشعر المتطوعين بالضيق وعدم الرغبة في الاستمرارية.

وفي الجانب الآخر هناك مشكلات تبرز من المتطوعين أنفسهم فتقع قصداً أو دون قصد، ويمكن تصنيفها في ثلاثة أنواع [8]:

أ- معوقات خاصة بالمتطوع:
1- عدم القيام بالمسؤوليات التي أُسندت إليه في الوقت المحدد؛ لأن المتطوع يشعر أنه غير ملزم بأدائه في وقت محدد بخلاف العمل الرسمي.
2- السعي وراء الرزق وعدم وجود وقت كاف للتطوع.
3- يعزف بعض المتطوعين عن التطوع في مؤسسات ليست قريبة من سكنهم.
4- تعارض وقت المتطوع مع وقت العمل أو الدراسة؛ مما يفوت عليه فرصة الاشتراك فيه.
5- يحاول بعضهم تحقيق أقصى استفادة شخصية ممكنة؛ مما يتعارض مع طبيعة التطوع.
6- استغلال المرونة إلى حد الوصول إلى التسيب والاستهتار [9].

ب- معوقات خاصة بالمنظمة الخيرية:
1- عدم وجود إدارة خاصة للمتطوعين تهتم بشؤونهم وتعينهم على الاختيار المناسب حسب رغبتهم.
2- عدم الإعلام الكافي عن أهداف المؤسسة وأنشطتها.
3- عدم تحديد دور واضح للمتطوع، وإتاحة الفرصة للمتطوع لاختيار ما يناسبه بحرية.
4- عدم توفر برامج خاصة لتدريب المتطوعين قبل تكليفهم بالعمل.
5- عدم التقدير المناسب للجهد الذي يبذله المتطوع.
6- إرهاق كاهل المتطوع بالكثير من الأعمال الإدارية والفنية.
7- المحاباة في تنفيذ الأعمال، أو تعيين العاملين من الأقارب من غير ذوي الكفاءة.
8- الشللية التي تعرقل سير العمل.
9- الإسراف في الخوف وفرض القيود إلى حد التحجر وتقييد وتحجيم الأعمال.
10- الخوف من التوسع خشية عدم إمكان تحقيق السيطرة والإشراف.
11- البعد عن الطموح والرضا بالواقع دون محاولة تغييره.
12- الوقوع تحت أسر عاملين ذوي شخصية قوية، غير عابئين بتحقيق أهداف المنظمة وتطلعاتها.
13- الخوف من الجديد ومن أهمية الانفتاح والوقوع في أسر الانغلاق.
14- اعتبار أعمال الجمعية من الأسرار المغلقة التي يجب عدم مناقشتها مع الآخرين.
15-تقييد العضوية أو الرغبة في عدم قبول عناصر جديدة؛ فتصبح المنظمة حكراً على عدد معين [10].

ج- معوقات خاصة بالمجتمع:
1- عدم الوعي الكافي بين أفراد المجتمع بأهمية التطوع والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها.
2- يظن بعضهم التطوع مضيعة للوقت والجهد.
3- عدم الاستعانة بوسائل الإعلام المختلفة لإظهار أهمية التطوع.
4- عدم بث روح التطوع بين أبناء المجتمع منذ الصغر.

تحديد مهام المتطوع

يوجد في المنظمات الخيرية كثير من المهام والأعباء والأعمال التي تحتاج إلى متطوعين كإدخال المعلومات في الكمبيوتر، أو تجهيز الملفات للمتبرعين.. إلخ).
لذلك كان على المنظمات الخيرية أن تحسن اختيار المتطوع وتضعه في المكان المناسب لقدراته واستعداداته وإمكاناته المختلفة، فمثلاً بعض المتطوعين يجيد فن التعامل مع الجمهور، فهؤلاء يوجهون إلى قسم العلاقات العامة، أو الإعلام أو شؤون المتبرعين مثلاً، وبعضهم لا يجيد فن التعامل مع الجمهور فهؤلاء يوجهون إلى أعمال مكتبية... وهكذا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"كلٌّ ميسر لما خلق له" [11]. وفي كل المتطوعين خير؛ لأننا نوجههم حسب طاقتهم وإمكاناتهم المعنوية والنفسية والفكرية.
وإذا لم تحسن المنظمة الخيرية اختيار المتطوعين، فإنها ستتحمل أخطاءهم على حساب سمعتها ومكانتها بين الناس؛ لأن الجمهور لا يفرق بين العامل أو المتطوع في المنظمة. لذلك كان على المنظمة الخيرية أن تهتم باختيار متطوعيها، ثم تسند لهم ما يناسبهم من أعمال.
وهذه بعض الخطوات التي ينبغي للمنظمة اتباعها، حتى تضع المتطوع المناسب في المكان المناسب.
أ‌- قبل قدوم المتطوع إلى المنظمة الخيرية لابد لقسم "شؤون المتطوعين" ـ أو من يقوم مقامه ـ بعمل عدة خطوات تتلخص في توجيه عدة أسئلة للمتطوع كالآتي:
1- ما المهام والأعمال التي تمارسها في وظيفتك وتحب ممارستها؟
2- ما المهام والأعمال التي تمارسها في وظيفتك ولا تحب ممارستها؟
3- ما المهام والأعمال التي تمارسها في وظيفتك ولا يوجد غيرك يقوم بها، ولا يمكن تفويضها لأشخاص آخرين يقومون بها.
4- ما المهام والأعمال التي تمارسها في وظيفتك وليس لديك وقت كاف لعملها بإتقان ويمكن تفويضها أو توكيلها للآخرين؟
ب ـ قيام "شؤون المتطوعين" بزيارة الأقسام التي في المنظمة لشرح الاستبانة والهدف من

ورائها، وهو تحديد الاحتياجات الفعلية لكل قسم وكتابتها بدقة في الاستبانة.
ج - بعد تفريغ البيانات الموجودة في الاستبانة، وتحديد الاحتياجات فيها من خلال الأسئلة الأربعة، تفصل الاحتياجات الخاصة بالسؤالين الثاني والرابع؛ لأنها هي التي ستُعطى للمتطوعين ليقوموا بأداء المهام المناسبة لقدراتهم ورغباتهم، تحت إشراف الأقسام المعنية، وبهذه الطريقة سيخفف عبء الأعمال والمهام الكثيرة عن كاهل هذه الأقسام.
* وتتم الخطوات الثلاث السابقة قبل قدوم المتطوع إلى المنظمة وقد حددت الاحتياجات بدقة.
د - عند قدوم المتطوع للمنظمة الخيرية في زيارته الأولى، لابد من عمل برنامج تعريفي عن المنظمة وأهدافها ومشروعاتها وإنجازاتها وطموحاتها، ثم زيارة أقسام المنظمة الخيرية وشرح مهام كل قسم فيها.
وبعد نهاية الزيارة يتم الاجتماع مع المتطوع لمعرفة انطباعاته مع سماع تجربته في العمل الخيري، وهنا يكون لدى شؤون المتطوعين رؤية واضحة عن المتطوع وقدراته وطموحاته وجديته في العمل... وغير ذلك. ثم يتم عرض قائمة الاحتياجات التي سبق أن أُعدت من قبل الأقسام ثم من إدارة شؤون المتطوعين؛ ليقوم المتطوع باختيار ما يناسبه تحت إشراف وتوجيه شؤون المتطوعين، ثم يبلغ بمن سيكون مرجعه من الأقسام.
ولابد للمنظمة من أن تتنبه لقضية مهمة جداً، وهي أنها يجب ألا تفكر في رغباتها كمنظمة خيرية فحسب، دون الاهتمام برغبات المتطوعين وقدراتهم وميولهم ووضعهم في المكان المناسب، مما يجعلهم يتركون المنظمة والعمل فيها؛ لأنهم شعروا بعدم تقدير رغباتهم والاهتمام بقدراتهم المختلفة، ووضعهم في المكان المناسب، لاسيما كبار السن الذين لديهم خبرات هائلة، وتجارب عظيمة وطاقات كامنة يمكن الاستفادة الكبيرة منهم في مختلف الأعمال، وهؤلاء يعدون مكسباً حقيقياً للمنظمة ينبغي الاهتمام به والمحافظة عليه.

قد يتساءل المرء كيف للمنظمة الخيرية أن تستقطب المتطوعين ثم تحافظ عليهم؟
أ- استقطاب المتطوعين:

يمكن استقطاب المتطوعين عن طريق الدعاية والإعلان الرسمي في الوسائل الإعلامية، أو الفردي عن طريق الأفراد، أو عن طريق المتطوعين الذين سيأتون للمنظمة بمتطوعين آخرين إذا أحسنت المنظمة تعاملها معهم، وأحسنت إدارتها وتقديرها لهم، فإنهم يُعدون أحد المنابر الإعلامية التي ينبغي الحرص عليها.
مثال ذلك: إذا ألقيت حجراً في الماء فإن الدائرة الصغيرة ستتسع لتعم الماء كله. وهكذا المتطوعون فإنهم يشيعون خبر منظمتك بين الناس، فيزيد إقبال الناس على المنظمة.

ب- المحافظة على المتطوعين:
من السهل استقطاب المتطوعين، ولكن من الصعب المحافظة عليهم؛ بسبب إهمال المنظمة للمتطوع وفشلها في فهم نفسيته وتقديرها لجهوده ومراعاة الحاجة النفسية عند البشر، وهي حب التقدير وإثبات الذات. وحب الإنسان للمحمدة وإن كان لا يسعى لها، أو للجانب المالي فيها. لذلك فإن على المنظمة أن تحافظ على متطوعيها بالتقدير المعنوي المتمثل في الشهادات التقديرية، وخطابات الشكر، والهدايا الرمزية، ودعوته في حفلات المنظمة... إلى غير ذلك من الأمور التي تميز المتطوع عن غيره من زوار أو جمهور المنظمة، فيشعر أنه جزء من كيان هذه المنظمة فيزيد ارتباطه وولاؤه لها. 

 عوامل استقطاب المتطوعين والمحافظة عليهم
وتبرز في النقاط التالية:
1- تطويع مفهوم التطوع بمعنى أن الواقع لا يتطلب المتطوع المتفرغ الذي يعطي جل وقته وجهوده لجمعيته، ولكن يجب أن نقدر كل جهد ولو كان بسيطاً وفي أي صورة من الصور ولاسيما تلك الخبرات الخاصة والتخصصات التي يجب ألا يسمح لوقتها بالضياع يعني أن أي عطاء يقبل، المهم هو التنظيم وعدم ضياع وقت المتطوع.
2- الاجتماعات عادة ما تكون طويلة وفيها ضياع للوقت وعدم احترام للمواعيد، ومن هنا فإن التحضير الجيد للاجتماعات واحترام مواعيدها هو احترام للمتطوعين وأوقاتهم.
3- تشجيع الشباب وذلك بإنشاء المشاريع الخاصة بهم وتنمية روح الانتماء والمواطنة لديهم وإشراكهم في العمل من دون وصاية، أي: احترام رأيهم وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة مع مراعاة ظروفهم، فالطلبة تحترم أوقات دراستهم والعاملون الجدد يكتسبون من تطوعهم رفع كفاءتهم وهكذا...
4- تحقيق فائدة ما وهذا قد يتعارض مع مبدأ عدم تحقيق الفائدة المادية للمتطوع ولكن الفائدة العملية أو الخبرة أو تحقيق الذات يمكن تحقيقه مع الأخذ في الاعتبار الأهداف العليا وغايات العمل بالجمعية حتى لا تتوه وسط الحاجيات الشخصية، فلا بأس من تحقيق الاثنين معاً.
5- سجلات التطوع، فلتسع الجمعية أو اتحاد الجمعيات لفتح سجلات التطوع وقيد المتطوعين وتوجيههم الوجهة السليمة لاستثمار طاقاتهم وعلى نفس السنن يكون (سجل الخبراء) حيث يمكن دعوتهم للاستفادة من خبراتهم في مجالات عمل الجمعية وميادين نشاطها.
6- القوانين المحلية والسعي لدى السلطات لتطويرها حتى تعطي ميزات معنوية للمتطوعين ويكون التطوع أحد أسباب التكريم أو منح المكانة الاجتماعية مثلاً، ولقد شرعت بلدان متعددة في هذا التوجه.
7- تكريم المتطوعين، والحديث عن القوانين يدفعنا إلى الحديث عن تكريم المتطوعين إما عن طريق الدول وإما عن طريق الجمعية ذاتها وذلك بمنح المتطوع شهادة تكريم أو احتفالات بسيطة لإلقاء الضوء على أعمال المتطوعين.
8- النشر، فالجمعيات التي لديها نشرات دورية أو مجلات يمكن أن تعطي نماذج لعطاء المتطوعين وأعمالهم في سبيل دعم العمل التطوعي ومجالاته، وفي ذلك عنصر جذب لمتطوعين جدد.
9- تعويض المتطوعين، أي إعادة صرف ما يتكبدونه من نفقات فعلية؛ نتيجة تطوعهم كالمواصلات أو بدل السفر إلى غير ذلك وهذا لا يتعارض مع عدم جواز الاستفادة المادية إلا إذا تنازلوا بمحض الإرادة عن مستحقاتهم [12].

دعائم نجاح العمل التطوعي

1- عدم وجود مقابل مادي أياً كان نوعه نظير ما يؤديه المتطوع من خدمات.
2- العمل على بذل الجهد بأقصى ما يستطيع المتطوع، بحيث يكون الجهد المبذول نابعاً عن رغبة صادقة.
3- تحمل المتطوع مسؤولية الإعلام الإيجابي البناء عن رسالة وأهداف المؤسسة التي يتطوع للخدمة بها في محيط الأسرة والأصدقاء والجيران وفي محيط مجتمعه المحلي.
4- قيام العلاقة بين المتطوع والمهتمين العاملين بالمؤسسة على أساس من الاحترام المتبادل وتفهم لحقيقة الأدوار والرسالة التي يتحملها كلٌّ منهما.
5- إدراك المتطوع لأهمية التدريب وأثره في اكتساب الخبرات والمهارات الكفيلة بتحقيق المستوى المطلوب لإتقان العمل.
6- رغم أن الجهد الذي يبذله المتطوع دون مقابل، إلا أن علاقته بالمؤسسة التي يتطوع للخدمة بها يجب أن تكون علاقة عمل وجدية، فيتحمل المتطوع مسؤولية ونتائج ما يؤديه فيها من أعمال.
7- على المؤسسة الاجتماعية أن تُحدِّد بدقة احتياجاتها لأعمال المتطوعين، كما توفر لهم التقدير والاهتمام بصورة تكفل استمرارهم ورغبتهم في تقديم المعاونة، وعلى المتطوع أيضاً أن يتقبل إشراف وتوجيه المؤسسة؛ لضمان حسن الأداء وانتظام العمل على النحو الذي نتوخاه.
8- احترام القواعد والنظم المتفق عليها والالتزام بالعمل وفق الأهداف العليا للمؤسسة الاجتماعية.
9- عدم الإقلال من شأن المتطوع إذا قل جهده نتيجة ظروفه القاسية، فيجب تشجيع العمل التطوعي مهما كان حجمه أو صورته طالما يسهم ولو بقدر يسير في تحقيق أهداف الجمعية.
10- إتاحة الفرصة لتجديد شباب التطوع وخلق الصفوف الأخرى وعدم احتكار العمل التطوعي على فئة أو مجموعة معينة.
11- تكريم المتطوعين والرواد وتقديم الشكر والعرفان لما قدموه للمؤسسة أو للجمعية من خدمات.

وبعد، فإننا في المنظمات الخيرية لا نريد المتطوع المتعالي، الآمر الناهي، الذي يتدخل في كل صغيرة وكبيرة، لا يحترم الرأي الآخر ولا يحسن الاستماع لغيره، ينزل لمستوى العاملين البسطاء فيربكهم بآرائه وقراراته، همه النقد المستمر والتجريح والتقليل من الشأن، متقلب المزاج، متناقض في قراراته.
ولكننا نريد هيكلاً تطوعياً يعرف دوره ودور العاملين، يتعامل مع المسئول التنفيذي بتسامح، يشترك ويعامل في التنفيذ، عاملاً مساعداً وليس عاملاً معوقاً، يعطي من وقته وجهده، والنموذج الذي يشجع العاملين ويأخذ بيدهم، يحترم القواعد واللوائح، ويحترم الرأي والرأي الآخر، لا يقلل من شأن الآخرين بل يحترم الجهد ويؤمن بالحوار، بعيداً عن التعنت والتسلط ويتحلى بالتسامح والرغبة في العطاء والمعاونة.
ويعاونه هيكل وظيفي كفء أحسن اختياره على درجة ووعي بالمسؤولية ودراية بواجبات العمل ومتطلباته، يحسن المشاركة في التخطيط، ويملك المبادرات، ويجيد الإعداد للعمل والدعوة له والدفاع عنه والتعبير عن الجمعية والمؤسسة، وإبراز وجه العمل المشرق، متعاون لا متخاذل، منفذ جيد لما يتفق عليه، يملك من الخبرة والمبادرة ما يزكي العمل ويدعمه.
---------------------
[1] د. سامي عصر، قضايا التطوع ونظام العمل في الجمعيات. بحث مقدم في مؤتمر التنظيمات الأهلية العربية - مشاركة عطاء إنماء، القاهرة، 31 أكتوبر - 3 نوفمبر 1989م .
[2] ابن منظور، لسان العرب، بيروت، دار صادر، دار بيروت للطباعة والنشر، طبعة عام 1375هـ - 1956م، المجلد الثامن، ص 243.
[3] د. رشا أحمد عبد اللطيف، محاضرة بعنوان "مكانة الجهود التطوعية في العمل الاجتماعي "، "محاضرة ألقيت في دورة التطوع على أعمال الدفاع المدني بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض في 4/5/1410هـ.
[4] مرجع سابق، د سامي عصر، قضايا التطوع ونظام العمل في الجمعيات .
[5] د. سامي عصر، قضايا التطوع ونظام العمل في الجمعيات. بحث مقدم في مؤتمر التنظيمات الأهلية العربية - مشاركة عطاء إنماء، القاهرة، 31 أكتوبر - 3 نوفمبر 1989م .
[6] مرجع سابق، د سامي عصر، قضايا التطوع ونظام العمل في الجمعيات .
[7] طلاب قسم الخدمة الاجتماعية، معوقات التطوع في المؤسسات الإسلامية بتصرف ، جامعة الإمام محمد بن سعد الإسلامية، كلية العلوم الاجتماعية، قسم الخدمة الاجتماعية، عام 1412هـ، بحث غير منشور، ص 33.
[8] مرجع سابق، د سامي عصر، قضايا التطوع ونظام العمل في الجمعيات.

] مرجع سابق، د سامي عصر، قضايا التطوع ونظام العمل في الجمعيات.
[10] مرجع سابق، د سامي عصر، قضايا التطوع ونظام العمل في الجمعيات.
[11] مرجع سابق، د سامي عصر، قضايا التطوع ونظام العمل في الجمعيات .
[12] مرجع سابق، د. سامي عصر، قضايا التطوع ونظام العمل في الجمعيات.
المصدر: موقع آسية