This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged


رسالة الرابطة الأسبوعية 64

وقفة مع أنشطة المؤتمر الرابع للتقريب بين المذاهب الإسلامية

كل هذه الشعارات كانت تجتمع حولها محور المساهمات التي قدمت يوم 3/10/2010 في المركز الإسلامي – لندن.

لاشك أن جهود المساهمين والمنظمين كانت غاية في التقدير والإحترام، وقبل تقيم ومناقشة البحوث لابد من الذهاب إلى استعراض لواقع حال العالم الإسلامي ومكانته من التطور الحضاري العالمي.

كما يعلم الجميع إن أي تقييم لمجمل الوضع الدولي يمر عبر فهمنا لسمة المرحلة ومفاهيمها حيث انتقلت المجمعات البشرية من مرحلة الحداثة إلى مابعد الحداثة والعولمة ثم انتهى المجتمع الدولي إلى سمة جديدة لم  يتفق على تسميتها في مفهوم واحد فمرة يطلق عليه بـ(عصر الرخاء) وآخر هذه المصطلحات هي (الحداثة الفائفة) . . .

فأين واقع الأمة الإسلامية من هذا التطور الذي دخلته الكثير من المجتمعات الإنسانية.

لقد طلقت الكثير من الدول ثقافة الحرب، العنف والألغاء فهل يشهد العالم الإسلامي الثقافة السائدة في الدول المتحضرة والتي يطلق عليها ثقافة البناء والإصلاح.

إن الموروث الديني الإسلامي قد رفع شعار الإصلاح منذ أكثر من ألف عام عندما نطقها الشهيد الإمام الحسين بقوله: (إنما خرجت لإصلاح أمة جدي)

إن حالة المجتمعات الإسلامية يرثى لها في أوضاعها السياسية حيث تعيش في صراعات تمتد من الشمال الأفريقي حيث قضية الصحراء الغربية حتى باكستان مروراً بفلسطين والعراق والصومال . .

أما الحالة الإقتصادية فالكل يعرف كمية الثروات التي منى الله سبحانه وتعالى بها على هذه الأمة – لكن الغالبية العظمى من سكان المجتمع الإسلامي تعيش أعمق الأزمات الإقتصادية حيث البطالة وانعدام العدالة الإجتماعية في توزيع الثروات . . .

والأسوء مما مر هي الحالة الإجتماعية وأزماتها المتكررة في ضعف خدمات التعليم والصحة ومرافق الحياة الأخرى.

إن زمن انعقاد المؤتمر في الألفية الثالثة وكما ذكرنا فالأمة الإسلامية بحاجة ماسة إلى نهضة تخرجها من حالة الضعف والإنهاك والتخلف لكي تواكب المسيرة البشرية مع الاحتفاظ بخصوصيتها.

إن جملة التقارير التي استمعنا إليها قد غلب عليها السرد التاريخي المعمق وكأن الأمة تعيش في تاريخها القديم وليس لها علاقة بهذا التطور الهائل الذي تشهده المجتمعات الإنسانية، لقد غاب عن المساهمين الأمور التالية:

 1- فكرة الربط الجدلي بين التقريب ومهمة الإصلاح السياسي والإقتصادي والإجتماعي.

 2- الدراسة المعمقة لسمة العصر وكيفية استثمار إمكانات الأمة الإسلامية في رفد الحضارة الإنسانية.

3- إشاعة ثقافة السلم الإجتماعي بعد أن أوضحت التجارب إن هذه الثقافة وبعد تعميممها في أروقة الدراسة إنها السلاح النافذ في تقريب المذاهب والأديان والأعراق. 

4- كما غاب عن التقارير آلية العمل المجربة في إشاعة المفاهيم الجامعة للأمة وهي: الحق – الحرية – العدالة – المساواة – حب الحياة. 

5- الوقوف ملياً أمام أكبر هجرة تشهدها المجتمعات البشريه ألا وهي هجرة أبناء الأمة الإسلامية عن أوطانها. 

6- غياب التمسك بلائحة حقوق الإنسان والعمل الجاد عن طريق المنظمات المدنية لإشاعة هذه الثقافة الإنسانية والسبل السلمية للوصول إليها بعيداً عن التصادم والإحتدام. 

7- ضرورة خلق ثقافة شاملة لدراسة المستقبل وكيفية اللحاق بالركب الإنساني وعدم البكاء على الأطلال. 

8- تناول المشاكل المعرقلة لوحدة وتقارب الأمة وإيجاد الآليات السلمية المناسبة لوضع الحلول لها. 

إن المجتمع الإنساني يملك خزيناً من التجارب في أساسيات التقارب بين المذاهب دون إلغاء أو تهميش وما علينا إلا مد أيدينا لتناول هذه التجارب دون خوف أو تحفظ وغرف من هذا المعين ما يساهم في نهضة الأمة الإسلامية!

إن أكبر الكوارث التي عاشتها المجتمعات تلك التي شهدت ترويج ثقافة الحرب – وبدون حسد فالأمة الإسلامية غارقة في العديد من البؤر والصدامات العسكرية وضحاياها تتساقط كل يوم ليس فقط من أعز ما خلق الله سبحانه وتعالى البشر بل دمرت البنى التحتية والإقتصادية وإن بعض المجتمعات الإسلامية قد فقدت الكثير من مقوماتها الإجتماعية وشاعت بينها الجريمة والفساد المالي والإداري.

عند هذه النقاط وغيرها لابد للمؤتمرين من حصر مساهماتهم في إيجاد الحلول لها.


والله من وراء القصد

إبراهيم الأعسم 


A S Shakiry

إتصل بنا