في خطوة رائدة، قامت مبرة الشاكري للتكافل الإجتماعي- مركز النجف، بمبادرة من المحامي الأستاذ حيدر الحسن الذي عمل في إنكلترا لمدة لا تقل عن 20 عاماً في حقول إرشاد المواطنين لاستحصال حقوقهم المنصوص عليها في قوانين الرعاية الإنسانية بالتعاون مع  مكاتب  إرشاد المواطنين Citizens Advice Bureau المنتشرة في كل ركن من أركان المدن البريطانية وكذلك من خلال المنظمات غير الحكومية والمؤسسات المانحة والممولة للمنظمات المتنوعة في اختصاصاتها لخدمة المواطنين البريطانيين بالاضافة الى المقيمين على الأراضي البريطانية.

نعم أقدم السيد حيدر الحسن على نقل بعض أبعاد هذه التجربة إلى النجف بعدما هيئت له مبرة الشاكري كل المستلزمات اللوجستية والمادية لإنجاح هذه التجربة المميزة حيث بدأ الأفراد من ذوي الحاجات المختلفة في اللجوء إلى المبرة لاجل الحصول على التوجيهات والارشادات اللازمة التي ساعدتهم لدى  الدوائر  المعنية في تلبية حاجاتهم حسب القوانين المعمول بها. وكذلك بدأ التعاون مع المستشفيات وحل معضلات تنقلاتهم، وكذلك مع الجامعات والمراكز التعليمية في النجف والمدن المحيطة بها، وقد لاقت مبرة الشاكري الأذن الصاغية والاستجابة لدى الكثير في تلبية حاجات المحتاجين وذلك بفضل اختيار الأشخاص الكفوئين للقيام بهذه المهام بالرغم من عددهم المحدود حيث تم تدريبهم التدريب المناسب وبث في نفوسهم قيم العمل الذي يقومون به.

وهكذا أصبحت مبرة الشاكري في النجف معلمة مميزة من معالم العمل الإنساني لا بحجمها بل بنوعية العمل الريادي الذي تؤديه حيث تجسم ذلك عند زيارتي القصيرة إلى النجف الأشرف واطلاعي على مجريات الأمور في مركز النجف التابع لمبرة الشاكري، هذه المبرة التي تأسست في بغداد منذ ما يزيد على الستة سنوات عندما قامت بمشاريع كثيرة أولها كفالة الأيتام، وأيضاً كفالة الأطفال من ذوي الحاجات الخاصة ومشروع البنك الخيري الذي بدأ باكورة عمله في مشاريع منتجات البيت العراقي مثل برامج ماكنة الخياطة خير آلة انتجت للناس، وكذلك مشروع التنور الغازي الذي ينتج الخبز العراقي بأنواعه. وهكذا تسير المشاريع المبرمجة لمبرة الشاكري واحدة تلو الأخرى وتتطور نوعاً وكماً مستعملة أحدث البرامج الكمبيوترية تدار بعشرات الكفاءات غالبيتهم من المتطوعين في رابطة المبرات العراقية المؤسسة والمسجلة في لندن وأختها مبرة الشاكري للتكافل الإجتماعي في بغداد والنجف.

على ضوء التجارب التي خاضتها مبرة الشاكري في العراق ورابطة المبرات العراقية في لندن التي هي تحت اشرافي المباشر بالتعاون مع الكفاءات العراقية التطوعية التي تعمل بكل جهد وإيمان من أجل خدمة مبرات العراق المتعاونة معنا لإيصال المساعدات والخدمات لذوي الحاجات الخاصة، قرر المجتمعون في مركز النجف الذي يقل عدددهم عن العشرة أشخاص التوسع في هذه البرامج عن طريق فتح مراكز لمبرة الشاكري في عدة مناطق في بغداد والمدن الأخرى لتقديم البرامج التي تخدم ذوي الحاجات من المواطنين وهي:

أولاً: إرشاد المواطنين للدوائر والمراكز لتلبية حاجاتهم بموجب القوانين والأنظمة الميسرة.

ثانياً: تكوين الترابط ما بين الكافل والمكفول من أجل إيصال المعونات المادية والتأهيلية لذوي الاحتياجات الخاصة من الأطفال.

ثالثاً: توسيع نشاط البنك الخيري لدعم المشاريع الصغيرة، وذلك لتشجيع المنتجات المنزلية مثل مشاريع ماكنة الخياطة والتنور الغازي لمنتجات أنواع الخبز العراقي.

وما هو مطروح من اسئلة حول هذه المراكز هي: كيف تقام مراكز إرشاد المواطنين ؟ ومن يقوم بتأسيسها ؟ وكيف تدار؟ وما هي مصادر التمويل ؟ وما هي مواقعها ؟ وهل تعتبر أعمالها مساعدة للدوائر المعنية لتفعيل القوانين والأنظمة وإرشاد المواطنين لنيل حقوقهم وخلق روح التعاون والثقة ما بين كل الأطراف لكي يعيش كل فرد من أفراد الشعب في بحبوبة بفضل خيرات العراق وقدرات وقيم شعبه. من أجل ذلك سنواصل في وضع التصورات والتساؤلات لعلنا نحصل على الأجابات التي تنفع جيلنا والأجيال القادمة.

 والله ولي التوفيق.