This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged


رسالة الرابطة الأسبوعية 13/08

التأكيد على مبدأ التخصص في عمل المبرات والمشاركة في حملة رعاية 1000 طفل من ذوي الإحتياجات الخاصة

الى السيدات والسادة المحترمين .. رؤساء ومسؤلي المبرات العراقية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في الرسائل الإسبوعية الثلاث الماضية أوضحنا كيفية بناء المبرات المتخصصة وضرورة الإبتعاد عن العشوائية في العمل، آملين أن تأخذ هذه الافكار مداها المطلوب حتى تتبلور وتأخذ اشكالها النهائية، وليس مهمّاً كم ستأخذ من وقت.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ماذا عن الاوضاع الانسانية الصعبة التي يعيشها امثال ذوي الاحتياجات الخاصة من الذين لا يمكنهم تحمل الانتظار وربما لسنوات حتى تأخذ المبرات اشكالها واطرها وبنيانها الصحيح؟

دار الحديث بيني وبين الدكتور مجيد حميد جواد، الأستاذ في الطب وله منزله رفيعة بين اساتذة الطب في بريطانيا وخارجها، وهو من الاشخاص المهتمين بالشأن الصحي العلمي العراقي وقد دأب على تزويد العراق بآلاف الكتب الطبية الحديثة ولايزال. هذا بالإضافة الى اتصالاته مع زملائه لحثهم ولتسهيل مهامهم للذهاب الى العراق لمساعدة الكوادر الطبية وتبادل ونقل المعرفة، والتعريف بما توصلت اليه العلوم في كل إختصاص. وكان هذا الصديق قد زار العراق في فترة سابقة للعمل من أجل الأهداف الانسانية نفسها، والتي تبناها تطوعاً بدون ان ينشد اي منفعة مادية أو يحقق شهرة، لقد كان ينطلق بناء على شعوره بتأدية ما عليه من واجب تجاه بلده وشعبه. وقد نقل لي هذا الصديق العزيز الذي اكن له احتراما وتقديرا بالغين، امور وقضايا كثيرة عن الاوضاع الصحية المتدهورة في العراق، ومن جملة ما نقله لي بعض الحقائق والارقام المذهلة والمرعبة عن الحالات المرضية العقلية والجسدية والاجتماعية، والتي لا اريد تفصيلها هنا.

وفي معرض كلامي للاخ الصديق فإني قلت له مهوناً الّا يستحيل شيء على العلاج والحل طالما ان الله تعالى انعم على الإنسان بنعمة العقل وزوده بالعلم، خصوصا ونحن نعيش في عصر السرعة والحواسيب الإلكترونية والإنترنت وثورة الإتصالات وكل المنجزات العلمية المتطورة الاخرى.

واضفت قائلا: ينبغي علينا نحن الذين نعيش في الخارج وتمتد جذورنا وعروقنا الى العراق ان نقوم بواجبنا بوضع خبراتنا وقدراتنا تحت تصرف العراقيين ومن خلال مبراتنا ومؤسساتنا العاملة في الساحة العراقية.

وشددت، للصديق الطبيب، على ضرورة  العمل على تقوية الهياكل المؤسسية للعمل الخيري من بناء وتطوير للمبرات (الجمعيات الخيرية) والعمل على التركيز على تخصص تلك المبرات في مجال عملها لتصبح مرجعاً لكل ما تحتاجه في ذلك الاختصاص وأهمها العلوم والأبحاث وكذلك الاحصاءات الميدانية المطلوبة في ميدان اختصاها.

ويأتي السؤال الآن: ترى كيف نحقق كل ذلك ؟

والجواب هو، كما ارى، يمكننا تحقيق ما نصبوا اليه بواسطة الحاسوب(الكومبيوتر) الذي أخذت طاقاته تستوعب كل أرقام البشرية، وجزئياتها، والتواصل مابينها وهذا ما نحتاج له اليوم لحل مشاكلنا في العراق.

لقد سخرت الحواسيب في كل مجالات الحياة، ونسمع يومياً في نشرات الاخبار عن الإستخدامات والتطبيقات الجديدة لها، كمثال على ذلك الضمان الصحي في بريطانيا الذي اصبح يخصص ملفا كاملا لكل إنسان مواطن يعيش على الارض البريطانية. وعندما يحال الإنسان من طبيبه المسجل لديه الى أي جهة إختصاصية ما وفي اي مستشفى فإن من السهل عليها الاطلاع على ملفه الصحي الشامل وعلى ادق المعلومات عنه وبمجرد وضع اسمه بداخل الحاسوب.

وهكذا ومن خلال "ثورة" الحاسوب(الكومبيوتر) وعلومه يمكننا ان نسجل ونحصي ونقدم البيانات والخدمات لكل الحالات المرضية التي يعاني تنتشر في العراق.

والآن ترى من أين نبدأ؟

الجواب: ان مسيرة الألف ميل تبدأ من خطوة كما يقال.

لقد اخذت رابطة المبرات العراقية على عاتقها الإهتمام بالمبرات العراقية إعلامياً، وتسهيل عملية التعرّف على بعضها البعض، والترويج لنشاطاتها وبرامجها لكل المعنيين بهذا الشأن.

فالخطوة الاولى التي اتخذتها الرابطة هي المبادرة والدعوة لكفالة الف 1000 يتيم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وبذلك نكون قد خطونا الخطوة الاولى على طريق خدمة آلاف المعوقين الآخرين.

ان الدعوة الموجهة لكفالة الف يتيم ليست موجهة فقط لاستدرار عطف المحسنين ليجودوا بما عندهم وبما رزقهم الله من فضله، وانما الاهم هو العمل والجهد  كل حسب طاقاته وقدراته.

نحن نسعى لتفعيل نشاطات الآخرين وبرامجهم والعمل على تطويرها والترويج لها اعلاميا بالاضافة الى ما ننشده من طموح نرجو ان يتحقق على صعيد تكوين وبناء المبرات المتخصصة وفي المجالات المتعددة.

نأمل ان يتسع حجم التفاعل مع الواقع، وتحليل الحالات، والتواصل مع المؤسسات والافراد.

ونحن بدورنا سنقوم بمد ايدينا بتقديم الاستشارة والمعرفة العلمية والتنظيمية، وسنعمل ايضا على كسب ثقة المحسنين والممولين والداعمين لتمويل المبرات العراقية.

لكل ما تقدم نقترح النموذج الآتي لكفالة 1000 يتيم من ذوي الإحتياجات الخاصة وفق ما يلي:

1. تشخيص الحالات التي يعاني منها كل منهم وتصنيفهم حسب:

أ‌. العمر: (من الولادة الى 5 سنوات) و (6-10 سنوات) و (11-15 سنة) وما يتبع هذا التصنيف من دلالات، وحاجات لكل فئة عمرية.

ب‌. أبواب الحالات: وما تقتضيه من رعاية، ويمكن ان تأخذ التصنيف الآتي:

هنا يأتي التخصص، المطلوب في ضرورة ان يكون لنا مبرة، على الاقل، تعنى بكل حالة من الحالات المذكورة أعلاه، وغيرها الكثير. ولا ينبغي ان يستمر ما هو موجود من عمل غير تخصصي رغم تقديرنا لما يقدمه من عمل مخلص.

خلاصة ما اريد قوله في هذه الرسالة هو ان تبادر كل مبرة تهتم بهذا الحقل وتسعى للمساهمة في إغناء هذا النموذج من العمل الإنساني، في تسجيل وادخال بياناتها و المعلومات المفصلة عنها في الصفحة المخصصة لها على موقع الرابطة الالكتروني. وذلك لأجل إعطاء صورة واضحة عنها.

ومن خلال ذلك  يمكننا ان نقوم بإسمكم ولإجلكم بمناشدة الجهات المختصة لتقديم الدعم لكم وفي كافة المجالات التي تحتاجها مبرتكم.

واذن فنحن في رابطة المبرات العراقية ومن خلال تقديم خدماتنا المجانية لكل مبرة من المبرات العراقية الصادقة، والجادة في أعمالها، نرجو ان نصبح بمثابة الدليل الذي يدل الابرار على  مختلف مواقع البر والإحسان.

ولهذا اكرر دعوتي على ضرورة زيارة موقع الرابطة الالكتروني والاطلاع على ما هو موجود من معلومات قيمة تعد بمثابة "خزائن" او ينابيع تغني من يستقي منها

والى رسالة الاسبوع القادم، استودعكم الله تعالى انه ولي التوفيق.


A S Shakiry

إتصل بنا