This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged


رسالة الرابطة الأسبوعية 16/08

إعتماد علوم البيانات الإحصائية في تسيير أعمال المبرات

كيف يمكن دعوة مئات أو حتى آلاف المبرات لتقوم بإعتماد الإحصاءات اللازمة لتسيير أعمالها، رغم تمايز بعضها عن البعض الآخر من ناحية تفكير وثقافة القائمين عليها او من ناحية اختلاف نشاطاتها واعمالها التي لا تراعي البرمجة السليمة؟

أما المبرات التي تشهد نشاطاتها برمجة سليمة فلابد ان يكون لديها نوع ما من انواع الإحصاء، او السجلات المبسطة لتتمكن من مواصلة عملها بشكل افضل.

 ولابد لكل مبرة من ان تتأهل لخوض غمار علوم الإحصاء لتواصل رسالتها.

ان رسائلي الأسبوعية، التي اكتبها في هذا الباب، انما تعد بمثابة برمجة أعمال لتلبية الحاجات التي تتطلبها نشاطات المبرات، وكما يقول المثل المشهور:"الحاجة ام الإختراع" اذ انها تبدأ من فكرة، ثم الى بلورة الفكرة، ثم الى مرحلة التكوين، وبعد ذلك الى مرحلة العمل والتطوير.

برنامجنا يبدأ من:

وضع استبيان لتعريف وتسجيل كل مبرة تلتحق برابطة المبرات العراقية، وتواصل العمل معنا لبناء كيانها بموجب استمارات البيانات الموحدة المعدة على الموقع التي تجدون فيها مختلف الأبواب التي يمكن لكل مبرة ان تملأ ما توفر لديها من بيانات خاصة بها.

 ضمن تلك الأبواب، وفي حال الضرورة بوسعنا إضافة أبواب أخرى أو اعادة برمجة الاستبيان لتلبية متطلبات حاجات أخرى ذات طبيعة عمل مختلفة غير التي نظمت لأجلها استمارة الإستبيان الحالية.

ومن أجل ان تتبلور أهمية الإستبيان في الواقع العملي، بدأنا بطرح اول حملة لرعاية الف يتيم من ذوي الإحتياجات الخاصة، وسوف يدور العمل حول هذه الحملة وما تحقق من نتائج بإعتبارها حملة تجريبية.

هذا وسنقوم تباعاً بإعداد الإستمارات الإستبيانية للإحصاء، والتي ستتضمن البيانات المطلوبة عن كل مبرة ترغب بالإلتحاق ووضع اسمائها ضمن شريط المبرات المتحرك الذي تجدونه على موقع الرابطة الالكتروني والذي يحمل اسماء وشعارات المبرات العراقية الموجودة.

وبالاضافة الى الشريط المتحرك سنضيف المعلومات والبيانات في ابواب اخرى منها باب: "شبكة المبرات" الموجود ايضا على موقع الرابطة.

ونحن نسعى لتأتي البيانات عن كل مبرة بشكل متنوع وغني بالمعلومات المبنية على الحقائق، اذ كلما كانت المعلومة موثقة كلما اكتسبت الثقة في نفوس المطلعين عليها. وبذلك نكون قد تمكنا معا من تقديم خدمة الرعاية العلمية والاعلامية في سبيل تنمية عمل ونشاطات المبرات العراقية.

ونحن قد سعينا ليكون بوسع كل مبرة ادخال معلوماتها اوتوماتيكيا على صفحتها المخصصة لها ضمن موقع الرابطة الالكتروني، ولكن عند تعذر حصول ذلك فان الرابطة على إستعداد لتقديم المساعدة على ادخال البيانات او العمل على  تدريب المعنيين في كل مبرة على الكيفية ومن ثم تحقيق التطور في عوالم استخدام الحواسيب.

وتلك هي الخطوة الاولى في مسيرة الالف ميل لتحقيق الأهداف المرجوة. آملين ان تلحقها خطوات اخرى هامة مثل تبويب وبرمجة أعمال المبرات، وعلاقاتها مع المحسنين، والممولين، والمتطوعين، والمستفيدين من خدماتها.

ان وضع الارقام والبيانات يعد امرا له دلالاته ومعانيه الكثيرة لكل من يهتم بالعمل الخيري من القائمين عليه والمستفيدين منه. اما بالنسبة لصناع الخير، و كوادر عمل هذه المبرات، فينبغي ان تكون للاحصاء  دلالاته الاجتماعية والاقتصادية عندهم، وذلك من اجل تحقيق امثلية العطاء، وتنوعه، وزيادة مردود الغلة فيه.

ولتقريب الصورة للمتلقي، يمكن إعتبار العمل الخيري كاي عمل اقتصادي آخر. وبكلمة اخرى، فان العمل الخيري هو عمل إقتصادي ذو مردود إجتماعي للنفع العام بالدرجة الأساس.

وبناء على هذا التعريف، السالف، يمكن استعارة العديد من المصطلحات والنظريات الإقتصادية لتسخيرها في العمل الخيري. فالعولمة الإقتصادية التي ربطت إقتصاديات العالم ببعضها، وأنعشت قطاع الإتصالات والمواصلات، وأضعفت الحواجز الكمركية وغير الكمركية، يمكن ان نحولها لعولمة عمل الخير، بغرض الافادة من السوق العالمي الذي تحقق مؤخراً عبر التجارة الإلكترونية من خلال الانترنت. اذ ليس هناك من موانع تحول دون قيام اي متبرع او محسن ومن اي مكان في العالم ليتبرع لصالح اي مبرة ملتزمة بعمل الخير في العراق. بل يتوجب علينا إستغلال ما يسمى في الإقتصاد بالفرصة التاريخية، التي تتحقق في لحظة من الزمن لإنعاش إقتصاد دولة أو مؤسسة مستغلين حالة معينة. وهذه الحالة موجودة الآن على الساحة العراقية والمتمثلة بالتعاطف الدولي مع ما حصل ويحصل في العراق رغم ان هذه المعاناة انما حدثت لشعبنا نتيجة اخطاء دولية كنا نتمنى انها لم تحدث ابدا.  

ان استغلال الظرف الحالي لإنعاش العمل الخيري لمصلحة العراق وشعبه، لا يمكن ان يتحقق إلا من خلال وجود تجمع وتكتل من المبرات الخيرية العراقية المتخصصة، التي تعمل بشفافية وسلاسة بعد ان تكون قد عملت على اكتساب ثقة الانسان العراقي بصورة اساسية ومن ثم اكتساب ثقة الآخرين عموما.

ثم ليقوم هذا التكتل بالعمل، وبشكل منفتح، لإيصال رسالته الانسانية الى العالم بأسره، وبمختلف لغات العالم الحية، ومن خلال الحاسوب والانترنت الذي هو بمثابة رأس مال العمل الخيري بالدرجة الاساس، في حين يكون العنصر البشري هو القائم والمسير لها. وبذلك تكتمل ادوات الإنتاج الإقتصادي الخيري إن صح التعبير، كأي نشاط إقتصادي آخر، يتكون من رأس المال والعمل.

وبأخذ النموذج الذي صيغ في رسائل الرابطة الخمس السابقة، القائم على خلق وتنمية مجموعة من المبرات العاملة بمختلف الإختصاصات التي يحتاجها المجتمع، وذات التموقع الجغرافي القائم على التوزيع الهرمي، الذي يضمن وصول خدماتها بفاعلية الى التجمعات الحضرية والريفية، والعاملة بشفافية وإنفتاح يضمن ثقة المحسنين والممولين في كل مكان. ان العمل وبهذا النسق العلمي السليم سيؤدي حتما الى تحقيق أعظم الوفورات الإقتصادية والإجتماعية، التي يمكن ان تتحقق بتعاون المبرات مع بعضها البعض، عبر التعليم، والتدريب، وتبادل الخبرات، والأدوات، مثلما يحدث تماماً من تعاون وتبادل بين النشاطات الإقتصادية والصناعية المختلفة في العالم.

وهذا ما يمكن ان يحقق طفرات في العمل الخيري القائم على الميزة النسبية التخصصية للمبرات، وعلى ميزة التعاون المثمر بينها(Intra-Charity work).

وعلى ضوء ترابط المبرات العراقية مع رابطتهم(رابطة المبرات العراقية) علمياً وإعلامياً، وعلى ضوء تحليل سير وتنفيذ حملة رعاية الألف يتيم معوق التجريبية، والتي سوف تعتمد البيانات الإحصائية في مختلف أوجهها، واختيار مبرة الشاكري لتكون نموذجاً ومرجعاً في هيكلها التنظيمي، والاساليب العلمية التي سوف تعتمدها، فإننا سنكون قد وضعنا الاسس المعتمدة على الصدق والشفافية والعلم والعمل، وساهمنا ايضا في نشر ثقافة البر والإحسان.

ومن هنا ندعو الجميع لمواصلة ومتابعة المستجدات بكل تفاصيلها على موقع الرابطة، وبذلك نأمل ان نكون قد قمنا بواجبنا لخدمة كل من يعمل لأجل خير الانسان العراقي.

والى رسالة الاسبوع القادم، نستودعكم الله تعالى انه ولي التوفيق.


A S Shakiry

إتصل بنا