This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged


رسالة الرابطة الأسبوعية 20/08

لماذا الإستمارة البيانية للاطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة؟

إلى السيدات والسادة المحترمين .. رؤساء ومسؤولي المبرات العراقية، وكل من يهمه أمر أطفال العراق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من الطبيعي أن تثار وتطرح الأسئلة في وجه أي مبادرة أو مشروع جديد، ومن ناحية أخرى فإن واجب القائمين أو المشرفين على تلك المشروعات، الإجابة على ما يطرح من أسئلة وإستفسارات، وصولا إلى تبيان وشرح وتوضيح الغايات والأهداف والآليات وكل الأمور الأخرى المتعلقة بالعمل.

إذ نأتي بهذه المقدمة إنما لنعرج على مشروع كفالة ورعاية 1000 طفل من ذوي الإحتياجات الخاصة الذي أطلقته وتقوم به رابطة المبرات العراقية هذه الأيام، وما يثار ويطرح من أسئلة حول هذا المشروع وخصوصا فيما يتعلق بالإستمارة المخصصة لكل طفل وما تضمنته أجزائها السبعة من أبواب تتناول جوانب متعددة تبدأ من الطفل وتمر بالبيئة الإجتماعية السكنية التي يعيشها وحالة المرض والعوق لديه، وإنعكاساتها على نشاطاته اليومية، مروراً بالدراسة والتأهيل والعمل.

وبعد ان أثارت، تلك الإستمارة وما تضمنته من أبواب، العديد من التساؤلات عن المغزى من ورائها، نحاول الآن، وفي هذه الرسالة، الإجابة والتوضيح قدر الإمكان، كما يلي:

أولا: نحن نسعى، ومن خلال طرح مشروع كفالة 1000 طفل من ذوي الإحتياجات الخاصة، إلى إحداث ما يشبه الهزة على مستوى الإحساس والشعور الإنسانيين ولفت الإنتباه لأجل صب الإهتمام وتركيزه نحو هذه الشريحة الضعيفة من أبنائنا العراقيين والأسر التي ترعاهم والتي هي بأمس الحاجة للدعم والمساندة العاجلة.

ثانيا: العمل على رفع ما يصلنا من حالات إلى الجهات المعنية، وذلك لحثها على القيام بواجباتها تجاههم. وأن أول ما يترتب على تلك الجهات القيام به، حسبما نرى، هو تقديم المساعدة في موضوع إحصاء الأطفال من الناحية العددية والنوعية. هذا وإننا نعتبر أن الإستمارات التي قمنا بإعدادها والمتعلقة بهذا المشروع، تتطلب تعاوناً من تلك الجهات المعنية لإنجاح البرنامج.

نحن نعتبر إن إعداد وإجراء البيانات الإحصائية هو الخطوة الأولى لمعرفة حجم ونوع المشكلة وصولاً لحلها، وإن هذا الأمر يعد، بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة، بمثابة الحماية والإعتراف بهم.

وما أحوج هذه الشريحة الضعيفة لتشخيص أوضاعها وحاجاتها سعيا لتفعيل دورها كشريحة وطبقة فاعلة في المجتمع مستقبلاً، علما إننا نتحدث عن شريحة كبيرة جداً وللأسف الشديد، خصوصاً في ضوء الأحداث الأليمة التي يمر بها وطننا الحبيب والتي أصبحت كمصنع لإنتاج المعاقين.

ثالثا: لقد قررنا، نحن في رابطة المبرات العراقية والمبرات المنضوية معنا، الشروع والتصدي لهذه المسؤولية لإنجاح هذا البرنامج الخاص برعاية الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة، وعدم الإنتظار وإلقاء المسؤلية على الجهات الأخرى.

إننا إذ قررنا السير في هذا المجال والبدأ بهذا المشروع، فإننا وبعد التوكل على الله تعالى، نطمح بتظافر جهود الآخرين والحصول على  مساندة ومساعدة كل من يرغب سواء من المحسنين والمتطوعين أو من المبرات العراقية بمختلف صنوفها، وفق الأسس العلمية التي جاءت بها الإستمارة والبرنامج المتكامل المعد لهذا الغرض.

ملاحظتنا الرئيسة على ما يجري من عمل إغاثي آني هي إن مثل هذا العمل يبقى محدوداً اذ يأخذ طابعاً وقتياً وجزئياً وإنه لا يأتي وفق رؤية وبرنامج رعاية شامل وطويل الأمد، وهكذا فإن كل ما يجري ينحصر في هبات غذائية، أو كسائية، وغيرها من مواد عينية، رغم  أهميتها الكبيرة معنوياً على نفسية الطفل لكنها تبقى حلولاً آنية ومحدودة التأثير في بناء شخصيته والتي نؤمن إيماناً راسخاً إنها يمكن أن تتحول إلى قدرات خاصة في حال شمولها بالرعاية المدروسة والشاملة.

وتأتي الإستمارة المعدة، بهذا الصدد، لتكون مرآة تعكس حالة الطفل الصحية، والنفسية، والإجتماعية، والتعليمية، والتأهيلية ضمن برنامج رعاية طويل الأمد، يمتد من سن مبكرة وحتى سن السادسة عشر.

رابعا: إن أهمية الإستمارة الإحصائية تتجلى أيضاً في جمع البيانات حول مختلف الحالات، وما يعنيه ذلك مستقبلاً من إمكانية تجميع الحالات المتشابهة الأخرى.

وبذلك ينتفع الجميع سواء من أصحاب الحاجة أو من يقوم بتقديم الخدمات من المبرات والمنظمات والمنتديات التي ستستقي الخبرة والتجربة من مثل هكذا مشروع.

وفي ضوء ما أكدنا عليه في العديد من رسائلنا الإسبوعية السابقة فيما يتعلق بضرورة التخصص في عمل المبرات، فان قيام التجمعات والمنتديات الخاصة بمختلف حالات الإحتياجات، سيتبعه بالضرورة ولادة للعديد من المبرات الخيرية المختصة برعايتها ودعمها، وهذا ما سينعش العمل الخيري، ويعود بمردوداته على المجتمع بشكل عام. ولذلك فإن شمول وسعة أفق الإستمارة الإحصائية له ما يبرره، بل يوجبه في واقع الحال.

خامسا: إن الإستمارة الإحصائية تضع كل الحالات أمام أنظار الجميع، من أفراد، ومؤسسات إنسانية، ودوائر الدولة المعنية، وتنتظر مساهمة الجميع بالرعاية كل حسب قدرته، وموقعه، ومسؤوليته. وكلنا طبعا يعرف المثل العراقي القائل "القوم التي تعاونت ما ذُلت".

سادسا: يبدو ومن خلال حرص الرابطة على ملأ الإستمارة، ومتابعة تحديثها من قبل المبرات المسجلة، مدى عمق الالتزام وكفاءة الأداء الذي يفرضه الواجب الذي تعهدت القيام به.

سابعا: تعتبر الإستمارة الإحصائية وثيقة حقيقية ملموسة يمكن الاعتماد عليها من قبل كل من يريد المساهمة في معالجة الأوضاع. هذا وإن نشر البيانات الصحيحة، عادة ما يحد من الفساد والإدعاء غير الصحيح في هذا المجال.

ثامنا: يمكن أن تظهر الإستمارة، بعد تحليل فقراتها المختلفة، ثلاث مستويات من درجات الرعاية للأطفال ذوي الإحتياجات، وبغض النظر عن نوع الحالة والعوق للطفل:

الأول: المستوى البسيط، في حالة كون الطفل يحتاج إلى رعاية لبعض الوقت أثناء النهار.

الثاني: المستوى المتوسط، في حالة كون الطفل يحتاج للرعاية لبعض الوقت أثناء النهار، وإلا فإن الطفل سيكون معرضا للوقوع في الخطر في حال عدم توفرها. أو في حالة حاجتهم للرعاية في الليل أيضاً لبعض أيام الأسبوع.

الثالث: المستوى الشديد، في حال كون الطفل يحتاج لرعاية طويلة ولفترات ليست بالقليلة في النهار، ولما يزيد عن ثلاث ليال في الاسبوع.

من خلال هذا التقسيم تتوضح درجة الرعاية التي يحتاجها الطفل، وتنعكس بشكل طبيعي على الراعِ المباشر بالدرجة الأساس من ناحية والأسرة التي يعيش ضمنها بالدرجة الثانية من ناحية أخرى، وما يتبعه ذلك من دلالات مادية ومعنوية للطفل وذويه.

تاسعا: وأخيراً فان التصدي لأي أمر يتطلب معالجته والنظر له بشكل صحيح من مختلف الزوايا، وما جاء في إستمارة الطفل ذوي الإحتياجات من فقرات، نراها ضرورية كحزمة متكاملة لا تقبل التجزئة، من أجل بناء شخصيته ورفاهيته.

وإلى رسالة الاسبوع القادم، نستودعكم الله تعالى إنه ولي التوفيق.


A S Shakiry

إتصل بنا