رسالة الرابطة الأسبوعية 21/08
الجهاد الإنساني (التطوع)
الى السيدات والسادة المحترمين .. رؤساء ومسؤولي المبرات العراقية، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كما وعدتكم في رسالتي السابقة سوف أبدأ الخوض في عوالم التطوع، الذي سنطلق عليه تسمية الجهاد الإنساني، لما لهذا المصطلح القرآني من دلالات واسعة في مجال الخدمات الإنسانية، كما عُرفت وفصلت الكثير منها في كتابي الموسوم بـ: "الجهاد الإنساني في الإسلام"، الذي صدر سنة 2002، ونسعى إن شاء الله لوضع صفحاته على موقع الرابطة ليتسنى إثراء الموضوع، وبلورة وتفعيل كل الأفكار التي وردت فيه، سعيا لننشر ثقافة البر والإحسان. كان هذا الكتاب قد صدر بعد كتابي الموسوم بـ:"العبادات المالية في الإسلام" الذي صدر سنة 1999، والذي تناول الإلتزامات المالية المفروض ان يؤديها كل مسلم باوقاتها، وحسب المقاصد التي وجهت لاجلها بما يحقق رفاه وسعادة الإنسان والإنسانية جميعا. ونحن كمسلمين نلاحظ ان مصطلح الجهاد قد تكرر وفي مواقع كثيرة من القرآن الكريم، وكان اهم مقاصد هذا المصطلح هو الدعوة للجهاد بالاموال والأنفس، ويأتي تعريف الجهاد بالنفس في الكتابين المذكورين أعلاه من أوسع الابواب، وهو الجهاد الأكبر، كما عرفّه الرسول محمد (عليه وعلى آله افضل الصلاة والسلام) على أنه الجهد المبذول في مجاهدة النفس ومنها بالطبع نستوحي مفهوم العمل الإنساني، الذي يرتقي بالإنسان ويخدم المجتمع، وليس الجهاد بمفهومه القتالي بالمعنى الذي ينحصر في مجال معين وجزئي كما شاع استعماله للاسف خطأً، عن جهل أو تعمد في الاوساط الإسلامية أو الدولية، وهو ما يعرف بالجهاد الأصغر الذي شُرع للدفاع عن النفس لاغير. من خلال هذه المقدمة البسيطة اعتمدنا كلمة الجهاد أو الجهاد الإنساني، الذي قد يرعب البعض بمجرد سماعهم لهذا المصطلح، وذلك ينبع طبعا لجهلهم بالمعاني الخيرة التي يشتملها مصطلح الجهاد. واذن فنحن نستخدم مصطلح" الجهاد" بدلا عن كلمة:" التطوع" كما اعتمدنا من قبل مصطلح:"مبرة" بدلاً من مصطلح: جمعية او منظمة او اي مفردة اخرى تستخدم وتطلق على المؤسسات العاملة في مجالات العمل الانساني. تكمن اهمية اختيار المصطلحات الدقيقة، في كونها تعبر عن المفهوم الحقيقي، وعن الدلالات ذات العمق التاريخي والإنساني، وانها تجسم المعاني المطلوبة على وجه الدقة، وهذا ما ينشده كل من يريد تقريب المعاني الى الاذهان بمفاهيمها الصحيحة. والآن.. نبدأ باسمه تعالى معاً لنخوض في أبواب الجهاد وعوالمه الواسعة. لقد تم اطلاق مشروع رعاية الف 1000 طفل من ذوي الإحتياجات الخاصة، من الايتام أو المتخلى عنهم، أو لذوي العوائل المتعففة، ليكون الخطوة الأولى بإتجاه إحصاء كافة الحالات في العراق، وتبويبها ووضعها امام المحسنين، والمؤسسات المتخصصة، ودوائر الدولة المعنية، هادفين ان يكون هذا المشروع نموذجاً لمشاريع أخرى تنشد مد يد العون والمساعدة، ضمن المجتمع العراقي. لقد كتبنا، فيما سبق، رسائل عشر، تناولت دور المبرات العاملة في الساحة العراقية وخارجها، وبلورة هياكلها وتخصصاتها والتعاون فيما بينها، وموضوعات اخرى، وكنا نهدف ونسعى لتحقيق الإرتقاء بمستويات ادائها. وفي هذا السياق جاء طرح مشروع كفالة الالف طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتم توزيع المسؤولية على عشرين مبرة عراقية، بواقع 50 طفلا لكل واحدة منها. وكما هو معلوم فقد خصصنا لكل طفل استمارة شاملة نأمل ان تكون بمثابة نافذة للتواصل من خلال الانترنت واستمرار الرعاية بدءا من سنوات الطفل الاولى وحتى بلوغه سن الـ 16 عاما. وأما الآن فقد جاء دور مساهمات الجهاد الإنساني (التطوع)، وهو الحلقة الثانية من سلسلة الحلقات التي يرتكز عليها البرنامج من اجل النهوض بهذا المشروع. يمكن تلخيص ابواب الجهاد التي سنتتطرق لها كما يلي:
وللمزيد من التعريف بالعمل الجهادي نرفق هنا فهرس كتاب "الجهاد الإنساني" وكلمة التعريف به: أولا: فهرست المحتويات: شكر وتقدير 5 الإهداء 7 التعريف بالكتاب 9 تقديم أ.د فاضل الحسيني الميلاني 11 مقدمة 15 الفصل الأول 21
الفصل الثاني 55
الفصل الثالث 91
الفصل الرابع
خاتمة فهرست الكتب المعتمدة في تأليف الكتاب من أعمال المؤلف ثانيا: التعريف بكتاب الجهاد الإنساني في الإسلام: هذا بحث فقهي، اقتصادي، اجتماعي، يصب في آفاق الجهاد الإنساني ويطرح عدة تساؤلات أساسية وجوهرية، نذكر من أهمها:
تلك مجموعة من الأسئلة، وغيرها كثير مما لم يذكر، والتي دارت في خلدي وجالت في خاطري قبل تأليف هذا الكتاب، ووضعتها نصب عيني حين تسيطر خطوطه العريضة. وقد حاولت، قدر المستطاع، الإجابة عن بعضها، وتركت بعضها الآخر لتجيب عنه الأيام حين إخراج أفكار هذا الكتاب من التنظير إلى التطبيق. والى رسالة الاسبوع القادم، نستودعكم الله تعالى انه ولي التوفيق. للمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالسيد كامل الشريفي e-mail: kamil@iraqicharities.org Tel: 0208 452 5244 Fax: 0208 452 5388 Mob: 077 4718 6963 |
||