This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged


رسالة الرابطة الأسبوعية 22/08

أبواب الجهاد الإنساني (التطوع)

الى السيدات والسادة المحترمين .. رؤساء ومسؤولي المبرات العراقية،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نستكمل في هذه الرسالة التعريف بالجهاد الإنساني وعوالمه وافاقه الرحبة.

الجهاد الإنساني، هو اي عمل  يقوم به فرد أو منظمة، رسمية أو غير رسمية، بصورة منظمة من غير مقابل أياً كان العمل، سواء أكان بذلاً مادياً أو عينياً أو بدنياً أو فكرياً، وفي أي زمان ومكان، سواءً كان بصفة مستمرة أو مؤقتة، ويكون ذلك بشكل تطوعي دون فرض أو إلزام، لدوافع متعددة في مقدمتها إبتغاء مرضاة الله عز وجل، والشعور بالمسؤلية في تحمل تقديم الرعاية الإجتماعية التي تعود بالنفع على عامة المجتمع، وتهبه الأمن والأمان والتراحم بين مكوناته.

ويحظى الجهاد الإنساني بالمكانة العالية في الإسلام لأنه ينطلق من قاعدة الإيمان بالله تعالى ويرتكز على ثوابت منها البر والإحسان لنيل رضا الله جل جلاله. وحيثما وردت كلمة الجهاد في القرآن الكريم فإنها كانت دالة على العطاء والبذل، لتحقيق الغايات السامية للدين السمح، وأهمها الإستقرار والسلام، الذي تبتسم به الحياة، وتطمئن به القلوب، وتسكن به النفوس.

وقد بينت الآيات القرانية الكريمة أن مجالات العمل الجهادي التطوعي متعددة ومتنوعة، الأمر الذي يعكس أهمية هذا النوع من العمل ومكانته وضرورته للفرد والمجتمع، والجهاد الإنساني من المظاهر المميزة في المجتمعات المعاصرة، سواءً الإسلامية أو غير الإسلامية. ومنها قوله تعالى:

" لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً " سورة النساء آية 114

أما السنة النبوية الشريفة، فيمكننا الإستشهاد بالكثير من الأعمال التي جهد الرسول المصطفى عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم، بنفسه وقام بها، كقيامه ببناء الكعبة المشرفة قبل البعثة النبوية، ومساهمته ببناء المسجد النبوي الشريف وحفر الخندق بعد البعثة، وكثير من الأعمال الإنسانية الأخرى الكبيرة والصغيرة التي تظهر أهمية مشاركة النبي القائد رعيته ورعايته لهم، وكل ذلك من اجل بناء أواصر التراحم والتكافل الإجتماعي، الذي لولاه لما نهضت وأرتقت الحضارة الإسلامية.

أما الأحاديث الصحيحة التي وردت في هذا الشأن فاكثر من ان تعد، ومنها قوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام"على كل مسلم صدقة. قالوا فإن لم يجد ؟ قال : فيعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق. قالوا فإن لم يستطيع أو لم يفعل ؟ قال فيعين ذا الحاجة الملهوف. قالوا فإن لم يفعل ؟ قال فليأمر بالخير أو قال بالمعروف قالوا فإن لم يفعل ؟ قال فليمسك  عن الشر فإنها له صدقة ".

وهكذا فمهما صغر العمل الجهادي فهو عمل كبير لان فيه قضاء حوائج الناس ونفعهم بما تيسر من علم أو مال أو معاونة أو مصلحة أو نصيحة أو غير ذلك، وحتى درئ الأذى عن الطريق برفع حجر أو عائق صدقة، لا بل حتى الإبتسامة والوجه الطليق في مقابلة الناس عمل جهادي وصدقة.

وقد سار على هذا الدرب والمنهج القويم الصحابة والائمة الأطهار، فقد كانت لهم المشاركات البسيطة التي لها دلالاتها العميقة للمجتمع، بالإضافة الى الإسهامات الكبيرة. فقد ورد عن الإمام علي كرم الله وجهه، ان من الاعمال التي كانت تسعده ويرجو منها التقرب الى الله عز وجل تنظيف بيت المال بنفسه، بعد ان يفرغه على الاوجه الشرعيه للمستحقين من كل صفراء وبيضاء، ويصلي ركعتي الشكر بعد ذلك في بيت المال.

 من هذا يمكننا ان نستخلص ان العمل الجهادي يتطلب مساهمة الجميع، وفي مقدمتهم وجهاء، ورجالات ونخب المجتمع، وباي أمر مهما صغر في نظر صاحبه أو كبر، وسنسعى إن شاء الله على قدر إستطاعتنا كرابطة تجمع وتعين المبرات العراقية على توصيف الاعمال الجهادية، لتكون سهلة وواضحة المعالم والاهداف للمجاهدين (المتطوعين)، وبما يضمن تناسبها مع مؤهلاتهم وكفائتهم وتطلعاتهم، في نفس الوقت الذي نراعي فيه الاعمال المطلوبة من المبرات العراقية، وسد حاجتهم منها.

واول هذه الاعمال في سلم الاولوية، حسب وجهة نظرنا هي نشر ثقافة العمل الجهادي في المجتمع بكل الوسائل الممكنه، وأهمها الإعلام وقنواته المقروءة والمرئية والمسموعة، وكذلك البيت والمدرسة.

ولتحقيق ذلك نقترح برنامج العمل الجهادي الاتي:

 المساهمة في إدخال العناوين الإلكترونية للفئات ادناه، في قائمة عناوين رابطة المبرات العراقية على الإنترنت، سواء باللغة العربية او الإنكليزية او كلاهما، وذلك لنتمكن من ارسال نشرة الاخبار الإسبوعية وما تتضمنه من نشاطات جهادية، لاكبر عدد ممكن من الناس، خاصةً العراقيين، ويمكن ان يتم هذا العمل من قبل المجاهدين في اي مكان من العالم، وفي محل سكنهم او عملهم.

عناوين الفئات المطلوبة:

 1. كافة المسؤلين في دوائر الدولة العراقية.

2. السفارات العراقية في الخارج.

3. المبرات وكافة المؤسسات الإنسانية داخل وخارج العراق.

4. الافراد المقتدرين مادياً وعلمياً.

5. النخب الثقافية الناشطة في مختلف المجالات، كالتربية، التعاليم الجامعي، التعليم العالي، ورموز ومشاهير الرياضة والفنون على صعيد الساحة العراقية.

6. وسائل الإعلام المختلفة.

يمكن ان تتم عملية إدخال العناوين بشكل مختصر، تتضمن البريد الإلكتروني فقط، او تتضمن ايضاً بيانات اخرى كالاسم والمهنة والعنوان ووسائل الإتصال الاخرى. كما يمكن ان يتم ذلك بمجرد إدخال عناوين فردية أو جماعية واضافتها الى قاعدة البيانات.

كما ينبغي ان يلتزم المجاهدون بالاسس القانونية والإجتماعية والاخلاقية التي يجب ان يعرفها كل من يتعامل مع إدخال البيانات، لكي لايقع بما يمكن إعتباره إنتهاك او إفشاء خصوصيات الاخرين.

ان الجهات المستفيدة من هذا البرنامج هي: رابطة المبرات العراقية في لندن/ والرابطة الإعلامية في العراق، وكافة المبرات العراقية المنتمية للرابطة. حيث انها تسهم في نشر ثقافة البر والإحسان والحصول على كوادر الجهاد الإنساني في كافة ميادين العمل، وتدعم مختلف أنواع وأحجام التمويل، ووضع قضايا وهموم الناس أمام المسؤلين وأمام الراي العام.

أما فوائد هذا العمل بالنسبة للمدرجة عناوينهم، فهي جلب انتباههم الى ابواب عمل الخير ودعوتهم للمساهمة فيه، بما مكنهم الله عز وجل من مكانة مادية وعلمية، للتخفيف من معانات مختلف شرائح المجتمع العراقي خصوصاً ذوي الإحتياجات الخاصة، وما الى ذلك من مكانة دينية عند الله تعالى، ودنيوية تقربهم الى قلوب الناس.

نرى ان خير من يقوم بهذا العمل الجهادي التطوعي، هم الشباب في سن الدراسة من النساء اولاً ثم الرجال، ممن لهم خبرات في مجالات الانترنت ويرغبون في تعلم المزيد. حيث يكسبهم هذا العمل خبرات على نظم وقواعد البيانات، والتعرف على علوم تبويب وعرض ومعالجة البيانات إحصائياً، وهو ما ينفعهم في إغناء السيرة الذاتية ويمنح المزيد من فرص العمل الربحي مستقبلاً. والاهم من كل ذلك تواصلهم مع الجهات العاملة والمستفيدة من العمل الخيري، وما ينطوي عليه من تنمية الشخصية، وقدرة التواصل والتخاطب والحوار مع الاخرين، وإستغلال اوقات الفراغ بما ينفع الناس.

رابطة المبرات العراقية يمكنها ان توفر التدريب اللازم للراغبين في هذا العمل الجهادي، وتقييم ساعاته الإنتاجية، حيث يمكن بحسابات بسيطة تحويل البيانات المدخلة الى ما يكافئها من دقائق وساعات إنتاجية، وتحسب وتقيم (هذه الساعات) مادياً، لتسجل في رصيد المجاهد، وبغض النظر عن السرعة، التي ترتبط بمدى المقدرة الفنية والكفاءة الإنتاجية للمجاهد، اذ ان الهدف من تثمين الساعات الإنتاجية هو الشكر والتقدير والتكريم للمجاهدين باعمالهم، ويكون ذلك بجوائز فخرية وشهادات تمنحها الرابطة، ويبقى الاجر الاكبر عند الله جل وعلى.

 تترك للمجاهدين بهذا العمل حرية أختيار اوقات العمل بما يناسب وقتهم على ان يكون هناك التزام بحده الادنى من حيث عدد الساعات ومدة العمل، وسيكون على المجاهد الاخطار بتواريخ المباشرة او الإنقطاع عن العمل كي تدرج في برامج عمل الرابطة أو المبرات الملتحقة بها.

وإلى رسالة الأسبوع القادم، مع برنامج جهادي آخر، نستودعكم الله تعالى إنه ولي التوفيق.

للمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالسيد كامل الشريفي

e-mail: kamil@iraqicharities.org 

Tel: 0208 452 5244

Fax: 0208 452 5388 

Mob: 077 4718 6963


A S Shakiry

إتصل بنا