This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged


رسالة الرابطة الأسبوعية 23/08

الجهاد الإعلامي من أجل نشر ثقافة البر والإحسان

إلى السيدات والسادة المحترمين .. القادرين والراغبين في نشر ثقافة البر والإحسان،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نواصل في هذه الرسالة موضوع الجهاد الإنساني وعوالمه وآفاقه الرحبة، ونخصص هذه الرسالة للتركيز على نقطة بالغة الأهمية فيه، ألا وهي الجانب التبليغي الدعوي لرسالة العمل الخيري، وهو ما سنطلق عليه بالجهاد الإعلامي، ونطلق على القائم به والعامل في هذا المجال بالمجاهد الإعلامي، والسبب في ذلك لأن هذا النوع من المجاهدين لا يعتبر مجرد ناقل عادي للخبر فقط، او وسيط، كحال اقرانه العاملين في الحقل الإعلامي الصرف من الذين قد يحتم عليهم عملهم نوع من الحيادية في الأداء الإعلامي وعدم التعبير عن موقفهم الصريح من واقع الحال، أو تلك الجهة أو ذاك التيار. إن المجاهد الإعلامي هو صاحب فكر ورسالة ونهج قويم، لا يساوم عليه ولا يخاف الجهر به، لأنه مؤمن به. ويبتغي مرضاة الله فيه، ونفع عامة الناس. 

لهذا السبب، لابد لنا من وقفة سريعة، نستخلص فيها المواصفات الشخصية للمجاهد الإعلامي قبل الخوض في كفاءته العلمية وخبراته، وهذا يدعونا لنهتدي بعظماء ورواد الدعوة والتبليغ، ورسل السلام وقادة البشرية نحو الامان، إنهم أولي العزم من الرسل، كما وصفهم القرآن الكريم، ونحن كمسلمين نؤمن  بخلود رسالتهم، التي أرادها الله عز وجل أن تكون مناراً يهتدي به الأجيال على مر العصور، وليحل السلام والرحمة في الأرض التي استخلف فيها الإنسان.  

 هؤلاء الرسل هم نوح (شيخ المرسلين ونجي الله)، وإبراهيم (أبو الانبياء وخليل الله)، وموسى (كليم الله)، وعيسى (روح الله)، ومحمد (حبيب الله وخاتم الانبياء والمرسلين)، عليهم أفضل الصلاة والسلام. هم أصحاب الشرائع والكتب من الرسل الذين بعثهم الله عز وجل إلى شرق العالم وغربه، وقد تحمّلوا أعباء تبليغ الدعوة والرسالة السماوية إلى الأرض، وهم السفراء بين الخالق جلّ وعلا وبين عباده، حيث حمّلو المؤمنين هذه الرسالة لنشرها لمن حولهم، ومنها الى العالم.

هذه الصفات الشخصية التي على المجاهد الإعلامي الذي يمثل رسالة الإعلام الجهادي التخلق بها هي : الصبر في تبليغ الدعوه، والعزيمة على تحقيق الهدف، والقوة والامانة في الموقف مع التواضع، وإستخدام لغة الحوار والإقناع وحسن الخلق، الذي يتجسد عملياً بالتسامح والرحمة. هذا هو الطريق والمنهج الذي سلكه اولي العزم من الرسل لكسب قلوب وعقول ما يزيد عن ثلاث بلايين انسان، هم عدد الموحدين في العالم في يومنا هذا.

ان الضرورة العملية وسمة العصر تقتضي تفعيل العمل الإعلامي للمؤسسات والجمعيات الخيرية من خلال إنشاء وتأسيس وسائل إعلامية(مقروءة، ومرئية ومسموعة) متخصصة بالنشاط الخيري وتابعة للجهات الخيرية، اياً كان شكلها وهيكلية عملها، مع استمرار عناية الجهات الخيرية باستثمار اهتمام وسائل الإعلام العامة بالوسط الخيري استثمارا مهنيا ذكيا، لترويج ودعم الاعمال الخيرية.

ان التوجه الى الإعلام في عصرنا الحديث يميل لكفة التخصص، ففي الولايات المتحدة مثلا نجد ان  عدد المجلات المتخصصة بمختلف المجالات تمثل ثلاثة أرباع عدد المجلات الكلي. وهذا ما ينطبق بنسب مختلفة على باقي الدول المتقدمة. لذلك فإننا نشدد على إيجاد إعلام متخصص لبث الحياة في الأنشطة الخيرية، وتوجيهها الوجهة الصحيحة، وتحليل أدائها، وتقيمه، ونقده، وأصدار مختلف المطبوعات والدوريات والفصليات، وحتى الفضائيات لبث رسالة إعلامية جيدة حول أنشطة وبرامج المؤسسات الخيرية ونقل صورة حقيقية عن العمل الخيري، وكادره، وتعريف المجتمع، بمعلومات موثقة عن الأنشطة التي تقدمها هذه الجهات، ويمكن ان يساهم في هذا الإعلام الجهادي، خبراء من مختلف التخصصات الإنسانية كعلوم الإجتماع والإقتصاد، والتربية وغيرها، بالإضافة للمفكرين والادباء والاكاديمين. لوضع التصور، والخطوط العريضة، والبحوث والبرامج العملية، لرسالة العمل الجهادي، الذي يدخل في كل مفاصل الحياة، كما تم توضيحه في رسالة العدد 22.

ان هذه النظرة الطموحة للجهاد الإعلامي، لن تكون عقبة أمامنا للشروع في تدريب وتأهيل المجاهدين الإعلاميين، وتوصيف هذا العمل لهم، بالمتيسر لدينا من خبرات وطاقات في رابطة المبرات العراقية، مستغلين الإمكانات الهائلة التي يوفرها الإنترنت، وسهولة وسرعة انتشار وتداول المعلومة، والخبر، والتقرير، والبحث، والصورة، والفلم، في عصر ثورة المعلومات، الذي هو الأداة الطيعة لدينا، ويمكننا استغلالها الى اقصى حد.

إذن نطرح البرنامج الجهادي الآتي، المتمثل باربع ابواب:

أولاً: العمل على تعريف رابطة المبرات العراقية الى العراقيين والمؤسسات العراقية في داخل وخارج العراق، وكذلك العمل على تعريف المبرة الى المؤسسات الدولية المعنية بالشؤن العراقية أو الإنسانية، عن طريق المراسلات الإلكترونية(الايميل)، أو اية وسيلة إتصال مباشرة كالمشاركة في المؤتمرات والإحتفاليات وغيرها من التجمعات، واية وسيلة تحترم قيمنا ومعتقداتنا، في إيصال رسالة الرابطة الى العالم.

ثانياً: للراغبين في التطوع في ميدان الإعلام الجهادي، يمكن للمتطوع ان يعمل به في أي مكان يتوفر على الكومبيوتر، ومتصل بشبكة المعلومات الانترنت، بعد ملأ استمارة المجاهد(المتطوع) التي أعدتها الرابطة، والتزامه ببنود العمل التطوعي، يمكن لأي شخص كان، وفي أي مكان كان، ان يتولى عملية البحث عن الأخبار التي تخص العمل الخيري، عن طريق الانترنت أو أية وسيلة من وسائل الإعلام الاخرى، وذلك لتغطية يما يدور بعالمنا العربي والإسلامي من نشاطات، وأحداث، ومناسبات خيرية، وحتى على صعيد باقي دول العالم، وتبويب هذه الأخبار ان أمكن وارسالها للمسؤول عن القسم الخاص بالإعلام في رابطة المبرات العراقية، الذي بدوره سيحرص على إدراج المتميز منها، في نشرة الأخبار الإسبوعية، باللغتين العربية والإنكليزية، وتنشر في موقع الرابطة، فضلاً عن إرسالها لآلاف االمشتركين لدى الرابطة، عبر البريد الإلكتروني، من الشخصيات الفاعلة على ساحة العمل الجهادي الخيري في العالم.

ثالثاً: يمكن للمتطوع ان كان احد كوادر المؤسسات الخيرية، ان يرسل لنا اخبار مبرتهم أو ما يدور حولها من أعمال البر والإحسان، لننشرها ونروج لها، وياحبذا لو كانت معززة بالصور أو الأفلام.

رابعاً: يمكن ايضاً لمن يحملون مؤهلات في مختلف العلوم الإنسانية وغيرها، إرسال بحوثهم الدينية أو الإجتماعية أو الإقتصادية وغيرها من ميادين المعرفة، التي تعكس وجهة نظرهم وطموحهم، وأبحاثهم لكيفية إنماء واغناء العمل الخيري الجهادي، وستحرص الرابطة على نشر كل ماهو متميز في موقعها ونشرتها الإخبارية، وباسم الباحث او الأكاديمي صاحب البحث.

نأمل ان نكون بذلك قد سلطنا بعض الضوء حول هذا الموضوع الهام. ويسعدنا جدا ان نتلقى وبرحابة صدر أية ملاحظات تردنا من القراء الكرام، لإغناء الموضوع.

 وللمزيد من المعلومات نرجو الإتصال بالسيد كامل الشريفي مسؤول تسجيل المجاهدين (المتطوعين) او اي من الاخوة الآخرين العاملين في قسم الاعلام بالرابطة.

وإلى رسالة الأسبوع القادم، نستودعكم الله تعالى إنه ولي التوفيق.


A S Shakiry

إتصل بنا