This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged


رسالة الرابطة الأسبوعية 24/08

الترجمة من أجل عولمة نشر ثقافة البر والإحسان

 الى السيدات والسادة المحترمين ..من القادرين والراغبين في نشر ثقافة البر والإحسان،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نواصل في رسالتنا الاسبوعية هذه تبويب مناهج الجهاد الإنساني (التطوع)، ونخصص الحديث هذه المرة عن دور الترجمة واهميتها كضرورة للتواصل بين الشعوب والثقافات.

ان الحديث عن الترجمة يقتضي الحديث عن اللغات، وفي مقدمتها لغتنا العربية الجميلة، لغة القرآن الكريم، لغة الشعر والأدب، والعلم أيضاً، إذ لايخفى على أحد أنَّ العربيةَ هي اللُّغة العالميةُ في حضاراتِ العُصورِ الوسطى، يوم كان المترجم يتلقى زنة الكتاب الذي يترجمه ذهباً، في بغداد، عاصمة الخلافة الإسلامية. وكانت اللغة العربية، رافداً عظيماً للإنكليزية في نهضتها وكثيرٍ من اللغات الأوربيّة، وقد اقتبست هذه اللغات الكثير من مفردات العربية، وأولها الإسبانية ثم الفرنسية والإيطالية واليونانية والمجرية، وكذلك الأرمنية والروسية وغيرها، وتقدر المفردات المقتبسة بالآلاف، بالإضافة الى تأثير اللغة العربية الواضح على اللغات المستخدمة في العالم الإسلامي كالتركية، والفارسية، والاردية.

تعتبر اللغة العربية اليوم من أكثر اللغات إنتشاراً، ومن أهم اللغات الحية، بدليل إعتمادها كإحدى لغات منظمة الأمم المتحدة الرسمية الست.

ولأهمية اللغات والترجمة، فقد اطلقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، على  2008 سنة دولية للغات، من أجل تعزيز وحماية كل اللغات، وتبذل كل ما في وسعها كي تصبح عاملا حافزا على الترجمة، والهدف المعلن، بناء جسور التكافل بين مختلف "العوالم" اللغوية والثقافية.

ان الحوار والتعارف بين الشعوب والأمم والحضارات، والتلاقح العلمي والفكري للإبداع الإنساني، والنشاط السياحي والإجتماعي والإقتصادي بين الدول، يفرضه واقع وعالم اليوم، الذي تحولت فيه الارض الى قرية صغيرة، بفعل العولمة، التي انعشت قطاع الإتصالات والمواصلات، وأضعفت كل أشكال الحواجز بين الدول، ودورنا يكمن في الإستفادة من مزايا هذا العصر، والسعي لعولمة عمل الخير، والوصول الى أرضية مشتركة وتعاون بناء، مع نظرائنا في الخلق، وشركائنا في الخلافة المشتركة لهذه الارض، كما نص عليه القرآن الكريم (إني جاعل في الأرض خليفة). خصوصاً ممن يعملون في حقول العمل الإنساني الخيري.

ان هذا الحوار يتطلب وجود قنوات له، وهنا توجد إمكانيتان، الاولى دراسة اللغة الإجنبية، ومن خلالها يمكن التعرف على حضارة أخرى. والثانية ترجمة الاعمال الادبية والعلمية. ولكون دراسة وتعلم اللغات الاجنبية له حدود طبيعية، حيث لايمكن للإنسان ان يتعلم كافة اللغات، لهذا تبقى الترجمة أهم قنوات التلاقي الحضاري.

لقد كان لي والحمد لله تجربة في كلا القناتين اعلاه، أي دراسة اللغة والترجمة، أراها تستحق الذكر في هذا الموضوع، فقد بدأت رحلتي في تعلم اللغات منذ بداية الخمسينات، عندما التحقت بالمعهد الأمريكي في بغداد، بينما كانت زياراتي المتكررة لإيران وعلاقات الصداقة مع الايرانيين المقيمين في المانيا فرصة لتعلم الفارسية، كذلك زياراتي لأوربا خصوصاً المانيا التي اقمت فيها لمدد غير قصيرة لحضور الدورات التدريبية، والمعارض المتخصصة، التي تقتضيها أعمالي الصناعية، ولتطوير المشاريع التي وفقني لها الله (تعالى) في العراق، فكان ذلك يقتضي الدراسة العلمية للغة الالمانية، وكان ذلك في المعاهد اللغوية المسائية. لقد كان لتعلم اللغات أفضل الأثر في نجاحي في حياتي العملية. وسهل علي الحياة والتمتع  بمعالم وحضارات العديد من الدول. وكذلك تعلمي مفردات اللغات الاخرى مثل الفرنسية والايطالية بفضل الزيارة المتكررة لهذه الدول، وبفضله تعالى أتمكن اليوم من التخاطب باللغات التالية: العربية والإنكليزية والالمانية والفارسية.

اما تجربة الترجمة، فقد طرقتها عندما بدأت بنشر مجلتي الحذاء والرداء، فكان تصميمي منذ البداية ان تخرج المجلتين باللغتين العربية والإنكليزية، وكذلك عملت على ترجمة القاموس الدولي للصناعات الجلدية الذي يحتوي على ستة لغات واضفت العربية له لتصبح اللغة السابعة. يذكر ان عدد كلمات القاموس المذكور تتجاوز الـ 5500 كلمة.  وان تسخر الترجمة لخدمة الإعلام المهني الذي خضت فيه، ولازلت عبر مجلة السياحة الإسلامية، وموقعها الإلكتروني، اللذان يصدران حالياً بخمس لغات: هي العربية والإنكليزية والالمانية والفرنسية والإسبانية. فضلاً عن الموقع الإلكتروني لرابطة المبرات العراقية باللغتين العربية والإنكليزية.

نعم الترجمة هي المدخل لعولمة الأفكار والاعمال، وان عوالم البر والإحسان مخصصة لتلبية الحاجات الإنسانية التي هي موحدة لدى جميع البشر، ومهما كانت درجة رفاهية الدول أو رقيها العلمي، فان الحاجة دائمة موجودة، أن لم تكن مادية فلابد ان تكون علمية وثقافية وعاطفية، وكم تفتقد البشرية العواطف في زمن أصبح فيه السلام شحيحاً.

لكل الأسباب اعلاه تعرض رابطة المبرات العراقية، البرنامج الجهادي (التطوعي)، للمترجمين الراغبين في العمل معها، بحقل الترجمة لنشر ثقافة البر والإحسان. انها فرصة لتسلق سلم الثقافة والمعرفة التي تحتويها كل لغة كما قال الشاعر:

"بعدد لغات المرأ يكثر نفعه وله عند الشدائد اعوان .. فبادر لحفظ اللغات مسارعا فبالحقيقة كل لسان انسان".

يقتضي ذلك ان يكون المُترجم ملماً بالمادة المترجمة، وأدبياتها او له الرغبة في شق طريقه فيها، وان مواضيع البر والإحسان ستكون خير معين له، وأمثلة ذلك المواد المنشورة على الصفحات الإلكترونية لموقع رابطة المبرات العراقية:  www.iraqicharities.org    والتمكن الدقيق من اللغتين: المنقول منها (وهي اللغة الأصلية للمادة المترجمة)، والمنقول إليها، مع اعتماد المراجعة.

إن العلوم التكنلوجية قد سهلت الكثير من أعمال الترجمة حيث هناك الكثير من برامج الحواسيب (الكمبيوتر) الجيدة لتأدية الترجمة ما بين لغتين أو أكثر، وكل ما على المترجم أن يقوم به هو ان يهتدي إلى أفضل تلك البرامج ويستعين بها حيث انها تتطور يوماً بعد يوم ولا بد أن تصل، في يوم ما، إلى الأداء الكامل للترجمة ولا تحتاج حينئذ (النصوص المترجمة) إلا إلى مراجعات بسيطة كما يحدث في كثير من الأعمال على الحواسيب هذه الايام.

هذا وتحرص الرابطة على أن تنفتح مشاريع الترجمة فيها على أوسع ما يمكن من الثقافات واللغات في العالم وأن تغطي أوسع المجالات، لذلك فهي ترحب بمختلف المترجمين على إختلاف اللغات التي يتقنوها في ترجمتها الى لغتي المجلة باللغتين العربية والانكليزية، لكن ذلك لايمنع من إستحداث ابواب جديدة بلغات أخرى، أو استثمار اللغات الاخرى التي يجيدها المتطوعون لغرض إستقطاب المحسنين ومخاطبتهم بلغتهم، عبر الحملات والبرامج التي تقوم بها الرابطة، وتسعى حثيثاً لترجمة بنودها لتكون في متناول الجميع.

اذن فابواب النشاط الواسعة تنتظر كل من يرغب في هذا الميدان، وللمزيد من المعلومات نرجو الإتصال بالسيد كامل الشريفي مسؤول تسجيل المجاهدين (المتطوعين) او اي من الاخوة الآخرين العاملين في قسم الاعلام بالرابطة.

وإلى رسالة الأسبوع القادم، نستودعكم الله تعالى إنه ولي التوفيق.


A S Shakiry

إتصل بنا