This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged


رسالة الرابطة الأسبوعية 25/08

الجهاد المالي (التبرع) من أجل الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة

الى السيدات والسادة المحترمين ..من القادرين والراغبين في نشر ثقافة البر والإحسان،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الجهاد المالي، هو بذل الفائض المالي بعد الإنفاق على النفس والأهل، من أجل الغاية والهدف النبيل، إبتغاء لمرضاة الله (عز وجل) وإسعاد عباده.

القرآن الكريم أولى الجهاد بالمال أهمية فائقة، فدائمًا يقرن الجهاد بالنفس مع الجهاد بالمال، فهما صنوان متلازمان؛ بل إن الجهاد بالمال جاء مقدمًا على الجهاد بالنفس في جميع الآيات التي تتحدث عن الجهاد بالنفس والمال سوى آية واحدة، وهي قوله - تعالى - في سورة التوبة (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ)[التوبة: 111] مما يدل على الأهمية البالغة للجهاد بالمال، ويؤكد بجلاء على ان المراد بجهاد النفس في تلك الآيات الكريمة التي تقدم فيها الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس، هو الجهاد الإنساني، كما تم بيانه في رسالتي الرابطة 21 و 22. إذ لا يعقل التقديم لو كان المعنى غير ذلك.

والإنسان يعمل بحرفته وإختصاصه، ويخصص وقته ويجهد نفسه في ذلك العمل ليحصل منه على اللقاء والأجر المالي، الذي هو خلاصة هدفه ومبتغى عمله. لذلك فلاغرابة ان يستحوذ الجهاد المالي (التبرع) من أجل أعمال الخير التي تنفع الناس، وتنهض بالمجتمع وتشد وتوحد مكوناته، بتلك المكانة والتقديم في القرآن الكريم.

ولا شك ان المال هو عصب الحياة الإقتصادية، فبدونه لما تطورت البشرية، ووصلت الى ما وصلت اليه في عصرنا الحديث، الذي يعتبر بلغة الارقام، وحجم التعاملات التجارية من أغنى العصور منذ بدأت الخليقة، وان الاموال مكدسة في بنوك العالم في حسابات خاصة، وفي حسابات الشركات والمؤسسات والدول بنسب مختلفة، ومن نعم الله عز وجل وفضله على الأمة الإسلامية، ان مكنها وسخر لها العديد من الثروات والموارد الطبيعية، فضلاً عن الإرث والغنى الحضاري، وهو ما يدعوا الجميع، للعمل سوية من اجل حُسن أستغلال وتوضيف الموارد والطاقات لخدمة البلاد والعباد.

الكثير من النفوس الكريمة، تود ان تصرف جزءاً من ما رزقها الله في سبيل خير الإنسانية، لو توفرت لها الثقة في مؤسسات خيرية صادقة، وكان ذلك في الوقت والغرض المناسب، ولولا هذه النفوس الكريمة لما إنتعشت مؤسسات العمل الإنساني التي تعتمد على الجهاد المالي (التبرع)، والجهاد الإنساني (التطوع).

من هذا المنطلق نناشد الأخيار من العراقيين بشكل خاص، وكذلك باقي المحسنين أينما كانوا، ان يطبقوا الجهاد المالي بالتبرع، من أجل تحقيق برامج رابطة المبرات العراقية، وفي مقدمتها برنامج رعاية الالف طفل من ذوي الإحتياجات الخاصة، ضمن المرحلة الاولى، لكي تكون الخطوة الاولى نحو رعاية الالاف ممن هم بأمس الحاجة لمن يمد يد العون والمساعدة.

للتعرف على تفاصيل وآليات هذا البرنامج ارجو الإطلاع على رسائلي الخمسة عشر السابقة، مُبوبة ومتدرجة حسب متطلبات عمل الرابطة، وخاصة برنامج رعاية الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة. والإستمارات المرفقة لكل حلقة من حلقات الرعاية.

ان برنامج الرعاية في هذا المشروع ليس معالجة آنية لحالة آنية، بل انه برنامج عمل طويل الأمد، يمتد الى ان يبلغ الطفل الـ 16 سنة من العمر، وبذلك يكون البرنامج قد أعد الطفل للحياة الإجتماعية والإنتاجية، حسب قدراته وطاقته.

ان الأموال المطلوبة ليس دورها ان تعين الفقراء من الاطفال ذوي الإحتياجات على سد رمق العيش فقط، بل ان تذهب الى ابعد من ذلك، اي ما بعد ان تلبي الحكومة او المجتمع سبل العيش الكريم لهم، حيث ينبغي ان يلبي البرنامج والحلقات والجهات الفاعلة فيه والقائمة عليه، التي تم شرح دورها في الرسائل السابقة، الحاجات والمتطلبات الناتجة من الإحتياجات الخاصة للطفل، من الناحية الصحية والتأهيلية، كالتعليم والتدريب وخلق الأجواء التي تجعل التآلف والعيش مع الأهل ومختلف طبقات المجتمع في متناول وقابلية هؤلاء الأطفال، وهذا يقتضي تثقيف المجتمعات أيضاً، بأن يتقبلوا مختلف الحالات الصحية وكيفية التعامل معها، ودعمها بمختلف الاشكال.

وبذلك نكون قد غيرنا مفاهيم المجتمع، لتكون إيجابية في تعاملها الإنساني مع الحالات الخاصة، بدلاً من السلبيات التي قد يُعامل بها هؤلاء الأطفال الذين ليس لهم اي ذنب في ما آلت اليه حالتهم، والتي يمكن في الغالب ان تعالج من الناحية الطبية والعلمية والإجتماعية، ان وجد الإيمان والعزيمة والتوكل على الله لدعمهم ورعايتهم، وبذلك نرفع القيم الإنسانية في مجتمعنا. ونعمل لدنيانا وآخرتنا.

اذن الجهاد المالي يدعونا الى برنامج تمويل كفالة ألف طفل من ذوي الإحتياجات الخاصة، ويمكن ذلك بما تجود به أنفسكم سواء بكفالة مستديمة (سنة أو اكثر) أو دفعة واحدة، وكافة التفاصيل متوفرة في باب حلقة التمويل. اكتب هذه الرسالة وكأن الطفل العراقي يناشدني،لم يكن لي ذنب بما انا فيه؟ هل ستساعدني.

  وإلى رسالة الأسبوع القادم، نستودعكم الله تعالى إنه ولي التوفيق


A S Shakiry

إتصل بنا