رسالة الرابطة الأسبوعية 27/08
ليست مشكلة .. بل هي فرصة!!
إلى السيدات والسادة المحترمين .. رؤساء ومسؤولي وكوادر المبرات العراقية، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نخصص هذه الرسالة لتذليل العقبات التي تواجه عمل المبرات المنضمة لمشروع رعاية 1000 من ذوي الإحتياجات الخاصة، وبالتحديد ما يتعلق بتواصل تلك المبرات مع رابطة المبرات العراقية عبر الإنترنت، من خلال آلية العمل والتحرك التي وضعتها الرابطة، وتركزت في الاعتماد على المبرات العراقية المؤهلة والكفوءة داخل العراق، والتي تقوم بتقديم الرعاية للأطفال، وتتمثل تلك الآلية من خلال الإستمارات الألكترونية المهيأة والموضوعة على موقع الرابطة الألكتروني، حيث يطلب من كل مبرة منضمة إلى المشروع، ملأ خمسين إستمارة تخص الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة من الأيتام والمتخلى عنهم والفقراء. لاشك إن اعتماد هذه الوسيلة العصرية في الوصول إلى المبرات وتواصلها معنا خدمةً للهدف المشترك المتمثل برعاية وكفالة هذه الشريحة الأكثر تضرراً، والأكثر إحتياجاً، والأولى بالرعاية، يتضمن أكثر من معنى وينطوي على أكثر من سبب يستدعي بل يستوجب العمل به، أولها مرونة هذه الوسيلة وقابليتها في الوصول لكل مكان من عراقنا العزيز، وبالتالي إمكانية وصول خدمة هذا المشروع من دون واسطة، إلى باب كل مبرة ترغب بالمشاركة فيه، وبالتالي إمكانية الوصول عملياً لكل الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة في العراق. وبالإضافة إلى ذلك فقد اعتمد المشروع على ما يمكن تسميته بتمويل العمل الخيري الألكتروني، من خلال إستمارة التبرع (التفاعلية) التي أعدتها رابطة المبرات العراقية إلى جنب إستمارة الأطفال، والتي تتيح للمحسنين المتبرعين لهذا المشروع الخيري المساهمة فيه أينما كانوا على وجه المعمورة. وهذا، في نظرنا، يشكل طفرة نوعية في منهجية وإسلوب العمل الخيري، ليس على مستوى العراق فحسب، بل على المستوى العالمي أيضاً. أزاء هذه الآفاق الرحبة التي يتيحها العمل بهذا النظام (الذي يقدم خدمة تسجيل الأطفال والتبرع ألكترونياً)، برزت بعض الصعوبات والمعوقات لدى بعض المبرات العاملة في الساحة العراقية المشتركة بهذا المشروع. ورغم إن تلك المعوقات، بحمد الله تعالى، لم تكن كبيرة، فإننا نسعى لتحليلها بغرض تجاوزها، وبذلك نحاول مد يد العون للمبرات التي تواجه تلك المشكلات، بما مكننا الله من موارد مادية ومعرفية. أول تلك المصاعب يكمن في توفر الوسائل كأجهزة الكومبيوتر، وخط الإنترنت، وكوادر العمل المؤهلة للتعامل مع الكومبيوتر، لدى المبرات الموجودة داخل العراق، التي يعتبر معظمها حديث العهد بالعمل الخيري، هذا بالإضافة إلى مشكلة عدم ديمومة وثبات خدمة الكهرباء بسبب الأوضاع المعروفة هناك، وما يعنيه ذلك من صعوبات إضافية تعرقل إنسيابية التعامل مع الحاسوب أثناء إدخال البيانات والمعلومات المطلوبة عبر الإنترنيت. حين النظر لهذه المصاعب والعقبات يمكن أن نُعبر عنها بكونها ما يعرف في علم التخطيط والإقتصاد بالعتبات (Thresholds)، أي العتبة والحاجز (الذي قد يتمثل بالموارد، أو الإستثمارات، أو التدريب والتاهيل)، المطلوب تخطيها، قبل التمكن من تحقيق هدف معين، ولذلك فهذه مصاعب طبيعية لا ينبغي أن تجعلنا نغير طريقنا ومنهجنا الذي رسمناه لهذا المشروع. خصوصاً وإن الإنترنت وعلومه قد أثبتت نفسها ليس في العراق فحسب، بل في العالم أجمع. ويكفينا أن نعرف، ومن خلال مقارنة بسيطة، الدور الذي بلغه الإنترنت كوسيلة إتصال فعالة، إن الراديو احتاج إلى 38 عاماً للحصول على 50 مليون مستخدم لإستقبال برامجه، بينما إحتاج التلفزون إلى 13 عاماً للوصول إلى ذلك العدد، أما شبكة الإنترنت فلم تحتج إلا إلى أقل من 10 سنوات للوصول إلى 500 مليون مستخدم!!. وهكذا يتضح الفارق الكبير لصالح الإنترنت لكونه ليس وسيلة تلقي فحسب كالتلفزون والراديو لكنه وسيلة تواصل، وبحث، ونشر، وتجارة، وغير ذلك. ومع الطفرة التي تحققت في إستخدام الإنترنت في العراق بعد عام 2003، ومع إستمرار هذا النمو يُتوقع أن يتضاعف عدد مستخدمي الإنترنت في العراق بنسبة 500%، في غضون السنوات الخمس القادمة، وهو ما يعني ضِمناً إنخفاض كلفة تزويده بشكل كبير أيضاً. كل هذه المؤشرات تجعلنا نؤمن إن هذه المشاكل التي تعترض عمل المبرات المنضمة لبرنامج الرعاية، إنما هي فرصة لها، بكل معنى الكلمة لولوج علوم العصر، وتسخيرها لخدمة العمل الخيري بشكل فعال. وهنا ندرج بعض المقترحات التي تساعد المبرات المنضمة لبرنامج الرعاية والكفالة، لتخطي العقبات التي تعترضها في التواصل مع رابطة المبرات العراقية خصوصاً ما يتعلق بملأ إستمارة الطفل ذوي الإحتياجات عبر الإنترنت:
لا بد أن تشيع ثقافة العمل التطوعي ومفاهيمه ومصطلحاته، وتعمم في كل زاوية، وشارع، وبيت، ومدرسة، ومؤسسة، وكل خطبة، وكل كلمة، لمسؤول، ومعلم، ومربي في العراق.
وفي الأخير نقول إنه ومهما كانت العقبات فلابد أن نعمل على تحويلها إلى مغانم وفرص للتعلم وبذلك نأمل أن تكون المبرات العراقية بالمستوى الذي يجعلها مدعاة للفخر والإعتزاز. وإلى رسالة الأسبوع القادم، نستودعكم الله تعالى إنه ولي التوفيق. |
||