This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged


رسالة الرابطة الأسبوعية 31/08

كيف نزرع بذور الثقة في مبراتنا العراقية

الى السيدات والسادة المحترمين .. رؤساء ومسؤولي وكوادر المبرات العراقية،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كثيراً ما يتردد موضوع الثقة بالمبرات في مختلف وسائل الإعلام، من شخصيات ذات توجهات فكرية مختلفة، يعمل قسمٌ منها في حقول العمل الإنساني والقسم الاخر يعمل خارج هذا الإطار، غالباً ما يكون إثارة مثل هذه المواضيع نتيجة إنعكاسات وردود افعال لمستجدات داخلية ضمن البلد الذي تتواجد فيه المبرة، كما حدث مؤخراً في العراق وطال مؤسسة إنسانية عريقة يعود تاسيسها لمطلع ثلاثينيات القرن الماض، او نتيجة قوى وتوجهات أقليمية ودولية خارجية، بعيدة كل البعد عن البلد الذي تتواجد فيه المبرة، لكنها تتاثر وتتفاعل بشكل مباشر معه، وهي في مجملها تداعيات للوضع الذي نشأ بعد 11سبتمبر، وتعرضت فيه  المؤسسات الخيرية في كل مكان من العالم لحملة سياسية وإعلامية وقانونية متواصلة، تستند في غالبيتها الى الشك في المغزى من العمل الإنساني، اكثر منه الى الأدلة والإثباتات.

في ضل هذه الأجواء والضغوطات الداخلية والخارجة، تبرز حاجة المبرات والمؤسسات الإنسانية الماسة الى النهج العلمي والحرفي في الأداء اكثر من اي وقت مضى لكسب الثقة في اعمال المبرات والقائمين عليها، ومن كل الاطراف والجهات سواء الداخلية منها، وبالتحديد المتبرعين والمتطوعين لهذه الاعمال الإنسانية، أو المستفيدين منها، اي مختلف شرائح المجتمع ومكوناته المنتفعة من العمل الإنساني، وثقتهم بان الخدمة التي قدمت لهم كانت بالمستوى الجيد والمرضي.

أو الجهات الخارجية كالأبناك مثلاً، وثقتهم بأن الاموال التي يتم تداولها وتحويلها من خلالهم هي لاغراض إنسانية بحتة.

أن زرع بذور الثقة في اعمال المبرات تماما كزرع البذور في الارض حيث ينبغي اختيار الأرض الصالحة للزراعة والمناخ المناسب لنمو هذه البذور حتى نضمن بإذن الله محصولاً سليماً من الآفات، يسُرّ القلب والعين.

بعبارة اخرى أن على المبرات اتباع الوسائل والمناهج السليمة لإقناع الجميع بنزاهة عملها.

لقد تناولنا في رسالتنا الاسبوعية السابقة فقرة مهمة جداً في هذا المشوار، وتجسدت عملياً بسعي الرابطة حالياً لتكون عضوة في "مجلس مواصفات جامعي التبرعات" لضمان حقوق الممولين والمتبرعين، وتعزيز الثقة بالمواصفات التي تتبعها الرابطة في هذا الميدان. وما هذه الرسالة الا تكملة للرسالة السابقة، وتهدُف الى التدليل بالوسائل التي تقود الى السمعة الحسنة، التي هي أساس نجاح اي عمل أو مؤسسة، وتبنى من خلال العمل والسلوك وطرق الترويج، حيث أن السمعة الحسنة تتطلب جهوداً وتضحيات جسيمة ومتواصلة، وهي اكثر أهمية في الأعمال الإنسانية نفسها لما تتطلبه من  الصدق والامانة والكفاءة.

وهنا ياتي دور المنظمات المتخصصة لإرشاد وحماية أعضائها من الوقوع في المتاهات الغير محمودة العواقب.

لقد تاسست رابطة المبرات العراقية، وكان أول، واهم هدف لها، هو إرشاد ورعاية وحماية المبرات العراقية من الوقوع في الترهل والإنكماش والعزلة، التي هي النتيجة المحتملة لفقدان الثقة لاسمح الله. وهذا بالتأكيد يؤدي الى حرمان المحتاجين للرعاية من أفراد مناطقهم ومدنهم وبلداهم.

حينما تأخذ أي مبرة مكانا لها في السجلات والمجتمع فعليها أن تأخذ مكانتها الإعتبارية، وليست الأمانة المادية هي المطلوبة فحسب، بل حتى من النواحي العلمية، والإدارية، والمبادرات والسعي لتحقيق افضل النتائج مهما كانت الظروف المتاحة.

ونحن نؤمن ان الصدق موجود، لكن الثقة هي التي تبرز وتعزز المصداقية.

لكل ما جاء أعلاه ومن اجل الشفافية والوضوح في العمل والتعامل فقد أعدت رابطة المبرات العراقية لكل مبرة صفحة الكترونية بمثابة موقع متفرع من الصفحة الرئيسية لموقع الرابطة الإلكتروني، لتعريف كل مبرة وإبراز شخصيتها الى العراقيين في الداخل، وفي اي ركن من اركان المعمورة، وكذلك لكل إنسان مهتم بالشان العراقي وباحوال شعبه عن طريق موقع اللغة الإنكليزية المصاحب لموقع اللغة العربية، وقد تم إدخال ما يزيد عن 150 مبرة، من المبرات التي حصلنا على عناوينها وبعض بياناتها.

لقد خصصنا لكل مبرة من هذه المبرات صفحة الكترونية أدرجنا فيها ما وردنا منها من بيانات. واصبح بوسع كل من يتصفح موقع الرابطة الوصول الى صفحات تلك المبرات بسهولة، حيث يجد وعلى الصفحة الاولى لموقع الرابطة شريطا متحركا يضم عشرات اسماء وشعارات المبرات العراقية وخلال لمسة واحدة ينتقل المتصفح او الزائر الانتقال الى صفحة كل مبرة للاطلاع على بياناتها ونشاطاتها. وكذلك يمكن الوصول الى أي مبرة من خلال البحث في باب "شبكة المبرات" الموجود ضمن الابواب الرئيسة لصفحة البداية.

ولاهمية الموقع وأزدياد رواده الذين يمكنكم متابعة عددهم أسبوعياً من خلال الخطوط البيانية، فالسؤال الكبير الذي نوجهه الى كل رئيس أو مسؤول عن إدارة اي مبرة، هل عملنا هذا يكفي للتعريف بمبرته وبالمبرات الاخرى؟ ومن جهة اخرى ترى هل قام مسؤول كل مبرة بدوره لملأ صفحة مبرته بالشكل المناسب من خلال تواصله الدائم؟

واذن.. لابد من زيارة الموقع والصفحة الخاصة بمبرتكم لاجل تقييمها وتحديثها بشكل مستمر، خصوصا وان الرابطة وضعت ابوابا وسبلا لادخال البيانات المطلوبة وتحديثها وكل ما يتطلبه الامر هو ادخال المعلومات.

ولأهمية هذا المطلب لابد ان يلتفت كل مسؤول عن الصفحة الالكترونية لمبرته ويضع في حسبانه بان المعلومات المدرجة فيها ستعكس مدى حيويتها ونشاطها وبالتالي ما يمكن ان تقدمه على صعيد تعزيز الثقة بها في قلوب المحسنين لاجل اقناعهم بمزيد من المساهمة والمشاركة في البرامج والنشاطات الخيرية وعلى رأسها مشروع رعاية الاطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.

والى رسالة الاسبوع القادم، نستودعكم الله تعالى انه ولي التوفيق.


A S Shakiry

إتصل بنا