This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged


رسالة الرابطة الأسبوعية 37/08

ذوي الإعاقة بدلاً من الأسماء والمصطلحات الأخرى

على ضوء قرار المنظمة الدولية لرعاية ذوي الإعاقة بأستعمال مصطلح (ذوي الإعاقة)، بدلاً من الأسماء والمصطلحات الأخرى المتداولة مثل المعاقين أو ذوي الإحتياجات الخاصة وغيرها من المصطلحات التي كانت تطلق على مختلف الحالات الإنسانية، وبما يتوافق مع معاهـدة حقوق الإنســان الأولى للقـرن الحادي والعشرين التي دخلت حيز التنفيذ في 3/05/2008  بعد أربع سنوات من المفاوضات، والتي هي أول إقرار واضح في القانون الدولي بالمساواة بين الأشخاص ذوى الإعاقة وغيرهم في الحقوق والحريات، أنها اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة، ورغم أنها لم تعرّف "الإعاقة" إلا إن المادة الاولى ذكرت إن "الأشخاص ذوي الاعاقة هم الذين يعانون من عاهات بدنية أو عقلية أو حسية أو ذهنية مما قد يمنعهم بالتداخل مع عقبات أخرى من المشاركة بصورة كاملة وفاعلة في المجتمع على قدم المساوة مع الآخرين". تكمن أهمية هذه الإتفاقية في تعزيز وحماية وكفالة الأشخاص المعوقين وضمان تمتعهم بجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية وتعزيز إحترام كرامتهم.

لقد اجتهدت رابطة المبرات العراقية في البحث عن المصطلحات والأسماء المختصرة المفهومة  لأستنباط أسماء ومعاني يسهل فهمها من قبل عامة الناس، وبما يتوافق مع ثقافتنا العربية، على سبيل المثال أطلقت أسم مبرة على كل أسماء ومسميات المؤسسات والجمعيات الخيرية وأخذت تطلق على هذا القطاع إسم المبرات.

لقد كان أسم المعاق أو البديل المهذب له من ذوي الإحتياجات الخاصة عائقاً في سلاسة كتابة البحوث والأخبار في تسمية هذه الفئة، حيث الأول (المعاق) يبدوا قاسياً وغير لائق أن يطلق على من يشكو جزءأ من الإعاقة لا تعطل حركته ونشاطه كلياً، بينما (ذوي الإحتياجات الخاصة) الذي استحدث خلال العقد الماضي هو أسم مطول من ثلاث كلمات وغير سلس لا في النطق ولا في الكتابة خصوصاً حين يتكرر في الموضوع والنص الواحد عدة مرات.

ولو أحصينا الأسماء او المصطلحات لمفردات الحالات النوعية للأمراض المهذبة منها والعامية لوجدنا الكثير منها المتداول على مختلف المستويات والأوساط كعلماء الدين والمثقفين والعامة، وقد يكون قسماً منها جارحاً ويحط من كرامة الإنسان حين أستخدامه، من شاكلة (مجنون)، (أعور)، (أطرش) ...الخ. لذا أصبح من الضروري أعتماد مصطلح شامل ومعبر حين التطرق لموضوع ذوي الإعاقة.

من خلال تجربتي الخاصة في الإعلام المهني عبر مجلتي الحذاء والرداء كان همي الأكبر هو توحيد المصطلحات المهنية لهذه الصناعات والمهن، حيث كنت أبحث كثيراً على المعاني العربية لهذه الحِرف وما يتبعها من مواد وأساليب، وكانت المصطلحات المتداولة متشعبة وبلغات أجنبية متعددة كالتركية والإيرانية وجاء عصر المكننة والتكنلوجيا الحديثة حيث أضاف مصطلحات مهنية جديدة أخرى بعيدة كل البعد عن لغتنا العربية، وكان لابد من اعتماد مصطلحات موحدة ملائمة لما يستجد. من نفس المنطلق كان لابد من طرح موضوع الأسماء والمصطلحات لفئة ذوي الإعاقة ولمفردات حالات العوق التي قد تصيب أي أنسان.

نعم إن عصرنا هذا هو عصر استنباط وإيجاد المصطلحات المناسبة لتواكب حركة التطور المستمر والمتسارع في كل نواحي الحياة وفي مختلف العلوم الحديثة، ولتسهل التواصل والتفاهم والتعاون ما بين البشر، ومن الضروري عدم إطلاق الأسماء والمصطلحات جزافاً من دون دراسة، وقبل التأكد من صلاحية وامكانية استعمالها على مختلف المستويات العلمية والشعبية. وأن يتم ذلك بالتعاون والتنسيق مع المبرات والجهات العاملة في حقل العمل الإنساني على المستوى العربي وعرض المستجد على مجمع اللغة العربية، المنوط به المحافظة على سلامة اللغة العربية، وجعلها وافية بمطالب العلوم والآداب والفنون، وملائمة لحاجات الحياة المتطورة ولتعريب وتأصيل المصطلحات المستجدة.

أخيراً إن الله عز وجل قد كرم العرب أن أنزل القرآن الكريم بلغة الضاد، وحري بهم أن يبذلوا كل جهد لتكون مفرداتها بمستوى الرسالة الإنسانية التي حملوها للبشرية.

والله ولي التوفيق


A S Shakiry

إتصل بنا