This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged


رسالة الرابطة الأسبوعية 38/08

ذوي الإعاقة من ذوي العوائل المكتفية مادياً

 لقد بادر ولد أحد الأطفال العراقيين من ذوي الإعاقة وهو من المقيمين في إنكلترا إلى الإتصال بنا وتقديم شرح موجز عن حالة طفلهم ومستوى الرعاية والإهتمام الذي يسعدون بتقديمه له وعن تقبلهم لقضاء الله عز وجل، ومدى التقدم الذي تحقق للطفل في تنمية مختلف مواهبه وقدراته التي هي من ثمار هذا المنهج والتماسك العائلي والإيمان بالله.

إن ما أفرحنا وزرع فينا الأمل الكبير هو المبادرة الكريمة التي قدمها هذا الأب بقيامه بتكفل عدد كبير من الأطفال ذوي الإعاقة ضمن حملة رابطة المبرات العراقية، وما يعنيه ذلك من شعوراً بالمسؤلية في مشاركة ومساعدة الآخرين في هذا البرنامج الإنساني، طالما وجد القدرة المادية لذلك ونكران الذات، والإنفتاح على أبناء المجتمع العراقي رغم وجوده في بلاد الغربة، فجازاه الله خير الجزاء عن هذه الوقفة والمبادئ الراسخة تجاه أهل بيته ووطنه.

إن هذه الروحية هي التي تخلق المعجزات وتقهر المرض الذي هو بالحقيقة يكمن في المجتمع أكثر منه بذوي الإعاقة، كون النظرة إليهم والموقف منهم وطرق المعاملة والعلاج هي ما يحتاج إلى تصحيح أكثر من أي شئ آخر في هذا الموضوع، إن النظرة الإيجابية والمساهمة الفعلية بأي شكل من أشكال الدعم أو الرعاية يعني تحمل المسؤلية والمساهمة في الحل.

بحكم الواجبات والمسؤليات التي فرضها الله سبحانه وتعالى على الأهل ممن رزقهم بالأطفال بشكل عام ومن ذي الإعاقة بشكل خاص وبدافع إنساني أصبح راعي هذا الطفل ومن معه في العائلة وأمثالهم كثيرون يملكون من التجارب والخبرات والإحساس بكيفية التعامل مع الحالات المماثلة لطفلهم بما يؤهلهم للعب دور كبير في  مساعدة عوائل أخرى ممن شخص أطفالهم حديثاً بالإصابة بنفس العوق، فهم موسوعة من الخبرات وهم أول من يتحسس بحاجات هؤلاء الأطفال، ممن قد يكونوا لأصحاب عوائل متعففة، وهم أول من يبادر للمساعدة المادية والمعنوية إن وجه لهم النداء من قبل مبرات نوعية ( متخصصة بنوع من حالات العوق أو أكثر)، من خلال برامج علمية واضحة الأهداف وبوسائل وأساليب شفافة ونزيهة لتحقيقها. ويكون تنظيم الدورات الجماعية والإجتماعات والحفلات والمهرجانات النوعية لذوي الإعاقة مناسبة مفيدة لتبادل الخبرات والتعارف العائلي للأهل والأطفال، وتعزيز التضامن والتكافل الإجتماعي.

لابد من ذكر تجارب ناجحة وملهمة أخرى في هذا الموضوع، أحد معارفي العراقيين ممن سخر نفسه لرعاية أحد أبناءه يشعر بالفخر من نجاحه في علاج حالة القيئ المتكررة التي كان يعاني منها ولده، لدرجة إن إحدى الطبيبات النفسيات ممن لهم باع طويل في ميدانها لم تخف دهشتها وإعجابها، بل وطلبت التعلم من الأساليب التي اتبعها لمعالجة الحالة حين سألته ببساطة (ماذا فعلت لتوقف ذلك؟).

أما السيدة ياسمين يوسف فهي واحدة من ست ملايين راعي مسجلين في بريطانيا لكن مايميزها قدرتها على العطاء بلاحدود، فهي أم وزوجة وراعية لطفلة ذي إعاقة، شعرت بثقة كبيرة في نفسها على مساعدة الاخرين فأقدمت على تاسيس جمعية أصدقاء العيون المتألقة (Friends of Bright Eyes charity ). قبل 14 عاماً، بموارد محدودة وعملت من منزلها في بداية الأمر قبل أن تتوسع مادياً ومكانياً لتستوعب اليوم أكثر من 50 طفلاً من ذوي الإعاقة، تقدم لهم الرعاية الإسبوعية عبر المبرة التي أسستها، بفعاليات ونشاطات متنوعة تفرح القلب وتثلج الصدر. وقد أستحقت هذه السيدة وبجدارة أن تنال جائزة فخر بريطانيا لعام 2007، وتُكرم بأرقى منزلة يمكن أن ينالها شخص من الدولة.

إذن هذه دعوة لإستلهام هذه الروحية والعزيمة، وتكريم المتميزين من رعاة ذوي الإعاقة، والإستفادة من تجاربهم وخبراتهم، وفتح الباب لطاقاتهم ونفسيتهم الكريمة بمختلف الوسائل لتشمل مساعدتهم الآخرين.

والله ولي التوفيق.


A S Shakiry

إتصل بنا