This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged


رسالة الرابطة الأسبوعية 41/08

تفعيل الطاقات الكامنة لذوي الإعاقة - دور الأسرة -

نتناول في هذه الرسالة موضوعة غاية في الاهمية لذوي الإعاقة، كونها هي التي تحدث الفارق بين مسيرة حياة واخرى لهذه الشريحة من المجتمع، نتحدث هنا عن الخطوات العملية التي يمكن ان تقدمها الاسرة لمساعدة ذوي الإعاقة في تخطي النتائج المترتبة عن حالة العوق، وتزويدهم بالمهارات الحياتية والتاهيلية اللازمة لتفعيل الطاقات الكامنة لديهم.
ان الإنسان المعاق قد يمتلك إمكانات عقلية او حسية أو حركية (حسب نوع العوق لديه) تقل عن اقرانه الاصحاء لكنه يشترك معهم ويتساوى بالكثير من الطاقات الكامنة التي يمكنها ان تنموا إن وجدت من ينميها ويصقلها ويوضفها، بعبارة اخرى إن وجدت البيئة الخصبة المناسبة لذلك.
ينبغي التاكيد على ان الإعاقة أياً كان نوعها وشكلها هي مسالة طبيعية بحد ذاتها على المستوى الإنساني، فالناس يتفاوتون في الخصائص والمواصفات والقدرات، وينبغي ترسيخ الإيمان والوعي في المجتمع على هذه الإختلافات، كما ينبغي التاكيد على ان هذه القدرات ليست ثابته ودائمة للأفراد، فالجميع معرض للحوادث والامراض وتقدم العمر وما يتبع ذلك من تناقص او تلاشي لبعض هذه الخصائص والقدرات التي وهبها الله لنا. والإعاقة الحقيقية حسب هذا المفهوم إن وجدت فإنها موجودة في المجتمع الذي لايمتلك كفائة إستيعاب وتفهم إحتياجات أبنائه.
ان الأسرة هي المؤسسة الاولى التي ينبغي ان ترعى الطفل ذوي الإعاقة ودور المؤسسات ثانوي بعد الاسرة، فهي تكمل مسيرة الاسرة (الأم والأب والإخوة والأخوات) أو الكافل، والمؤسسات تتعرف على الطفل المعاق من خلال أسرته او من يرعاه.
ان الإنسان المعاق يمكنه في أغلب الاحيان الحياة بصورة مستقلة عن الآخرين وممارسة عمل او مهنة يكتسب منها، فالنجاح والسعادة في الحياة لا يعتمد على جزئية أو حاسة أو قدرة معينة، وفقدانها أو ضعفها لا يعني نهاية المطاف، فالقدرات المختلفة والطاقات الكامنة للإنسان يمكنها ان تفعل وتصقل من خلال دور الاسرة وممارساتها الحياتية اليومية مع المعاق، فضلاً عن تعاونها مع المراكز ومع المختصين لمساعدة الطفل وتعليمه، وحين نتكلم عن التعليم فلا نقصد المواد الدراسية فحسب بل كل ما يمكن ان يعطى من معلومات أو مهارات او خبرات لم تتوفر لديه من قبل.
وكلما كان تشخيص حالة الإعاقة في سن مبكرة لدى الطفل وما يتبع ذلك من رعاية وتدريب مناسب كلما كانت الإستفادة اكبر واكثر فاعلية.
ينبغي مراعات النقاط التالية من قبل افراد الأسرة حين التعامل وتدريب الاطفال ذوي الإعاقة:
1. ان الطفل المعاق هو كاي طفل أخر ينبغي ان يعيش ويسعد بحاضره، ومن المهم جداً التعامل مع حاضر الطفل المعاق، وملئه بكل ما هو نافع ومسلي، وأن يترك المستقبل الذي هو بعلم الله تعالى وحده، كي لا نفسد حياة الطفل اليومية وحياة الاسرة برمتها بالقلق غير المبرر.
2. ان حالة كل طفل هي حالة خاصة حتى بالنسبة للأطفال المصابين بنفس حالة العوق وعليه ينبغي تفهم الاسرة لحالة طفلها، وما يصح من وسائل تربوية وتعليمية لاطفال اخرين قد ينبغي تعديلها لتتوالم مع طفلهم وليس العكس.
3. الإيمان والحماس والمثابرة والصبر ضروري لتعليم وتدريب الطفل، فلو فقدت الأسرة الإيمان وشعرت بان الجهد الذي تبذله هو جهد ضائع فمن المؤكد ان الطفل لن يحرز التقدم المطلوب.
4. ان انجح وسيلة لتعليم الطفل هي تعليمه عن طريق اللعب، فحين يلهو الطفل يشعر بالسعادة  والتواصل من خلال الحديث أو تقمص الادوار ومن خلال هذه المواقف والمشاعر يتعلم الكثير من المهارات التي تنمي قدراته التخيلية وتفهم مواقف الحياة اليومية المختلفة من خلال التقليد والممارسة وبالتالي التعلم، ولاضير من ان يبدأ الطفل باللعب مع الكبار أولاً حتى يتقن فن المشاركة وتبادل الادوار وبالتالي يكون أقل تمركزاً حول ذاته واقل انانية.
5. من الضروري التنبه الى عدم انتقاد الطفل في حالة أخطئ في نطق الكلمات او ترتيب وضعها ، وبدلاً من ان يطلب منه نطقها بالشكل الصحيح ينبغي إعادة نطق الكلمة والجملة امامه بالشكل الصحيح.
6. تجزئة المهارة أو المهمة المراد اكسابها للطفل الى مجموعة من الخطوات والمراحل المتتالية البسيطة، من أجل تسهيل عملية تدريبها لذوي الإعاقة وكذا تسهيل الامر على من يقوم بتعليمه أياها، وان يكون ذلك التسلسل من الاسهل الى الاصعب مع تكرار ما تعلمه للوصول نحو الإتقان. وان يمتدح الطفل بنجاحه او محاولاته لتعلم المهارة وان لاينتقد او يصرخ في وجهه في حالة الفشل. وعندما لاتنجح طريقة ما لمساعدة الطفل ينبغي تجريب أساليب أخرى.
ان الملاطفات الجسمانية كالتربيت على الكتف أو الإشارات التي تظهر الرضى قد تكون مفيدة أكثر من عبارات المديح والثناء لكون الاطفال أكثر أستيعاباً لها من معاني الكلمات. ان خلق الدافع لدى الطفل للقيام بسلوك معين نرغب في تعليمه أياه قد يكون أسهل طريق لتحقيق الهدف، وعليه فمكافئته بشئ يرضيه ويسعده عند تنفيذه الاعمال المطلوبه منه، مهم وفعال في آن واحد، ويمكن ان يكون ذلك بامور بسيطه جداً يحبها الطفل كالصور اللاصقه وعمل البسكت والكيك بمساعدته وما الى ذلك. ان تخصيص دفتر يمكن تسميته أعظم انجازاتي يخصص للطفل ويدون فيه مختلف خطوات وإنجازات الطفل بتواريخها ويعزز بالصور والرسوم سيكون كفيلاً بخلق حالة الثقة في نفسية الطفل ومن يقوم برعايته ويذكرهم بالإنجازات التي تحققت.
7. أستخدام أكثر من طريقة وأسلوب للفت أنتباه الطفل لما حوله أثناء الحديث، فأستخدام حاسة اللمس والتذوق وشم الاشياء والتمتع بألوانها، مهم في تعليم الطفل أستخدام مختلف حواسه وامكاناته في أكتشاف العالم من حوله. وتشجيع الطفل على أستخدام المساعِدات السمعية والبصرية والحركية بأسلوب لطيف ومشوق إن كان بحاجةٍ لها.
8. التعامل والتخاطب مع الطفل بتقدير وأحترام ووضوح قدر الإمكان والتاكد انه فهم المطلوب منه، وذلك بأسلوب هادئ. والحفاظ على روح التفائل والأمل والمرح دائماً مهما كانت المصاعب.
9. تشجيع الطفل على تحمل المسؤلية والاعتماد على نفسه في حدود قدراته وتشجيعه على تكوين علاقات اجتماعية في محيطه الاسري ومحلته ومدرسته.
10. ان الطفل بطبعه يحب التقليد ويجد متعه في ذلك وينبغي استغلال هذه الغريزة فيه من خلال ضرب النموذج في السلوك الذي نرغب تعليمه وتكراره عدة مرات حتى يتمكن من تعلمه. ان التزام الاهل بما يرغبون تعليم ابنائهم وجعل انفسهم المثل والانموذج يختصر الطريق على الطفل والأهل في تعليمه معرفة الصواب والخطأ.
11. تجنب تدليل الطفل وتجنب حرمانه في نفس الوقت، ان غاية مراد الطفل هو ان يجد أسرته فخورة به وتقدر اعماله وشخصيته.
12. عدم التردد في الإستعانة بالمؤسسات الطبية والتعليمية والمبرات المتخصصة بنوع العوق لدى الطفل، وهذا سيكون ان شاء الله موضوع رسالة قادمة.
هذه الخطوات والملاحظات البسيطة هي ما نراه فاصلاً ومحدداً في تنمية وتفعيل قدارات وطاقات الطفل ذوي الإعاقة، ومنها يتعلم الخطوات الاولى في مشوار حياته، وحب الأسرة لطفلها وحنانها وصبرها هي ما سيساعده على إكتشاف مكنونات نفسه.
والله ولي التوفيق.

 


A S Shakiry

إتصل بنا