This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged


رسالة الرابطة الأسبوعية 53

كيف نبدأ بتأسيس مراكز الرعاية الإجتماعية؟

بعد أن تناولت الرسائل الست السابقة للرابطة موضوع قانون منظمات المجتمع المدني، وسبل تنقيحه ودعمه ليكون بمثابة القطاع الثالث في العراق.

تعود الرسالة الحالية لتناول موضوع مراكز الرعاية الإجتماعية التي هي جزء من منظمات المجتمع المدني، وقد دعت إليها رابطة المبرات العراقية وبينت أبرز جوانبها في رسالة الرابطة 45 وتناولت الحاجة اليها في الرسالة 46 لاستكمال باقي فقرات الموضوع.

مواصفات المركز

المركز حسب تعريفنا له هو أي موقع يقوم بأعمال العلاقات والإتصالات مع فئة من فئات المجتمع، وهنا نعني ذوي الإحتياجات الخاصة وما يدور في فلكهم وتلبية حاجاتهم ورعايتهم وغيرها من الأمور التي تيسر حياتهم ليساهموا في الحياة الإجتماعية بدلاً من أن يكونوا عالة على الأهل والمجتمع.

ونبدأ بالمكان حيث يمكن أن يكون المكان طاولة واحدة أو أكثر مجهزة بحاسوب (كمبيوتر وملحقاته) في أي مكان في مبرة قائمة أو في مسجد أو عيادة أو مستوصف أو في البيت أو في غرفة ضمن أي عمل أو في دكان، وهكذا يتصاعد حجم المركز إلى المساحات والبنيات المخصصة للرعاية الإنسانية على مختلف أحجامها وحسب ما هو متوفر ومستطاع.

من يشغل المركز

يمكن أن يبدأ بشخص واحد على أن يكون مؤهلاً ومتدرباً على الأعمال المطلوب القيام بها لهذا المركز، وأن يكون مدرباً على استعمال الحاسوب والمراسلات بواسطة البريد الألكتروني (e-mail) ضمن برامج معدة سلفاً من قبل رابطة المبرات العراقية الراعية لمشاريع رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، إلا أن الشخص الواحد لا بد له من أن يكون ضمن فريق عمل يتكون من 4 أشخاص هم:

شخص من المنطقة متطوعاً يقوم بالعلاقات العامة على كل المستويات (السائل والمجيب) ويمكن أن يخصص بضع ساعات في اليوم لهذا العمل، وكذلك إيجاد كوادر متطوعه لإشغال مختلف الأعمال المقررة أو المستحدثة.

المسؤول عن جهاز الحاسوب والرسائل وإدخال المعلومات وتحويلها إلى الجهات المعنيه وغيرها من متطلبات أعمال السكرتارية في المركز.

شخص يقوم بالزيارة الميدانية لذوي الإحتياجات الخاصة وأهلهم من أجل مساعدتهم وملء استماراتهم وتقاريرهم وغيرها من الأمور المتعلقة بهم، وأن يقوم بهذا الدور رجل لرعاية الذكور من ذوي الإعاقة يمكن تسميته بالراعي الإجتماعي، بينما تقوم بنفس الدور امرأة لرعاية الإناث من هذه الشريحة، يمكن تسميتها الراعية الإجتماعية.

أية طاقات تطوعية تنخرط في المشاركة للقيام بأي جزء من أجزاء الأعمال الإنسانية المبرمجة في رابطة المبرات العراقية.

ما هي الأعمال المطلوب أدائها في كل مركز

إن برامج الرابطة للإهتمام بمراكز الرعاية الإجتماعية وخاصةً من ذوي الإحتياجات الخاصة دفعها من أن تقوم بدراسة وإعداد برامج موحدة لكل المراكز على ضوء التجارب التي اكتسبتها من خلال برنامج رعاية الألف طفل من ذوي الإحتياجات الخاصة كمرحلة أولى، ومنهُ إلى برامج متطورة لاحتياجات فئات أخرى كالعجزة والمسنين  وغيرهما مما يساعد الناس على حياة أفضل، ان هذا البرنامج ببساطة هو امتداد وتوسع للنموذج الأول برنامج رعاية الأطفال من ذوي الحاجات الخاصة من عمر سنة واحدة لغاية 15 سنة وتلبية لاحتياجاتهم، ويتضمن الفقرات:

1. الرعاية المالية والعينية:

وذلك بإيجاد من يتكفلهم من أجل إعانتهم بمبلغ 25000 ألف دينار شهريا أي ما يعادل 15 باوند. إن إدارة شؤون مراكز الرعاية الإجتماعية من قبل وجهاء كل محلة سكنية سيعزز من مصداقية أداء هذه المراكز ويشجع أبناء المنطقة على التبرع والعطاء للمعونات المالية والعينية والتطوع لخدمة أبناء محلتهم المحتاجين.

2. الرعاية الصحية والعلاجية:

التعرف على حالاتهم الصحية وتسجيل كل البيانات واستنساخ صور التقارير الطبية وغيرها من المعلومات التي تساعد الأطباء ومراكز العلاج المتطوعه من أن تتصل بهم.

3. الرعاية التعليمية والتأهلية:

إن كل إنسان من ذوي الاحتياجات الخاصة عنده طاقات يمكن أن تكون خلاقه وله قابلية التعلم والتدريب وأن يكون مؤهلا للقيام بأي عمل حتى ولو كان فقط لإدارة شؤون حياته بدلاً من الإعتماد على الأهل أو الآخرين لذلك يتطلب منا أن ندرس كل حاله بذاتها ومتابعة تطورها.

4. الرعاية الإجتماعية والترفيهية: 

إن من مآسي مجتمعاتنا إهمال الشخص الذي يعاني من أقل عجز وحتى الأهل يحاولون أن يخفون حالته عن المجتمع وهناك من يسخر منه وغيرها من آفات المجتمع فإن هدف البرنامج هو رفع معنويات هذا الإنسان ونشر الوعي من خلال برمجة المجتمع وتحفيزه لقبول هؤلاء الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة والتعامل معهم كأشخاص فاعلين في المجتمع.

ان الرعاية و/أو الخدمات التي سوف تقدم بموجب الفقرات 2، 3، 4، تشمل كل الفئات ذوي الإحتياجات الخاصة من المكتفين مادياً وغير المكتفين.

آليات التوسع والإنتشار لمراكز الرعاية الإجتماعية

ان آليات ومقومات التوسع في اي مشروع أو مركز خدمي تقوم على أمرين أساسيين: أولها الحاجة والطلب على الخدمات التي يقدمها هذا المركز والثاني هو الإمكانية المادية والبشرية اللازمة لتقوم بالدور المطلوب في إدارة وتشغيل وإدامة عمل المركز .

وحين النظر في مراكز الراعية الإجتماعية نجد الحاجة الماسة لوجود مركز واحد على الأقل في كل محلة سكنية مؤلفة من 500-600 وحدة سكنية ويتراوح عدد سكانها من 3000 إلى 4000 نسمة، ليقدم خدماته لما يقارب 245 معاقاً، حيث تقديرنا لنسبة الإعاقة هو ما لايقل عن 7% من السكان، مثلما بينا سابقاً.

إن مراكز الرعاية الإجتماعية يمكن ان تحضى بالتمويل وخدمات المتطوعين بصفتها مبرات (جمعيات خيرية) يؤسس لها وتسجل في العراق ضمن المنظمات غير الحكومية، أو تكون مبرات موجودة أصلاً ومسجلة وتتبنى كجزء من نشاطاتها أدوار مراكز الرعاية الإجتماعية المقترحة ، و هناك مبرر قوي لأن يكون إنشاؤها وتصميمها ضمن عملية مبرمجة ومدروسة من قبل مجالس المحافظات العراقية، ضمن التنمية الحضرية المستدامة التي تتولى مختلف البلديات إعدادها وتنفيذها ضمن التصاميم الأساسية للمحلات والأحياء السكنية، خصوصاً مع حقيقة وجود عجز سكني مقداره مليون ونصف وحدة سكنية حسب تقدير صندوق الأمم المتحدة للعجز السكني في العراق، إن وضع إستراتيجية طويلة الأمد لبناء هذه الوحدات السكنية ضمن محلات سكنية تتوفر على الخدمات الضرورية وأهمها مراكز الرعاية الإجتماعية يجب أن يكون مطلباً للجميع، خصوصاً من قبل نشطاء الدفاع عن حقوق المعاقين و أن يصار إلى السعي من أجل الضغط لاستصدار قانون يشير بوضوح أن مراكز الرعاية الإجتماعية لذوي الإعاقة يجب أن تكون من ضمن الخدمات التي يقدمها مركز المحلة السكنية، جنباً إلى جنب مع الخدمات الأخرى كالمدرسة والجامع والسوق وغيرها من الخدمات التي يقوم المخطط الحضري بأخذها بنظر الإعتبار حين وضع التصميم الأساسي للمحلة السكنية. وهي خطوة هامة وأساسية لرفع الوعي العام بهذه الشريحة من المجتمع، وتعتبر بحق لو تم تبنيها جزءأ رئيسياً من العلاج البدني والروحي لجراح أبناء هذا الوطن الذي عانى ويلات الحروب الطويلة وعدم الإستقرار وتسببت بوجود نسبة كبيرة من ذوي الإعاقة، إن هذا النوع من المراكز المخططة بعناية يمكن أن تقوم بالعديد من الأدوار بشكل كفء وفعال لخدمة شريحة المعاقين، كالتعليم والتأهيل والعلاج ويكون ملتقى ترفيهي واجتماعي للمعنيين وذويهم.

ومع ذلك فإننا يجب أن لا نعلق الأمر على مدى تحقيق هذا الهدف رغم سعينا الحثيث باتجاهه، حيث لابد من أن نبدأ العمل حتى بطاولة وكومبيوتر من أي موقع كما أسلفنا أعلاه.

إن تظافر جهود الجميع من أجل خلق مجتمع متحضر، يستوعب جميع أبناءه ، ويفخر بهم، ويوظف طاقاتهم هو الضمان الأكيد لعراقنا وأبنائنا.

في الرسالة القادمة سوف نتناول المؤسسات الداعمة لمتطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة المسجلين في المراكز.


A S Shakiry

إتصل بنا