This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

تحقيقات: رقم يعكس حجم المأساة! ثلاثة ملايين أرملة يعشن المعاناة
12/05/2008

 

 

بغداد -الصباح- حارث الخضري
تروي ام حسن الموظفة في احدى الصحف البغدادية كيف  فقدت زوجها نتيجة عمل ارهابي قبل سنة على يد احدى الميليشيات الارهابية ما جعلها تعيش حياة صعبة نتيجة اضطرارها للقيام باعالة اربعة اولاد اكبرهم لم يتجاوز العاشرة. المرأة لم تكمل عقدها الثالث بعد وتزوجت في سن العشرين عن قصة حب.

تمثل ام حسن شريحة اجتماعية واسعة ممن فقدن ازواجهن نتيجة الارهاب ما ترتب على ذلك مشاكل اجتماعية كثيرة.90 أرملة في اليوم
اصدرت المنظمات ذات العلاقة بقضية المرأةالعراقية تقارير تضمنت ارقاما مرعبة عن حجم الظاهرة. تقارير صادرة عن منظمات دولية اكدت ان في العراق ،اليوم، ما يقارب الـ 3 ملايين ارملة. سجلات وزارة الداخلية بدورها تشير الى وجود 300 الف ارملة في العاصمة وحدها.
الارقام تعكس حجم المشكلة التي بدأت تؤرق بال المهتمين من منظمات واشخاص. تقول حنان الكاظمي مسؤولة منظمة "قلب" المهتمة بقضايا النساء:" نعم الظاهرة مخيفة.. ما يحدث يتجاوز المعقول.. والاعداد الكبيرة تساهم في افشال اي مشروع مساعدة."
كثيرون يشاركون الكاظمي الرأي، مستندين الى الاحصاءات التي تشير الى ظهور ما يقارب 90 امرأة تترمل في اليوم الواحد، اغلب ازواجهن يقتلون اما نتيجة حوادث تصفية او خلال المواجهات التي تندلع بين القوات الحكومية والميليشيات المسلحة.
من جانبها تحاول الحكومة ممثلة بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية تقديم المساعدة ، لكن مبلغ الاعانة يظهر صغيرا مقارنة باسعار السوق.
علياء حاتم، ارملة تسكن مدينة البياع  لها ولد وبنت، تتحدث عن اعانة لا تتجاوز الـ 75 الف دينار تتسلمها من شبكة الحماية الاجتماعية. وتضيف :" لولا اهلي لحدث لي ما لا يحمد عقباه."
علياء وغيرها ممن حكم عليهن الحظ العاثر بفقدان الشريك يطالبن بحلول ناجعة.
الكاظمي من جانبها ترى انه من الخطأ اتهام الحكومة بالتقصير على اعتبار ان القضية تتعلق بعدم استقرار الوضع ما يمنع الجهات المسؤولة من القيام بأي جهد مباشر وفعال لاعانة المحتاجين. اخرون لا يجدون في الوضع العام مبرارا كافيا لترك النساء يواجهن مصيرا مظلما لوحدهن مطالبين الجهات المختصة بدعم مشاريع تشغيل الارامل على الاقل وصرف تعويضات الشهداء.
مجتمع ذكوري!
كثيرات وجدن انفسهن وحيدات نتيجة اطلاقة طائشة. كان عليهن تحمل المسؤولية في مجتمع لا يرحم . انا واحدة منهن اكتشفت، فيما يبدو بعد فوات الاوان، اننا مهمشات. الأمر في بدايته صعب لكن لابد من الاستمرار.....
الفقرة السابقة جزء من رسالة لارملة كنا قد طلبنا رأيها بالموضوع. تعكس الكلمات قلق العيش في مجتمع يعتبر وفق الدراسات السوسيولوجية مجتمعا ذكوريا بامتياز.
حذر اخصائيون نفسيون من خطر الانتكاسات النفسية التي تصيب الارملة نتيجة الحادث اولا ومن ثم نظرة المجتمع الدونية لها.
الدكتور النفسي شامل عبدالخضر اكد وجود عوائق كثيرة امام الارملة اولا بسبب الازمة النفسية نتيجة فقدانها زوجها وايضا صعوبة الحصول على فرصة ثانية للزواج بسبب نظرة المجتمع للارملة.
اعتراف بالتقصير!
الدكتورة سها العزاوي رئيسة جمعية سميراميس للدفاع عن حقوق المرأة تعترف بأن منظمات المجتمع المدني، لاسيما تلك المختصة بالمرأة، فوضوية، مبررة ذلك، كما تقول، بتهميش الحكومة للمنظمات وافتقارها لدعم المؤسسات الرسمية ما افقدها القدرة على التحرك والقيام بواجباتها.
وبينت العزاوي ان منظمتها استطاعت من خلال علاقاتها بالبرلمان تقديم اعانات بسيطة لعدد بسيط من الارامل لا يتجاوز عددهن الـ 40، مشيرة الى ان هذا العدد يمثل نسبة بسيطة لا تستحق الذكر.
ما بين الاقرار بوجود شريحة واسعة من المتضررات نتيجة العمليات الارهابية وعدم توفر حلول حقيقية لتقديم المساعدة تبقى اكثر من علامة استفهام تدورحولهن بحاجة الى اجابات شافية. هذا بالتحديد ما تبحث عنه ام حسن وعلياء وكثيرات غيرهن

للمزيد من الاطلاع اضغط على الرابط التالي: 

للمهتمين برعاية الأيتام والارامل