This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

التطوع ثقافة جديدة لدى الشبان السعوديين
13/05/2008

 

جدة - جمانة خوجة - الحياة 

يتخذ غسان (22 سنة) طريقاً مختلفاً في تعامله مع الأيتام والاهتمام بهم، من خلال عمله التطوعي في مجموعته الخيرية «أصدقاء الأيتام». ويؤكد مع رفيقيه في المجموعة اهتمامهم بتوطيد العلاقة مع الأطفال الأيتام حتى الكبار منهم. من خلال السؤال عنهم في أوقات اختباراتهم، ومحادثتهم من وقت إلى آخر للاطمئنان الى أوضاعهم. ويضيف: «نحرص على الذهاب في مجموعة تضمني أنا وأصدقائي وعدداً كبيراً منهم للتنزه والجلوس في المقاهي. وعلاقتنا بالكثير من الأيتام في الصفين الثاني والثالث ثانوي في إحدى المدارس، قوية وجميلة، ونسعى إلى استمرارها».

ويؤكد غسان أنه لا يحب الطريقة التقليدية في جمع التبرعات وإعطائها لهم. لأنهم يحتاجون إلى شيء آخر بحسب ما يرى، ويقول: «عادة ما تسعى الجمعيات الخيرية إلى دمج الأيتام بالمجتمع، إلا أننا اتخذنا شعاراً مختلفاً بعض الشيء، وهو دمج المجتمع بالأيتام». وتشمل نشاطات المجموعة، إضافة إلى توطيد العلاقات، إقامة مهرجانات ترفيهية للأيتام تستهدف عادة كل الأعمار، ويضيف: «المهرجان الذي أقمناه في يوم اليتيم العربي في أحد مراكز جدة التجارية، كان من أهم إنجازات المجموعة التي بدأ نشاطها منذ 5 أشهر».

ويوضح: «استضفنا في هذا المهرجان نحو 100 يتيم، تراوحت أعمارهم بين 3 و13 سنة، وكان عدد المتطوعين الذين ساعدونا من الفتيات 77، ومن الشباب 46، قدموا للأطفال الأيتام عروضاً مسرحية، كما ارتدى عدد منهم ملابس بهلوانية للعب معهم، إضافة إلى جلسات الرسم، ودخولهم إلى مكان الألعاب في المركز التجاري»، مشيراً إلى أن «هذا العدد من المتطوعين، عرفت بعضهم من خلال اشتراكي في عدد من المجموعات التطوعية الخيرية في الماضي، والبعض الآخر من طريق موقعها «فايس بوك»، إذ لدينا مجموعة باسمنا فيه، نُعلم الأعضاء الذي يودون المشاركة معنا في المهرجانات عبر رسائل تحدد مكان المهرجان وزمانه».

ولدى مجموعة «أصدقاء الأيتام» الخيرية، العديد من المخططات لزيادة خدماتهم ومشروعاتهم للأيتام، إلا أنهم يحـــتاجون إلى مظلة رسمية ترعى مشروعهم،

وعن المهرجانات التي أقاموها يقول: «وجدنا في كل مرة أردنا فيها إقامة مهرجان، راعياً يمول نشاطنا، وفي المهرجان الأخير الذي يخص يوم اليتيم العربي، تبرع المركز التجاري بالمكان، وأحد المطاعم بالوجبات للأطفال»، غير أننا «نحتاج إلى مظلة لنقوم بمشروعات أخرى»، مثل «إقامة دورات تأهيل وتدريب لهم، إضافة إلى دورات من النوع ذاته للمشرفين الاجتماعيين في كيفية التعامل مع الأيتام»، كما أننا نطمح الى المساعدة في توظيفهم في المستقبل».

وبدأ غسان الاشتراك في مجموعات خيرية، عندما وجد قبل سنتين الكثير من زملائه يشتركون في مجموعات كهذه، ويصف هذا الإقبال بـ «الموضة من الشباب، لا لشيء، بل للمتعة التي يجدونها في مساعدة المجتمع».

مجموعة لترميم البيوت

وتهتم مجموعة «بيتي بيتك» الخيرية في «ترميم وإعادة تأثيث بيوت المحتاجين»، بحسب محمد (22 سنة)، أحد أعضاء المجموعة البالغ عددها 5 فتيات وشباب. وتأسست قبل 6 أشهر، ويقول محمد: «المشروع التطوعي للمجموعة، هو عبارة عن مساعدة المحتاجين في ترميم بيوتهم من سباكة وكهرباء، إضافة إلى إعادة تأثيث منازلهم»، كما يهتمون في «إيجاد فرص وظيفية، وتأمين مؤن غذائية لهم، من طريق التنسيق مع جمعيات خيرية أخرى».

وتعمل هذه المجموعة تحت مظلة «مشروع شباب بناء وعطاء في اللجنة الاجتماعية التابع لمنطقة مكة المكرمة». وبدأت المجموعة قبل 6 أشهر في «جمع الإحصاءات ودراسة حال المنازل في مناطق مختلفة في جدة، حيث زرنا 200 بيت بحضور 50 متطوعاً ومتطوعة»، يقول محمد.

ويضيف: «بدأنا فعلياً في التنفيذ قبل شهرين، وانتهينا من ترميم وإعادة تأثيث 30 منزلاً حتى الآن»، مشيراً إلى استقطاب المتطوعين والمتطوعات «من خلال معارفنا وأصدقائنا، إضافة إلى استعمال «فايس بوك» وإرسال رسائل لمن يريد المشاركة في عمل ما، إذ أننا سجلنا اسم مجموعتنا فيه». وتطمح مجموعة «بيتي بيتك في الأشهر المقبلة إلى «فتح حساب للتبرعات».

ويرى محمد سبب إقبال العــــديد من الشـــباب والفتيات على العمل التــــطوعي في الســنوات الأخيرة في «ظهور عدد من الدعاة الجدد المقربين لقلوب الشباب، الذين جـــعلوهم يــــرون صــــورة جديدة للعمل التطوعي، الأمر الذي قوّى الجانب الديني لديهم».

مجموعة لتنمية «الفعل الإيجابي»

أما مجموعة «لجنة شباب جدة»، كما يقول عمار (26 سنة) أحد أعضاء المـــجموعة، فتهدف إلى «إيجاد فرص لاستغلال وقت الشباب والفتيات، وتنمية مهاراتهم في شكل مــــفيد لهم ولمجتمعهم».

وتنقسم المجموعة إلى قســـمين، «الأول يسمى القسم التنفيذي ويبلغ عدد أعضائه 16 شخصاً، والقسم الآخر هو اللجنة العمومية ويحوي نحو 1000 شخص، وهم عبارة عن متطوعين ومتطوعات»، يقول عمار، ويضيف: «تراوح أعمارهم بين 15 إلى 30 سنة».

ويشير إلى أن المجموعة «تعمل تحت مظلة الدائرة الاقتصادية الاجتماعية التابعة لإمارة منطقة مكة المكرمة». وتأسست المجموعة عام 2006 وأول مشروع لها كان قبل 8 أشهر، وهو عبارة عن «تنظيف الشعب المرجانية في البحر الأحمر في جدة، شارك فيه أكثر من 400 غواص، وصاحَبَ المشروع أيضاً استضافة عدد كبير من أطفال الحاجات الخاصة، وأقاموا لهم برنامجاً ترفيهياً».

ومن مشاريعهم أيضاً، يقول عمار: «معرض تحت اسم صنع في جدة، يهدف إلى تنمية المهارات والهوايات لدى الشباب والفتيات، ومعرفة ما إذا كانت هذه الهوايات ممكن أن تتحول إلى مشروع كبير في المستقبل».

ويعتبر عمار الأعمال الخيرية التي يشترك فيها الكثير من الشباب هذه الأيام «متنفساً، ومجالاً للاستفادة من الوقت»، مشيراً إلى أن «الكثير منا يشعر بالملل، ويحاول أن يكون مفيداً، ليكتسب شهادات خبرة تفيده في مستقبلة، بدلاً من إمضاء الوقت في الجلوس في المقاهي ولعب الورق فقط».