بغداد - شذى فاضل-الصباح
لكي يتزوج الشاب لابد من مقدمات وهي الخطبة وهو شيء متعارف عليه منذ القدم حسب العادات والاعراف الدينية والاجتماعية السائدة وفي يوم الخطبة يحدد المهر المقدم والمهر المؤجل او ما يطلق عليه (بالصداق) وقد اختلفت العوائل في مقدار هذا المبلغ
المقدم ارتفاعا وانخفاضا وتدخل فيه عوامل كثيرة ولكي نسلط الضوء على هذا الموضوع الذي يعتبر من المسائل الحساسة في المجتمع والمعقدة وكثيرا مايدور الخلاف حوله ..دخلنا الى احدى المحاكم في بغداد.
ليس بالمال وحده
والتقينا بالعروسين ماجد عبد الحسن وساجدة الشطري يقولان : المهر ليس كل شيء لان الحياة الزوجية لاتبنى بالمال فقط ، صحيح انه عنصر ضروري لتلبية متطلبات الحياة وديمومتها ولكن الشيء الضروري هو التوافق والانسجام والتعاون فبامكان المرأة ان تساعد الرجل خصوصا اذا كانت موظفة وتذلل له الكثير معوقات الزواج ولاتغالي في الطلبات التي غالبا ماتكون السبب في نفور الخاطب وابتعاده بعدما عانى شبابنا من محارق الموت والهلاك اضافة الى البطالة المنتشرة بين صفوفهم وقلة فرص العمل فضلا عن غلاء اسعار الذهب ..فانا مخطوبة منذ سنتين وهاجر خطيبي الى سوريا خوفا من اعمال العنف التي شهدها العراق وقبل شهرين عاد الى الوطن وعقدنا القران فكان المهر المقدم المصحف الشريف اما المهر المؤجل فكان مليوني دينار فكانت هدية الخطوبة حلقة وخاتم ذهب نتيجة لارتفاع اسعار الذهب الذي وصل سعر المثقال الى 170 الف دينار . اذن كيف يتزوج الشباب ؟ لذا يتوجب علينا ان نتعاون ونتكاتف من اجل تذليل الصعوبات.
احمد 25 عاما رحب بظاهرة الزفاف الجماعية ،ضمن مشاريع مجلس محافظة بغداد للتخفيف عن كاهل الشباب في ظل الازمة المالية الخانقة وغلاء المهور وتكاليف الفرح التي تقف حائلا امام الشباب وتقديم التسهيلات لهم .
ويضيف قيس الحيالي لقد اجلت فكرة الزواج لعدم حصولي على عمل ثابت بعد تخرجي من الجامعة والعشرات من الشباب امثالي يهربون من الارتباط والزواج لعدم توفر فرص العمل وانتشار البطالة والاوضاع غير الطبيعية التي عاشها المجتمع ولايزال يعيشها ، والحمد لله اختارت عائلتي فتاة للزواج بها وبموافقتي على مواصفاتها اخذنا باتمام الزواج .
وكم كلفتك الخطبة ؟ ليس كثيرا فالفتاة بسيطة الطلبات ،الذهب فقط كرمز والضرورات الملحقة وهي معروفة الخطبة كلها كلفتني300 الف دينار وغرفة النوم كلفتني 1200000 مليون ومئتي الف دينار ورصدت مليونا لبقية الضرورات وسيساعدنا الاهل .
أزمة السكن
ويعزو الدكتور عبدالرحمن نجم المختص في شؤون الاسرة بالجامعة المستنصرية تردي معدلات الزواج الى تردي الاوضاع الامنية واشتداد ازمة السكن وانخفاض المستوى المعاشي وارتفاع نسبة البطالة والتضخم وغلاء الاسعار خاصة مستلزمات الزواج كغرف النوم والملابس والهدايا التي يأتي الذهب في مقدمتها ،وكذلك الهجرة الى الخارج من جديد التي شملت عوائل لم تكن تفكر فيها من قبل.. ويضيف الدكتور عبدالرحمن ان مشاكل العائلة والاسرة العراقية وحسب اولويتها وضعت زواج ابنائها في مؤخرة مشاريعها بسبب الكلفة الباهظة غير القادرة على احتمالها وبسبب ازدحام بيوتها بافراد العائلة بما لا يوفر مجالاً لاسكان عائلة جديدة ،لاتجد امكانية للانفصال عن العائلة الام وتكوين منزل جديد بسبب ازمة السكن التي تستفحل يوماً بعد اخر وارتفاع معدلات الايجار.
اما الدكتورة خولة ناجي تقول : عادت المحاكم الى استقبال الشباب المتزوجين خلال الستة اشهر الماضية الى
معدل 150 زيجة اسبوعياً في محاكم بغداد بعد ان كانت اقل من 25 زيجة اسبوعيا نتيجة عودة الحياة في بغداد واستقرار الوضع الامني وخروج الشباب الى العمل ما ادى الى انفراج في موضوع العزوف عن الزواج وتخلي الفتاة عن شروطها الصعبة وتنشيط دور العائلة في اختيار الفتاة