This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

الاستخبارات العسكرية الأميركية تشرع في تجنيد عشرات الآلاف من اللاجئين العراقيين بصفة مترجمين
28/05/2008

 

 

شبكة اخبار النجف

بدأتِ الاستخبارات العسكرية الأميركية بتطبيق "وصفة قاتلة" من خلال التخطيط لاستقطاب عشرات الألوف من الشبان العراقيين اللاجئين المقيمين في شمال أميركا وأوروبا للعمل بصفة "مترجمين" أو لتأهيلهم فيما بعد للعمل في مهمات أخرى لكنها كلها ترتبط بحركة القوات المسلحة الأميركية في العراق أو في الشرق الأوسط.
وذكر عدد من الشبان العراقيين ممن يجيدون اللغة الإنكليزية أنهم باشروا فعلا في مهمة الالتحاق بتعليم الجنود الموضوعين ضمن جدول الخدمة مع القوات الأميركية في العراق بعض أساسيات اللغة العربية، وجغرافيا العراق، وعادات شعبه، وتعليمهم جملة من المعلومات باللهجة العامية. وقال عدد من هؤلاء الشبان إن البرنامج التدريبي يتضمن تعليم الجنود "كلمات الشتم والسباب" أي "مفردات الفشار البذيئة" التي قد يسمعونها من المواطنين المحليين خلال التعامل معهم.
وأوضح الشبان إنهم يمارسون "عملهم" هذا فعلا داخل الولايات المتحدة وبراتب شهري قدره 5 آلاف دولار أميركي في إطار عقد مؤقت قابل للإنهاء من جهة البنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية). وقالوا إنهم يعلمون أن التفضيل يذهب الى من لهم خبرة بالنشاط العسكري والأمني أي إلى الضباط السابقين لكن إجادة اللغة الإنكليزية إضافة الى اللغة العربية ومعرفة اللهجات العراقية شرط أساس للقبول.
وعلم مراسل "النور" في واشنطن أنّ المئات من الشبان العراقيين اللاجئين بدأوا فعلاً بالتوافد على الولايات المتحدة، بعد توقيعهم عقود العمل التي تسمح باختيار عناصر منهم "بموافقتهم" لتجنيدها في مهمات "خاصة" داخل العراق أو خارجه. وقال الشبان الذين تحدثوا لمراسل "النور" إن ظروفهم المادية الصعبة هي التي ألجأتهم الى هذا العمل الذي يتوقعون أن يكون جزءاً من مشروع الاتفاقية الأمنية الدائمة التي يقال إن الحكومتين العراقية والأميركية ستوقعانها في شهر أيلول المقبل إن لم يكن في وقت أقرب من هذا الموعد.
من جانب آخر تواصل فضائية الـ mbc الموجهة عبر الأقمار الصناعية الى أوروبا وكندا والولايات المتحدة بث إعلان صريح يظهر شعار وكالة المخابرات الأميركية CIA ويتحدث خلال ثوان وبلهجة سريعة تلفت الانتباه عن تشجيعه للشبان العرب كي يخدموا بلدانهم من خلال العمل في شبكات المخابرات الأميركية المنتشرة في العالم من دون تحديد صفة العمل أو المردودات المالية أو أي معلومات تفصيلية.
وتجدر الإشارة الى أن وكالة المخابرات الأميركية تعلن في موقعها على الإنترنت عن طريقة تعيين المترجمين الدائمين برواتب "مغرية" قد تصل الى أكثر من 90 ألف دولار بشرط أن يكون المتقدم حائزاً على درجة البكالوريوس بلغة غير اللغة الإنكليزية وأن يجتاز الفحوصات الطبية والنفسية الشاملة، إضافة الى التعرض لجهاز كشف الكذب وتقديم معلومات تفصيلة عن سيرة حياته.
ويرى مراقبون أن قبول اللاجئين العراقيين لتجنيد أنفسهم في أعمال كهذه، مهما كانت أسبابهم الملجئة تعرّضهم مباشرة للانسلاخ عن مصالح شعبهم ووطنهم ومستقبل أهليهم، وتجعل ولاءهم الكامل و"غير المنقوص" للولايات المتحدة الأميركية. إضافة الى أن المجندين يوقعون - ضمن الاتفاق- على استمارات خاصة يؤكدون فيها تنازلهم عن أي حقوق تقاعدية أو تعويضات في حالات العوق والوفاة بالطريقة التي يتمتع بها المواطن الأميركي.
ومعروف أن هناك الألوف من المترجمين قتلوا أو تعرضوا لإصابات بليغة خلال عملهم مع القوات الأميركية ولم ينالوا هم أو عوائلهم أي تعويضات مجزية كما وعودوا، إضافة الى أن هناك أعداداً كبيرة جدا قبلت هذا العمل بذريعة دوافع الحصول على فيزا الإقامة في الولايات المتحدة الأميركية إلا أن هؤلاء لم يحظوا بما كانوا يصبون إليه حتى الآن.