د . أسامة حميد حسن- الصباح
يأتي المركز الوطني في العراق ضمن مسارين متكاملين لرعاية الطفولة المبكرة في العراق. يتضمن المسار الأول إنشاء المركز الوطني للطفولة المبكرة وفي المسار الآخر مشروعات كبيرة تتعلق بحقيبة تنمية الطفولة المبكرة ومشروع مسح أساليب الرعاية الوالدية. يتولى المركز الوطني للطفولة المبكرة الذي تزعم وزارة التربية وبالتعاون مع المنظمة الدولية اليونيسيف إلى إنشائه الاهتمام بالطفولة المبكرة من خلال توفير السبل اللازمة لتنمية مواهب الطفل و إعداد ملاكات متخصصة برعاية الطفل بإقامة دورات تدريبية للمعلمات في رياض الأطفال و المدارس الابتدائية فضلا عن فتح مركز للدراسات يهتم بمجال الطفولة المبكرة يتولى إعداد الدراسات و البحوث التي تتناول آخر ما توصل إليه العلماء في مجال التربية و علم النفس. كما سيتم إنشاء مكتبة للأطفال مزودة بأحدث إصدارات الطفل و مسرح للطفل يستضيف العروض المسرحية للأطفال. حقيبة تنمية الطفولة المبكرة أما فيما يتعلق بالمسار الثاني من المشروع فقد بدأ فعلا بتجربة حقيبة تنمية الطفولة المبكرة التي توفر الفرصة للأطفال للتفاعل مع البيئة من خلال مجموعة من الألعاب تتكون من ( 30) لعبة تناسب الفئة العمرية من 3-8 سنوات. لقد بدأ المشروع بتطبيق تجريبي لحقيبة تنمية الطفولة المبكرة بعد تدريب مجموعة من المتخصصين على استعمال حقيبة تنمية الطفولة المبكرة خارج القطر و من ثم تدريب مجموعة من معلمات الرياض كخطوة أولى بغية تطبيق الحقيبة على أطفال رياض مختارة ضمن محافظة بغداد والبصرة والكوت ونينوى وبعد استخراج المعطيات من هذه التجربة رفعت لجنة من الخبراء في وزارة التربية تقريرها إلى المنظمة الدولية اليونيسيف بشأن ملاحظاتهم و اقتراحاتهم ومدى ملاءمة الحقيبة للتطبيق في العراق وبعض الألعاب الأخرى التي رغبت اللجنة أن تضاف إلى الحقيبة. لقد تم إجراء مجموعة من التحسينات على هذه الحقيبة. وأصبحت الحقيبة متكاملة لتعميمها على مستوى القطر. وفعلا تم تدريب مجموعة أخرى من المعلمات في محافظات بغداد (الكرخ والرصافة) والكوت والناصرية وميسان والبصرة لأجل إعدادهن لتطبيق هذه الحقيبة على الأطفال. وتم توزيع حقيبة تنمية الطفولة المبكرة على جميع رياض الأطفال في البلاد فضلا عن شمول بعض المدارس الابتدائية (الصف الأول) بهذه الحقيبة، أن انتشار هذه الألعاب على مستوى البلاد يشكل خطوة أساسية في تنمية مواهب الأطفال في هذه المرحلة العمرية المهمة اذ لا يخفى على احد دور اللعب في حياة الطفل فهو يعده إلى الحياة إذ من خلال اللعب يتعلم الطفل الشيء الكثير فضلا عن أن اللعب عند الأطفال حاجة ضرورية يستنفد الأطفال من خلالها طاقتهم كما ان للعب دورا مهما في تشخيص و علاج بعض الأمراض النفسية و علاج الصدمات التي يعاني منها الطفل إذ أن الكثير من الأطفال يعانون من الصدمات النفسية نتيجة لما مر به العراق من أزمات و حروب. وشكلت الخطوة الثانية في هذا المشروع مسح الرعاية الوالدية الذي سيقدم حال الانتهاء من تحليل البيانات التي جمعت بعد تدريب مجموعة من المتخصصين على جمعها بيانات مهمة عن طريق تعامل العائلة العراقية مع أبنائها. ويقوم بوضع خطة متكاملة لتوعية العائلات بطرق المعاملة الوالدية السليمة ومن ثم إجراء مسح آخر لملاحظة مدى التقدم الحاصل في هذا المجال. يشكل مشروع تنمية الطفولة المبكرة و إنشاء المركز الوطني للطفولة المبكرة فاتحة أمل لأطفال العراق فهو واحتهم التي يستمعون ويتعلمون من خلالها وسط صحراء الفقر والحرب والألم الذي عانى منه أطفالنا على مدى سنين طويلة ترك بصماته على حياتهم، نتمنى ان يحظى هذا المركز بدعم المسئولين لما سيلعبه من دور كبير في تنمية الطفولة المبكرة.
للمهتمين برعاية الاطفال وحمايتهم