حاورها - حسن شهيد العزاوي- الصباح
في مجتمع تشير احصائياته الى وجود اكثر من 4135 طفلا يتيما في محافظة واسط، وفي ظل ظروف اقتصادية واجتماعية معقدة للغاية وامام توقعات بان عدد الاطفال اليتامى مرشح بالارتفاع انبثقت منظمات ومؤسسات اخذت على عاتقها رعاية اليتامى والعمل من اجل رسم الابتسامة على شفاههم ومنحهم الامل في تجاوز الصعاب والعيش بكرامة.
ام احمد بعد ان فقدت زوجها جراء اعمال العنف التي شهدتها البلاد تاركا لها خمسة اطفال شعرت وهي تنظر الى اطفالها بمرارة الحياة وفقدهم لحنان الابوة بعد ان كان يعانقهم ويعانقونه ويلعبون على كتفه قررت هذه المرأة ان تعمل مابوسعها من اجل ان تخفف الوطأة عن ابنائها ومن هنا جاءتها فكرة تاسيس منظمة تعنى بالاطفال اليتامى وبامهاتهم الارامل وكرست حياتها وجل اهتماماتها من اجل ان تجعل الابتسامة تتوزع بين بيوت اليتامى والارامل.
تقول نسرين عبدالرؤوف (ام احمد) رئيسة منظمة انوار الهدى لرعاية الايتام في واسط: ان المرأة اليوم في مجتمعنا تعاني من صعوبة الحياة والمعيشة كونها لا تستطيع بمفردها ان توفر لاولادها كل ما يرغبون فيه وهم يسألونها عدة تساؤلات... اين والدنا؟ من سيوفر لنا معيشتنا؟ يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ((الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم)) فالرجل هو المعيل للعائلة والذي يتكفل بمعيشتهم وتوفير كل احتياجاتهم لان المرأة وحدها لا تستطيع ان تفي بمتطلبات اولادها خاصة في مجتمعنا الذي يعاني من غلاء المعيشة وصعوبة الحياة وبعد ان استشهد زوجي اثناء عمليات العنف التي شهدها العراق شعر اولادي الخمسة بفقد والدهم وشعوري بمرارة اليتيم وانا انظر لهم وهم يفتقدون والدهم الذي كان يعيلهم ويحتضنهم، فتولد عندي شعور بكل يتيم لحاجته الى من يعيله ويرعاه قررت انشاء منظمة اطلقت عليها اسم ( منظمة انوار الهدى لرعاية الايتام ) وهي منظمة تعنى بحقوق الايتام وتأسست في السابع عشر من اذار من العام 2008 وتم تشكيل هيئة تأسيسية مكونة من سبعة اعضاء يمثلون وجهاء مدينة الكوت المعروفين لاصل من خلالها الى كل يتيم في المحافظة حتى لو كان من مالي الخاص الذي تركه لي زوجي واريد ان احقق ولو لحظة واحدة ابتسامة مرسومة على شفاه اليتيم لانها ستحقق السعادة لي ايضا ولاولادي .
هل لديك طموحات معينة ؟
لدي طموح وافكار من الصعوبة تحقيقها لكني عازمة على تحقيقها وساحاول انشاء منتدى للمرأة واليتيم يعتني باليتيم ويحتضن المرأة ويعمل على تثقيف المراة الارملة نفسيا واريد من خلال هذا المنتدى ان نوجه الايتام الذين سيكونون اجيال المستقبل لاننا اذا لم نستطع احتضانهم وضمهم والسيطرة عليهم فالدولة سوف تواجه مشاكل كبيرة لان اليتيم عندما ينشأ فاقدا لكل شيء فانه لن يمنح أي شيئ لان فاقد الشيء لا يعطيه , وام اليتيم اذا كانت فاقدة للحنان والرعاية ولكل شيء فانها لن تمنح او تعطي أي شيء حتى لوطنها لاني اريد ان اربي ايتاما ليقدموا شيئا الى وطنهم وان يفهموا بان وطنهم هو الاب والام والعائلة ولدي دراسة من اجل انشاء مؤسسة تعنى بشؤون الايتام فقط وبدعم وتمويل حكومي لان منظمات المجتمع المدني غير كافية بان تحتضن مثل هذه الاعداد من اليتامى ولا تستطع ان تدعم اليتيم الا بالشيء البسيط واليتيم بحاجة الى راتب شهري ( مورد مالي ) يقتات منه كي لا نشعره بالعوز ولانه بحاجة الى مأكل وملبس ومسكن واعمل حاليا بالتنسيق مع ادارة متنزهات مدينة الكوت بتخصيص يوم واحد من الاسبوع مخصص للايتام والارامل مجانا من اجل التعرف فيما بينهم كما طالبنا بانشاء وزارة خاصة بالارامل والايتام لتأخذ على عاتقها رعاية هذه الشرائح المتضررة .
  هل هناك احصائية عن عدد اليتامى في واسط ؟
جميع المؤسسات ليس لديها احصائية رسمية لعدد الايتام في العراق وعددهم اصبح يفوق قدرة الدولة بسبب احداث العنف وهناك احصائية رسمية في محافظة واسط موثقة من قبل مديريتي الصحة والتربية في المحافظة تم تدوينها قبل عامين واشارت هذه الاحصائية بان عدد الايتام وصل الى ( 4135 ) يتيم في المحافظة ولا اعرف ما هو العدد الكلي للايتام في هذا العام لان الاحداث الاخيرة ولدت يتامى منهم من فقد الابوين.
 كيف تنظرين الى واقع اليتيم؟
واقع اليتيم غير مرض ولا استطيع ان اصفه بالكلمات وهناك ايتام يعيشون تحت خط الفقر وبعض اليتامى بعد فقده الاب يفقد امه بسبب زواجها من رجل اخر وبهذا الشيء سيكون فقد والده وحنان امه وعندما يفقد هذين الشيئين فكيف سيكون وضعه؟ لذلك قدمنا عدة دراسات لمؤسسات حكومية عديدة لاحتضان اليتيم لاننا اذا لم نحتضن هذه الشريحة سيكونون ادوات بيد الجماعات المسلحة لتنفيذ مخططاتهم الاجرامية وبودي ان اوضح بانني ام لكل يتيم وساخطو مستقبلا وبثقة لاصل الى كل يتيم في المحافظة .
كيف تنظرين الى قدرة المرأة العراقية في مسؤولية المنظمات المدنية ؟
المراة في مجتمعنا للاسف وان كانت مبدعة فالمجتمع يجعل لها قيودا من اجل حجب هذا الابداع وان كانت حرة ولكن مجتمعنا غير حر ولكن المرأة العراقية تتمتع بروح الابداع والانتاج قل نظيره في نساء دول العـالم بالرغم من انها في مجتمع غير حر والدليل على ذلك لدينا اسماء لامعة لعراقيات مبدعات وتبوأن مناصب قيادية لم يصل لها الرجل وهناك نساء بشجاعتهن وافكارهن احتلن مناصب كبيرة وهذا استحقاقهن وجوابا على السؤال اقول ان المرأة نعم تستطيع ان تتبوأ مناصـب قيادية بل اعلى المناصب القيادية ولكن بالتحدي والعمل المتواصل والدؤوب وان تكون لها عزيمة بان تصل الى الهدف المنشـود .

للمهتمين برعاية الأيتام والارامل