This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

«الصدقة الإلكترونية» تدر الملايين على خزائن جمعيات خيرية بعد «أعوام عجاف»
02/02/2007

يمكن القول إن الجمعيات الخيرية في السعودية وجدت علاجاً لمشكلة انخفاض إيراداتها، التي أعقبت منع الجهات الحكومية بعض أشكال عمليات جمع التبرعات إثر سلسلة الاعمال الإرهابية التي تعرضت لها البلاد منذ 2003، وقبلها أحداث «11 أيلول (سبتمبر) 2001» في أميركا.

وكشفت «ندوة الصدقة الإلكترونية»، التي عقدت في مركز الأمير سلمان الاجتماعي شرق الرياض برعاية الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان، أن بعض الجمعيات الخيرية حصدت «الملايين» من خلال هذا النوع من التبرعات الذي انطلقت فكرته من المدينة المنورة قبل خمسة أعوام بدعم من مصارف «سعودية» وفرت أرضية «تقنية» ساعدت في إنجاحها.

ومفهوم الصدقة الإلكترونية يقوم على استخدام التقنية في جمع الصدقات عبر تحويلها من المتبرعين إلى حساب جمعية خيرية ما، من طريق الإنترنت وأجهزة الصرف الآلي، الهاتف المصرفي، الشبكات في مراكز نقاط البيع، وبطاقات الفيزا، علماً أن «الصدقة الإلكترونية» تقلل مصروفات الجمعيات الخيرية، فهو مشروع لا يتطلب تنفيذه كلفة مادية كبيرة، ويقلل من الاعتماد على الكوادر البشرية، بعكس الطرق التقليدية السائدة في جمع التبرعات.
  واعتبر متحدثون في الندوة  أن «الصدقة الإلكترونية» الوسيلة المثلى لجمع التبرعات، وتحقق إيرادات ممتازة للجمعيات الخيرية «وأثبتت ذلك تجارب جمعيات محلية»، مجمعين على أنها أفضل من الطرق التي كانت تستخدم في السابق، مثل حملات جمع التبرعات من خلال الصناديق أو في الأماكن العامة والتي يستدعي تنفيذها الحصول على تصريح من الجهات الحكومية. يذكر أن السعودية منعت حملات جمع التبرعات عبر الصناديق الموزعة في الأماكن العامة أو في المساجد، من دون الحصول على ترخيص بذلك من الجهات ذات العلاقة، بعدما تبين أن الجماعات الإرهابية كانت تستغل هذا النوع من الحملات للحصول على المال.

وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية الخيرية لمكافحــة السرطان الدكتور عبدالله العمرو لـ «الحياة»: «بدأت الجمعية في تنفيذ مشروع الصدقة الإلكترونية منذ شهر رمضان الماضي وهو يهدف للوصول إلى المتبرعين عبر القنوات الإلكترونية، ونجحنا في ذلك وحققنا نتائج إيجابية كبيرة جداً»، مبيناً أن الهدف من الندوة هو أن تطلع الجمعيات الخيرية في الرياض على  الفكرة لتتبناها.

وعن حجم التبرعات التي حصدوها منذ بدء المشروع الذي رافقته حملات إعلانية في قنوات فضائية اكتفى العمرو بالقول: «إنها بالملايين»، لافتاً إلى أن 30 في المئة من دخل الجمعية خلال شهر رمضان الماضي كان عبر (الصدقة الإلكترونية)، قبل أن يرتفع إلى 50 في المئة الشهر الماضي، وأتوقع أن يكون 70 في المئة من دخل الجمعية قريباً عبر الصدقة الإلكترونية».

وذكر أن المشروع  يقلل من مصروفات الجمعية، وحاجتها إلى كوادر بشرية لجمع التبرعات، مبيناً ان «الصدقة الإلكترونية» جعلت وضع الجمعيات الخيرية (من الناحية المادية) أفضل من السابق.

وأشار رئيس الجمعية الوطنية لمكافحة السرطان إلى أنهم يطمحون إلى الإفادة أكثر من مشروع «الصدقة الإلكترونية» مستقبلاً، «لنتمكن من إنشاء وقف بـ 30 مليوناً لمصلحة الجمعية، سبق ان أعلنا عنه»، مشيراً إلى أنهم يعقدون الآمال على خدمة «الدعم المستمر» وهو أحد أشكال «الصدقة الإلكترونية»، والذي يمكن المتبرع من استقطاع مبلغ مالي من حسابه كل فترة محددة، لمصلحة جمعية خيرية أو أكثر.

 من جهته، قال مسؤول الصراف ونقاط البيع في مصرف الراجحي أحمد بن حماد، صاحب فكرة «الصدقة الإلكترونية» والذي عمل على تنفيذها مع زميل له قبل أن تنضم إليهما مجموعات من فنيين ومهندسين لـ «الحياة»: «ان الفكرة انطلقت من المدينة المنورة، وبدأ في تنفيذها مصرف الراجحي، قبل أن تشاركه مصارف أخرى بعدما امتد عملها إلى مناطق مختلفة من السعودية».

وأوضح أن الفكرة جاءت لتواكب تطورات مرحلة جديدة (بعد أحداث 11 أيلول 2001)، تحتم ضرورة مراقبة وتسهيل عملية جمع التبرعات من الجمعيات بطريقة آمنة، «لتتمكن من أداء واجباتها تجاه المواطن والوطن»، مؤكداً أنها أثبتت نجاحها بعد ان جربتها جمعيات خيرية عدة، «إذا استطاعت رفع إيراداتها في شكل كبير، وبأقل كلفة وجهد».
وأكد حماد أن هذا المشروع هو «عمل أهلي»، يحفظ التعاملات (في جمع التبرعات)، ويجعلها تتم في شكل واضح، لافتاً إلى ان فكرة «الصدقة الإلكترونية» تهدف إلى الاستفادة من خدمات الوسائط التقنية في تنمية موارد الجمعيات الخيرية. وأوضح أن المشروع الذي قامت على تنفيذه أيد وطنية، يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط. وأضاف «حتى الغرب الذي نقلنا عنهم التقنية استفدنا من هذه الأخيرة في العمل الخيري بشكل أكبر مما هو معمول لديهم، إذ أصبحت تتم التبرعات إلى جمعياتهم الخيرية عبر الإنترنت فقط، بعكس مشروعنا الذي يمكن المتبرع من استخدام الوسائط الإلكترونية كافة، سواءً الشبكات في نقاط البيع، أجهزة الصرف، أو الهاتف المصرفي، وسواها ولا يقتصر على الإنترنت فقط». 

يذكر أن أحد أشكال مشروع «الصدقة الإلكترونية» هو وضع شعارات المصارف في مواقع الجمعيات الخيرية على شبكة الإنترنت، ويستطع متصفح الإنترنت في حال رغبته في التبرع بالضغط على شعار المصرف الذي يوجد لديه حساب فيه، ومن ثم يجري عملية التحويل إلى حساب الجمعية.

نقلا عن المصدر التالي:

الرياض - عادل الثقيل  صحيفة الحياة اللندنية