This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

مخاطر العنف على الطفولة
03/06/2008

 

 

بغداد - الصباح
اصدرت منظمة الصحة العالمية دليلا علميا وعمليا من اجل مساعدة البلدان على منع العنف ضد الاطفال، فالاطفال يقعون ضحايا لمستويات مروعة من العنف، وكثيرا ما يكون ذلك على ايدي من يفترض ان يحيطونهم بالحماية

ويبين هذا الدليل الجديد الصادر عن منظمة الصحة العالمية والجمعية الدولية لمنع اساءة معاملة الاطفال واهمالهم انه منع العنف ضد الاطفال امر ممكن وواجب.وحسبما ورد في الدراسة الجديدة التي اصدرها مؤخرا الامين العام للامم المتحدة بشأن العنف ضد الاطفال فان كثيرا من العنف الذي يمارس ضد الاطفال بين سن الميلاد وسن 14 عاما يحدث لهم في المنزل وعلى ايدي والديهم والقائمين على رعايتهم وافراد اسرهم.وتلحق العواقب المترتبة على هذا العنف الضرر بصحة الاطفال وتعوق نموهم، ويمكن ان تمتد حتى سن الرشد تاركة اثارا سلبية على الصحة ومتسببة في زيادة مخاطر ان يقعوا ضحايا للعنف من جديد وان يمارسوا هم انفسهم العنف.
منع اساءة معاملة الاطفال: الهدف من اعداد دليل لاتخاذ الاجراءات. وتوفير البينات هو مساعدة البلدان على تصميم وتنفيذ برامج لمنع اساءة معاملة الاطفال من قبل والديهم والقائمين على رعايتهم. ويعد الدليل اداة عملية من شأنها ان تساعد الحكومات على تنفيذ توصيات دراسة الامم المتحدة بشأن العنف ضد الاطفال.وتبين تقارير البلدان المشار اليها في دراسة الامم المتحدة ان الاطفال الذين تقل اعمارهم عن 10 سنوات يزيد كثيرا احتمال تعرضهم للعنف الشديد على ايدي افراد اسرهم ومن لهم  علاقة وثيقة باسرهم، مقارنة باحتمال تعرض الاطفال الاكبر سنا لهذا العنف، وتفيد الدراسة ايضا بان تقديرات منظمة الصحة العالمية تشير الى ان عدد الاطفال الذين يتعرضون للعنف الجنسي المنطوي على الاغتصاب والملامسة قبل سن 18 عاماً يبلغ 73 مليون صبي و150 مليون فتاة في جميع انحاء العالم.وتظهر البحوث ان بالامكان منع اساءة معاملة الاطفال. والحاجة الى زيادة الاستثمار في منع اساءة معاملة الاطفال حاجة عاجلة وعالمية النطاق. ومن الستراتيجيات الواعدة في هذا الصدد تقليل حالات الحمل غير المرغوب فيه، وتحسين الحصول على الخدمات العالية الجودة قبل الولادة وبعدها، وتقليل المستويات الضارة من الكحول والحد من تعاطي العقاقير غير المشروعة اثناء الحمل ومن قبل الاباء والامهات الجدد، وتقديم خدمات الزيارة المنزلية من الممرضات والعاملين الاجتماعيين للاسر التي يحتمل ان تحدث داخلها اساءة المعاملة، وتدريب الوالدين على تربية الاطفال وعلى تأديبهم دون عنف وعلى مهارات حل المشاكل. ويوضح كل من دراسة الامم المتحدة والدليل ان المسؤولية عن تنفيذ هذه الستراتيجيات تقع على عاتق الحكومات، وينبغي ان تتضمن سائر اصحاب المصلحة، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية ومجالس البحوث والمجتمع الدولي.
وقال الدكتور آندرس نوردستروم، القائم باعمال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بالنيابة منذ مدة طويلة للغاية تسيطر على التصدي لمشكلة اساءة معاملة الاطفال نظم تنتهج اسلوب رد الفعل على حالات اساءة المعاملة بمجرد حدوثها بالفعل. وهناك بالفعل بينات علمية متينة بحق فيما يتعلق بمنع اساءة المعاملة بدنيا وجنسيا ونفسيا من الحدوث في المقام الاول، وقد آن الاوان للتحول عن نموذج رد الفعل الى نموذج المنع.
ويقدم الدليل الجديد الصادر عن منظمة الصحة العالمية والجمعية الدولية لمنع اساءة معاملة الاطفال واهمالهم نصائح تقنية للمهنيين العاملين في الحكومات ومؤسسات البحوث والمنظمات غير الحكومية بخصوص كيفية قياس مدى اساءة معاملة الاطفال وعواقبها، وكيفية تصميم برامج المنع وتنفيذها وتقييمها، ويشير الدليل ايضا الى ان العلاقات القوية بين اساءة معاملة الاطفال والاجحاف الاقتصادي والفقر تعني ان من المرجح ان يسهم الحد من الاجحاف والفقر اسهاما كبيرا في منع اساءة معاملة الاطفال.
وقالت آن م. فينيمان، المديرة التنفيذية لليونيسيف: اننا نرحب بالدليل الصادر عن منظمة الصحة العالمية والجمعية الدولية لمنع اساءة معاملة الاطفال واهمالهم وهذا الدليل اداة جديدة وهامة للتصدي لمشكلة العنف ضد الاطفال.ومن الجوانب الفريدة للدليل الخاص بمنع اساءة معاملة الاطفال اقراره بان اساءة معاملة الاطفال وسائر المحن التي يتعرض لها الاطفال ترتبط بطائفة واسعة من السلوكيات المنطوية على مجازفة في مراحل لاحقة من العمر، بما في ذلك التدخين والسلوكيات الجنسية المنطوية على مجازفة شديدة والحمل غير المرغوب فيه وتعاطي الكحول والعقاقير على نحو ضار.وطبقا لدراسة اجرتها منظمة الصحة العالمية مؤخرا فان آثار الاستغلال الجنسي للطفل والتي تمتد طيلة العمر تتسبب في نحو ستة في المائة من حالات الاكتئاب، وستة في المائة من حالات اساءة استعمال الكحول و/ او العقاقير او ادمانهما، وثمانية في المائة من محاولات الانتحار، و10 بالمائة من اضطرابات الهلع و27 بالمائة من اضطرابات الاجهاد التالي للصدمات. ويمكن لعوامل الاخطار والسلوكيات هذه ان تؤدي الى بعض الاسباب الاساسية للوفاة والمرض والعجز.

للمهتمين برعاية الاطفال وحمايتهم