وكالات:
حذر رئيس لجنة الاهوار في مجلس محافظة ذي قار المهندس حسن وريوش الاسدي من تداعيات انخفاض مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات وتأثيرها على نوعية المياه وطبيعة

الحياة الاقتصادية والاجتماعية والصحية وتكاثر الأحياء المائية في مناطق الاهوار. وأوضح الاسدي: الذي يشغل منصب المعاون الفني لرئيس مجلس محافظة ذي قار لـ(المدى):
تتأثر طبيعة الاهوار الوسطى وهور الحمار التي تشكل القسم الأكبر من مناطق اهوار الناصرية بصورة مباشرة بارتفاع وانخفاض مناسيب نهري دجلة والفرات فكلما انخفضت مناسيب النهرين انحسرت المياه وأصبحت مناطق الاهوار أشبه ما تكون بالمستنقعات المغلقة وهي حاليا تمر بأسوأ حالاتها نتيجة شحه المياه التي تشهدها البلاد حاليا. مشيرا الى ان انخفاض المناسيب أدى إلى ما يشبه الكارثة البيئية نتيجة تأثير ركود المياه على نوعية وحياة الأحياء المائية مؤكدا ان بعض نوعيات الأسماك التي كانت تشتهر بها مناطق الاهوار كالبني والقطان أصبحت معدومة في الوقت الحاضر. وأشار رئيس لجنة الاهوار إلى خطة طموحة تتبناها حاليا وزارة الزراعة ومركز علوم البحار وجامعة ذي قار لإكثار النوعيات المذكورة من الأسماك في مناطق الاهوار عبر إطلاق كميات كبيرة من الاصبعيات لافتا إلى أن الخطة المذكورة ستصطدم مستقبلا بشحه المياه وانخفاض المناسيب التي ستؤدي على تغير كبير في طبيعة ونوعية المياه.
وكانت الهيئة العامة لتنمية الأسماك في وزارة الزراعة قد أطلقت العام الماضي مليونين ونصف المليون إصبعية كارب في أهوار محافظتي ذي قار وميسان. فيما أطلقت مؤخرا الدفعة الأولى من أصبعيات الأسماك في أهوار محافظة ذي قار البالغة 300 ألف إصبعية ضمن برنامج أعدته لتعويض أعداد الأسماك التي تراجعت خلال العقود الثلاثة الماضية في مناطق الاهوار التي كانت ترفد البلاد بأكثر من 50 بالمائة من حاجتها من الأسماك.
ومن جانبه أكد المهندس علي حسين رداد مدير ناحية الإصلاح المدينة المتأخمة لاهوار أبو زرك في الناصرية تأثير شحه المياه على المساحات المزروعة بالحنطة والشعير وحرمان آلاف الفلاحين والمزارعين من مزاولة مهنة الزراعة التي يعتمدون عليها كليا في مصادر عيشهم مشيرا إلى أن ناحية الإصلاح التي كانت تعد في السابق سلة غذاء مدينة الناصرية التي يقدر عدد نفوسها بأكثر من مليون وثمانمائة ألف نسمة أصبحت اليوم لا تؤمن حتى احتياجات سكان الناحية الأساسية من الخضراوات والمحاصيل الزراعية.
فيما حذر رئيس المجلس البلدي في قضاء الجبايش احمد كاظم سلمان في تصريحات صحفية من تداعيات انخفاض مناسيب المياه وما ينتج عنها من شحه على حياة سكان الاهوار مشيرا إلى أن الشحة أثرت سلبا على صحة الإنسان والحيوان معا فضلا عن تأثيرها المباشر على الأحياء والكائنات المائية مؤكدا أن الكثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والصحية التي اختفت وتراجعت عقب عودة الاهوار مطلع 2003 أخذت في الظهور في الآونة الأخيرة .
ويواجه التنوع البيئي والبايولوجي في مناطق الاهوار المغمورة بالمياه حاليا والتي تقدر بـ50 % من إجمالي مساحات اهوار الناصرية قبل التجفيف البالغة 1،048،000 دونم مشاكل كبيرة من أبرزها ظاهرة ركود المياه الناجمة عن شحه المياه وانتشار السداد الأمنية التي أقامها النظام السابق أبان حملة تجفيف الاهوار مطلع تسعينيات القرن الماضي الأمر الذي حال من دون إكمال مياه الاهوار لدورتها الطبيعية وتمركزها في مناطق دون أخرى .
وتوقعت مصادر رسمية مطلعة انخفاض مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات بمقدار 25% عما كانت عليه في العام الماضي الأمر الذي استدعى تدخل الجهات الرسمية في منع زراعة محصول الشلب في عدد من المناطق الجنوبية ومنها محافظة ذي قار التي تشتهر بزراعة أفضل أنواع رز العنبر في المناطق المتآخمة لأهوار الناصرية ولاسيما قضاء سوق الشيوخ وذلك في خطوة لتقليص استهلاك الكميات الكبيرة من المياه التي تتطلبها عملية زراعة محصول الشلب.

المصدر:المدى

اضغط على الرابط التالي واقرأ المزيد:

للمهتمين بمكافحة التلوث البيئي وتدوير النفايات