بغداد - حسن الربيعي- الصباح
بدأت معاناة العوائل تتعمق مع بدايات الصيف وتراجع ساعات تجهيز الكهرباء وانخفاض كميات المياه، او التخوف منها كونها غير صالحة للاستهلاك ،التي ادت الى اتساع حجم الاصابات بين الاطفال جراء ذلك.عند تقاطعات الشوارع وفي الساحات
ازدادت اعداد المتسولين وبائعي الماء المعلب وقناني المشروبات الغازية وادوات التبريد اليدوية (المهفة) وصور اخرى كثيرة تعيد المشهد السنوي الصيفي الذي لايرحم بسبب اثاره الصحية وانعكاساتها على الحالة المادية والاجتماعية.
ابو مصطفى عاطل عن العمل واب لثلاثة اطفال قال: بدأنا مسيرة التحدي للصيف من خلال تامين عنصرين يحتاجان الى موارد مالية كبيرة تطغي على معظم احتياجات العائلة. وهما توفير مادة الثلج وباسعار بدأت منذ الان بـ4 آلاف دينار وهي مرشحة للصعود وترتبط بعلاقة وثيقة مع ساعات الكهرباء ،كلما ازدادت ساعات القطع ارتفعت الاسعار.
اما الباب الثاني فهو باب تامين الوقود للمولد البيتي الذي تحاول العوائل بواسطته التخفيف من حدة الحر بتشغيل ساعات تصل كلفها احيانا الى اكثر من خمسة الاف دينار يوميا علاوة على بدل الاشتراك في المولد العام الذي وصل سعر الامبير الى 15 الف دينار.
الامران السابقان المستحدثان في فصل الصيف او المطلوبان اكثر من غيرهما كما يوضح ابو الوليد صاحب مطعم الريم في شارع فلسطين يتركان اثارا مباشرة على ميزانية الاسرة فلا يمكن تخزين اية مادة غذائية زائدة فتضطر العائلة لرميها وهي بأمس الحاجة اليها اضافة الى التزامات كثيرة اخرى لها مساس بحياة العائلة.
ابو كرار مضمد صحي في منطقة سكنية في بغداد قال: مع الصيف تبدأ معاناة العوائل باستخدام الثلج غير الصالح للاستخدام وتنتشر الامراض المعدية وخاصة عند الاطفال جراء استخدام المواد الغذائية الفاسدة بما في ذلك الحليب وترتفع حالات التسمم خاصة عند تناول مشتقات الالبان واقصد الاجبان المصنعة محليا التي لاتتوفر لها امكانات التبريد.
محمد جواد خريج كلية القانون قال: نحن نسعى لتطبيق وتشريع قوانين حماية المستهلك من الغش التجاري وتتعرض مكونات المجتمع المختلفة لمختلف الانتهاكات جراء عدم وجود الخدمات الاساسية مثل الكهرباء والماء التي تفوق اثارها على المعروض السلعي الفاسد.
من باب اولى تخفيف معاناة المواطن بالمراقبة الشديدة للماء المعبأ بقناني كبيرة او صغيرة او اية معروضات اخرى خلال الصيف.
المدرس عقيل الربيعي قال: ان الفترة الحالية مهمة للطلبة الذين يؤدون الامتحانات النهائية ومع الاسف الاجواء ليست مناسبة لهم اطلاقا بسبب انقطاع الكهرباء المتواصل وعدم وجود البيئة الاعتيادية للدراسة.
هنالك اثار معكوسة على مستويات الطلبة والاسباب باعتقادي ترجع الى الجو والصيف والغبار ومراكز الامتحانات غير المكــــيفة.
صور كثيرة تلمسها وانت تتجول في العاصمة رغم جهود امانة بغداد فان المناطق الخضراء اصبحت مهددة هي الاخرى وان العاصمة بحاجة الى حملات اعمار استثنائية والمشهد الصيفي يتكرر منذ عدة سنوات رغم تصاعد الوعود من قبل الجهات المعنية التي قد نتلمس لها الاعذار لكن ليس الى امد قد يطول كما يقول العديد من المواطنين ممن التقيناهم ولم ننقل كلماتهم الحادة لكن الجميع يشتركون في نهايات واحدة مشروعة وهي ان التعايش مع الازمات مرفوض ولابد من ايجاد الحلول السريعة للازمات المزمنة.