This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

معاقون بلا أطراف صناعية أو باطراف سريعة التلف
12/06/2008

 

 

 

العراق - اصوات العراق

يتنقل ابو اركان ،وهو يحمل بين يديه ساقه الصناعية التي انكسرت اثناء عمله في ورشة حدادة ، بين محلات النجارين ومعمل صناعة الاطراف دون كلل سعيا الى ايجاد طرف بديل يعينه على الاستمرار بالعمل وكسب الرزق .
فقد أبو أركان ساقه إثر تفجر لغم في البصرة خلال الحرب العراقية-الايرانية ، ومنذ ذلك اليوم وهو يغير ساقه بين فترة وأخرى وعلية أن ينتظر "فترات طويلة بلا ساق لحين حصولي على ساق جديدة"حتى انه اضطر ذات يوم الى" صناعة ساق خشبية عند النجار لعدم توفر المواد لدى المعمل."
 المتقاعد الستيني أبو علي قطعت ساقه بسبب مرض السكري. يراجع أبو على معمل الأطراف الصناعية أسبوعيا على بعد المسافة وانقطاع وسائط النقل العامة . وهذا التنقل بالسيارات الخاصة يكلفه، فوق الجهد،

مبالغ لا طاقة له على تحملها، وفوق ذلك تتردى حالته الصحية يوما بعد يوم. ويقول لـ(اصوات العراق) انه " يجهل السبب وراء تلكؤ المعمل عن توفير ساق صناعية لي على الرغم من مرور عدة اشهر على تقديمي للطلب" .
مدير مركز التأهيل الطبي عماد خضير هادي يوضح سبب هذا اللكؤ ويقول ان المركز ، الذي يغطي حاجات بغداد والمحافظات ، تأسس عام 1982 وان كان تاريخه يمتد لخمسينيات وستينيات القرن الماضي ، ويضم أقسام "العيادة الخارجية والعلاج الطبي والمختبر ومخزن لصرف المعينات كحزام الظهر والعكازات".
اما القسم الثاني فيشمل "مصنع الاطراف الصناعية والمساند المعدنية والبلاستيكية والاحذية الطبية والمشدات إضافة للاطراف الصناعية العليا والسفلى".
لم يسلم هذا المركز من موجة السلب والنهب اثناء احداث نيسان 2003 . وقدر مدير المركز بأنها "طالت 80% من موجوداته"  الا ان السنوات الاربع الماضية "شهدت تعويضا من قبل وزارة الصحة ومنظمات انسانية اخرى " لكن النقص يبقى كبيرا إزاء تزايد عدد المعوقين ، ويتركز النقص كما يقول المدير " في المواد الاولية الداخلة في صناعة الاطراف " مبينا "لم نستلم الا دفعة واحدة من طلباتنا  خلال السنوات الخمس الماضية."
وأشار المدير الى نواقص أخرى مثل قلة الكوادر الفنية وبعد المركز عن المدينة. المسؤول الاعلامي في دائرة صحة الرصافة اعتبر " الاطراف الصناعية اهم ما يفتقد اليه المعاقون " موضحا بان هناك في بغداد ثلاثة مصانع للاطراف، بالاضافة الى المصانع الموجودة في المحافظات " لكن المشكلة التي تواجه هذه المصانع بصورة عامة هي قلة الملاك وشحة المواد الاولية الداخلة في هذه الصناعة" مشيرا الى ان المواد الاولية كانت "تستورد قبل العام 2003 عن طريق العقود، ونحن نحاول تسريع عملية وصول هذه المواد من الشركات الرصينة " وتابع " حاليا نعتمد على مواد الصليب الاحمر التي توفر اطرافا مؤقتة تستبدل كل عامين كحد اقصى" منوها الى ان اطراف الصليب الاحمر" كانت ضرورية في فترة التسعينات من القرن الماضي بسبب الحصار الاقتصادي،اما اليوم فالطريق مفتوح امام الاستيراد، ومع ذلك لازلنا نستخدم نفس الطرق والمواد القديمة."
وحول حجم الانتاج ومدى كفايته اشار المسؤول الاعلامي الى ان "الانتاج قليل ولايسد الطلب المتزايد، ووجود ثلاثة او اربعة فنيين متخصصين في كل معمل عملية مربكة وتتسبب في تاخير حصول المعاق على الطرف ، اذ قد يحتاج المعاق الى فترة تتراوح بين سبعة الى تسعة اشهر حتى يحصل على حاجته ."
وتعطي الطبيبة الممارسة في معمل الاطراف الصناعية ببغداد ايناس مهدي حسين رقما تقريبا لاعداد المبتورين الذين يتقدمون بطلب طرف صناعي قدرته بـ" اكثر من مائتي معاق شهريا" مؤكدة على ان "اعدادهم في تزايد مستمر بسبب العبوات والسيارات المفخخة والقصف والاطلاقات النارية" بالاضافة الى "حوادث السير وكبار السن من المصابين  بمرض السكري" مشيرة الى ان المصنع يستقبل المعاقين "من جميع انحاء العراق  وخصوصا الوسط والجنوب".
لافتة الى ان المصنع يقوم بتزويد المبتور باطراف"ما تحت الركبة عن طريق  الهلال الاحمر" لكن الاشكال الكبير "اننا وصلنا الى مرحلة ايقاف التصنيع في الوقت الحالي" نظرا لعدم توفر "المواد الاولية اللازمة" ومنوهة الى ان" نوعية الاطراف المصنوعة لاتتحمل وزن وحركة المريض" الا انهم يضطرون لصناعتها لتمشية الحال " لأن أغلب المصابين اصحاب عوائل واعمال ،ومنهم النجار والحداد والكاسب، وهؤلاء بحاجة للأطراف "حتى لو لم يكن عالية الجودة".
وشددت حسين على ان الخلل "ليس في التقني او الطبيب،بل في المواد الرديئة التي لا تفي بالمتطلبات،خصوصا الاطراف السفلى" لافتة الى ان العمل "تقريبا سيتوقف اذا لم تصل مواد اولية قريبا "
المواد الأولية ليست العائق الوحيد ، إنما المكائن أيضا ، فقد انتهت صلاحيتها "منذ أكثر من ثلاثين عاما كما يقول التقني حسن عبد الباري " ولاتتوفر فيها الشروط الصحية للحفاظ على صحة العاملين .
ما الجانب الآخر من المعاناة فيصفه عبد الباري بالخطأ الطبي اثناء عملية البتر الجراحية" موضحا أن مشكلة الجراحين " لا يأخذون بنظر الاعتبار ان المريض سيحصل على طرف صناعي، لذلك يبقون انسجة كثيرة او عظم صغير لايفيد اصلا صاحب البتر" مما يضطرهم "لارساله مرة اخرى لاجراء عملية ثانية" الا انه يستدرك " لا يمكن ان نلوم الجراح الذي تاتيه في غرفة الطواريء اثناء التفجيرات عشرات الحالات فيضطر الى اداء عمله بشكل سريع لانقاذ الارواح".
وعن مراحل تصنيع الطرف يقول عبد الباري ان على المريض ان يمر بثلاث مراحل وصولا الى استلام الطرف الصناعي ،التشخيص ،العلاج الطبيعي،تمارين رياضية لتعلم المشي على طرف صناعي . اما امرحلة الاخيرة فهي "اعطاء موعد لصب القالب ليستلم المريض طرفه في غضون عشرة ايام الى اسبوعين" منوها الى ان هذه العملية " تتطلب احيانا عدة اشهر."
وحول اهم المشاكل التي يتعرض لها المعاق يقول" اهم مشكلة لدينا هي رداءة المواد المستعملة في صناعة الاطراف" مشيرا الى ان "بعض المبتورين يعودون خلال اسبوع او شهر لان الطرف الصناعي أصبح تالفا ،بل وصل الامر الى ان احدهم وصل الى باب المركز وعاد حاملا ساقه الصناعية مكسورة."
م د( تحق) زح

اضغط على الرابط التالي واقرا المزيد:

للمهتمين برعاية ذوي الاحتياجات الخاصة