This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

القروض الميسّرة أنعشت الزراعة في كربلاء
24/06/2008

 

 

كربلاء - الصباح
لم تعد الزراعة تعني أرضا خصبة خالية من الأملاح والمبازل والمياه بل تعني خططاً علمية وإمكانيات مادية تمثل مستلزمات  نجاحها.. ولان الزراعة في العراق مرت بمراحل متعددة من الإهمال حتى تحولت اراضيه التي كانت في يوم ما (ارض السواد) إلى ارضٍ الملح والعاقول كما قال احد الفلاحين

وهو ينظر إلى  أرضه بحسرة لافتقاده القدرة المادية على إعادتها إلى طبيعتها التي كانت عليها قبل ثلاثين سنة حين كانت تنتج أصنافا عديدة من المنتجات الزراعية. وكربلاء واحدة من المدن التي تسعى للنهوض بواقعها الزراعي وتنفض عنها غبار الإهمال الذي امتد لسنين طويلة فان واحدة من تلك الخطط التي اعتمدت الدائرة عليها لتطوير الزراعة هي القروض الميسرة للفلاحين .
 تخلف الفلاح
يقول المهندس آمال الدين الهر مدير زراعة كربلاء: إن القطاع الزراعي عانى من تدهور كبير في العقود الأخيرة ليس بسبب الإهمال من قبل الحكومات فحسب وإنما لعدم قدرة المزارعين والفلاحين على مواكبة التطور الحاصل في مختلف عمليات الإنتاج بدءا من البذار إلى التسميد والمكافحة وطرق الري وصولا إلى جني الثمار.. فقد ظلت مزارعنا وفلاحنا أسيرا الطرق القديمة والتقليدية المتخلفة في الزراعة والتي أدت إلى انخفاض الإنتاج كما ونوعا ما انعكس ذلك على عدم قدرته على الإيفاء بالمتطلبات المالية لتكاليف الإنتاج وبالتالي أدى ذلك إلى هجر العديد من الفلاحين لأراضيهم بحثا عن رزق آخر.
خطط
يقول الهر: وضعنا العديد من الخطط الكفيلة بالسير بالإنتاج الزراعي إلى الإمام وزيادة معدلات الإنتاج من خلال إدخال أصناف جديدة للمحاصيل ذات المناشئ العالمية المعروفة التي تتميز بإنتاجيتها العالية ونوعياتها الجيدة ومقاومتها للأمراض الفايروسية واستخدام الطرق والتقنيات الحديثة والمتطورة في السقي والتسميد وهذا لم يأت من فراغ وإنما جاء عن طريق تقديم الدعم المادي للمزارعين والفلاحين من خلال صندوق قروض الفلاحين الميسر والذي يعد واحدا من أهم العوامل التي ساعدت على زراعة أصناف جديدة من المحاصيل الخضرية ولأول مرة في العراق وساهمت في رفع معدلات الإنتاج من خلال تقديمه قروضا مالية إلى مئات الفلاحين في مختلف مناطق العراق.. ولعل محافظة كربلاء من أكثر المحافظات التي استفادت من القروض التي يقدمها صندوق قروض الفلاحين الميسر خاصة في مجال زراعة محصول الطماطم في المناطق الصحراوية والطينية الذي لاقى نجاحا منقطع النظير وأدى إلى توافد مئات الفلاحين والمزارعين إلى مديرية زراعة كربلاء من اجل الحصول على قروض مالية من المصرف الزراعي لتنفيذ مشاريع البيوت البلاستيكية الحديثة وفق المواصفات التي وضعتها الوزارة والتي يتوجب تنفيذها من قبل المستفيدين من القروض وهي استخدام البيوت البلاستيكية العالية ذات المواصفات العالمية وإدخال التقنيات المتطورة في الزراعة كالري والتسميد والتدفئة والتبريد إضافة إلى استخدام البذور الهجينة ومن مناشئ عالمية معروفة تتميز بإنتاجيتها العالية ونوعياتها الجيدة.
اهداف
-الهدف من إنشاء هذا الصندوق هو تشجيع المزارعين من أصحاب الدخل المحدود لغرض استغلال أراضيهم باستخدام الطرق الحديثة في الزراعة .. وقد جاء هذا ضمن توجهات وزارة الزراعة بإدخال زراعة الطماطم ضمن الخطة الاستثمارية التي أعدت بالتعاون مع وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي كمشروع بحثي إرشادي قامت مديرية زراعة كربلاء المقدسة بتطبيق هذه التجربة في المناطق الصحراوية وتم بناء (5) بيوت بلاستيكية من خلال مشروع تنمية الطماطم بمساحة (5) دونمات وقامت الكوادر المتخصصة بزراعة عشرات الأصناف من البذور الهجينة ومن مناشئ عالمية معروفة هولندية وفرنسية وأميركية وحققت نجاحا باهرا من حيث جودة الإنتاج وغزارته وجدواه الاقتصادية.. وبعد هذه المرحلة البحثية تم تطبيق المحور الثاني من توجهات الوزارة وهو المحور الإرشادي إذ تم الاتصال بالفلاحين والمزارعين في كربلاء وعقدت لهم دورات إرشادية ميدانية داخل البيوت البلاستيكية لإطلاعهم على هذه التجربة الرائدة ..
  مزارعون
الخطط توضع لكي تنفذ..الا إن الخطط الزراعية كما هي الخطط الصناعية في بعض مراحلها لا يكون التطبيق من قبل الجهة التي وضعت الخطط بل الجهة التي تستفيد منها..وفي الحال الزراعي فان الفلاح هو الجهة المستفيدة من خطط الإقراض..وفي داخل مزرعة المزارع محمد عودة كاظم الغانمي احد المستفيدين من القروض الميسرة سألته عن عدد البيوت التي أنشأها.
- من المفترض أن أقوم بإنشاء خمسة بيوت بلاستيكية كما محدد بشروط القرض إلا إنني وبعد مشاهدة الإنتاجية العالية والنوعيات الجيدة للبيوت المحمية التي أنشأتها مديرية زراعة كربلاء الخاصة بمشروع تنمية الطماطم شجعني على خوض التجربة بحجم اكبر إذ قمت بإنشاء (14) بيتا بلاستيكيا وفق المواصفات العالمية والمثبتة في الكشوفات التي وضعتها مديرية زراعة كربلاء .
واوضح الغانمي في البداية اتجهت لزراعة ستة بيوت بمحصول الطماطم مساحة البيت الواحد (500) متر مربع وبذور الطماطم التي تمت زراعتها هي أصناف الشروق واوديسا و قمت أيضا بزراعة (8) بيوت بمحصول الخيار من صنفي(هاوزر) و(توشكا) الأميركي المنشأ إضافة إلى زراعة العديد من المحاصيل الخضرية كالباذنجان والفلفل البارد والحار والشجر كمحاصيل ثانوية متداخلة مع محصولي الطماطم والخيار من اجل تجربتها وزراعتها في المواسم المقبلة ان شاء الله.
وبين: ان تجربة القروض الميسرة التي تدعم المزارعين والفلاحين من خلال صندوق دعم المزارعين لإقامة مشاريع زراعية (بيوت محمية) وفق المواصفات العالمية وباستخدام الطرق الحديثة في الري والتسميد والتدفئة والتبريد إضافة إلى استخدام أصناف عالية الجودة من حيث الإنتاج والنوعية ومقاومة الإمراض الفايروسية من أهم التجارب التي تطبق في العراق والتي ساهمت رغم كونها في مراحلها الأولى في توفير كميات لا باس بها من المحاصيل الخضرية ورفدها إلى السوق المحلية وبالتأكيد إن هذه التجربة فيما لو استمرت بوتائر متصاعدة ستصل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي وتوفير كميات كبيرة من الأموال إلى الاقتصاد العراقي كانت تذهب إلى الدول المجاورة من جراء استيراد الخضر من أسواقها .
*وهل هذه المشاريع ذات جدوى اقتصادية لكم كمزارعين؟

الجدوى الاقتصادية متوفرة في هذه المشاريع من حيث كمية الإنتاج ونوعياته حيث إن انتهاج الطرق الزراعية العلمية في البيوت البلاستيكية ساعدنا كثيرا في تقليل كلف الإنتاج حيث يتميز العمل بها بانخفاض الأيدي العاملة وانخفاض كميات الماء المستعملة يقابلها نوعيات جيدة من الإنتاج وكميات كبيرة ومجزية
انتاجية
في بيت بلاستيكي آخر وجدنا المزارع رياض شنان الجبوري منهمكا في مراقبة الزرع الأخضر فسألناه عن مشروع القروض الميسرة.
 فاجاب هذه التجربة جديدة على واقعنا الزراعي حيث تعودنا على استخدام البيوت البلاستيكية الواطئة التي تتميز بإنتاجيتها الواطئة نتيجة لاستخدام البذور ذات الإنتاجية الواطئة وعدم قدرتها على تحمل الأمراض وليست لها القدرة على تحملها للظروف الجوية لذلك لم تكن مجدية اقتصاديا وتكبدنا خسائر كبيرة ولكن بعد أن منحنا قروضا زراعية من صندوق إقراض الفلاحين بالتعاون مع المصرف الزراعي ونفذنا البيوت العالية ذات المواصفات العالمية استطعنا أن نعرف الفرق الكبير بين الطريقتين خاصة باستخدام الطرق الحديثة في الزراعة من ري بالتنقيط والتسميد بالرش واستخدام منظومات التدفئة والتبريد واستخدام بذور ذات مناشئ عالمية من النوع المتسلق والتي تمتاز بإنتاجيتها العالية ونوعياتها الجيدة ونأمل من وزارة الزراعة ان تستمر بتقديم القروض الميسرة للفلاحين والمزارعين من اجل زيادة الإنتاج والذي سيؤدي إلى تقليل نسب البطالة في المجتمع لقدرة هذه المزارع على استيعاب أعداد كبيرة من الشباب.
القروض في المناطق المروية
لم تقتصر القروض على مزارعي المناطق الصحراوية بل شملت أيضا المناطق الطينية المروية التي تقع في المناطق الزراعية المستغلة سابقا والمزارع محسن الطائي احد المستفيدين من هذه القروض قال: ان مشروع قروض صندوق الفلاحين الميسر لم يقتصر على المزارع الصحراوية وإنما شمل أيضا المناطق المروية واستطعنا من خلال الاستفادة من هذا القرض أن نواكب التطور الحاصل في العمليات الزراعية من ري وتسميد ومكافحة إضـافة إلى استخدام البذور ذات المناشئ العالمية التي تمتاز بانتاجياتها العالية ونوعياتها الجيدة وهذا ماحقق لنا الجدوى الاقتصادية من إقامة مثل هكذا مشاريع التي كنا نفتقر لها في السابق واعتمادنا على الطرق التقليدية في الزراعة التي لا تحقق لنا أي مردود اقتصـادي بل تكلفنا أحيـانا خسائر كبيرة.