This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

باحثون وطلبة دراسات عليا يشكون قلة المصادر العلمية وقدمها
25/06/2008

 

 

 اصوات العراق

أبدى باحثون وطلبة دراسات عليا من جامعات عراقية مختلفة معاناتهم من عدم وفرة المصادر العلمية لكتابة بحوثهم في ظل تخلف واقع المكتبات المتوفرة، الجامعية منها أو العامة والأهلية، وعدم مواكبتها للمنتج العلمي العالمي في مجالات مختلفة.  
يصف طالب الماجستير مصطفى هيل الأنباري من جامعة كربلاء للوكالة المستقلة للأنباء (أصوات العراق) المكتبات العلمية في معظم الجامعات العراقية بأنها "فقيرة المصادر والكتب ولاسيما للمجالات العلمية الحديثة."
وأضاف"معظم المصادر أو الكتب تمتاز بكونها غير مواكبة للتطور الذي حصل في موضوع البحث الذي يريد طالب الماجستير أن يكتب فيه بحثه أو يقدم ورقة عمل تتعلق به."
وأعرب عن أسفه حول طريقة البحث في معظم المكتبات التي وصفها بأنها "كلاسيكية" موضحا ذلك بأنه "ما تزال عملية البحث عن الكتاب في (مجرات) الكارتات التي تحمل اسم الكتاب وهذا يتطلب جهدا ووقتا من الباحث"
ويؤكد عماد عبد الرسول احد مسؤولي مكتبة جامعة كربلاء ذلك بقوله إن "المصادر قليلة من ناحية الحداثة في المكتبة التي تأسست حديثا في عام 2006 ."
واضاف لـ (اصوات العراق) ان "الجامعة حين تأسست في تسعينيات القرن الماضي كانت تابعة لجامعة بابل وفي عام 2002 استقلت كجامعة أم وهذا احتاج إلى وقت لكي يكون البناء تدريجيا حتى اكتملت بناية المكتبة"
وأشار"عدد العناوين في المكتبة وصل إلى 13 ألف عنوان في جميع التخصصات العلمية والإنسانية وفيها أيضا 1000 مجلة في التخصصات المختلفة"
وتوجد في جامعة كربلاء (110كم جنوب غرب بغداد) كليات التربية والإدارة والاقتصاد والقانون والعلوم والهندسة والصيدلة والطب والزراعة وقسم التربية الرياضية.
وتابع عبد الرسول"مصادر تزويد المكتبة تعتمد على طريقة الشراء من المعارض المحلية والدولية وباعة الكتب بالإضافة إلى الإهداء وهذه طريقة قد لا تواكب ما يحتاجه طالب البحث من مصادر حديثة"
ويبقى الطالب في حيرة من أمره إذا لم يجد ضالته في الكتب في مكتبة الجامعة أو المواقع الالكترونية خاصة إذا ما كان بحثه يريد التجديد كما يبدو ذلك على  طالب الماجستير أوس رزاق هادي، مؤكدا ان "المكتبات عموما فقيرة بالمصادر الحديثة وحتى وان توفر عدد منها إلا انه لا يصل إلى مستوى الطموح، مقارنة مع ما يتطلبه البحث العلمي من مصادر تسهم في إنضاجه بالشكل التمثل"
وأضاف" عملية شراء المصادر من المكتبات الأهلية تتطلب مبالغ كثيرة  وتثقل كاهل طالب الدراسات العليا، فضلا عن انها محدودة واغلبها حسب متطلبات السوق لا الحاجة العلمية."
اما طالبة الماجستير وصال مؤيد فتقول ان " واقع المكتبات بحاجة إلى التفاتة مهمة وعاجلة من الدولة وكذلك من الجهات الثقافية ذات العلاقة، موضحة بان المكتبة لا تقل أهمية عن جوانب الحياة الأخرى ."
وأشارت"التطور العلمي شمل الإصدارات العلمية بشكل مكثف إلا إن العراق لم يشهد مواكبة هذا الجانب"
وتلفت الطالبة وصال إلى إن"هناك مكتبات أصبحت تبيع الكتب عن طريق الانترنت وهذه القضية تتطلب إيجاد بطاقات خاصة يتم من خلالها أجراء عملية الشراء"
وفي جامعة ميسان (290كم جنوب العاصمة بغداد)، تقول  طالبة الدراسات العليا  مروة رياض  سالم  ان  الاستفادة محدودة من المكتبات الجامعية وخاصة لطلبة الدراسات العليا الذين لايحصلون على مايحتاجون

من مصادر."
وبينت ان  المكتبة الجامعية تفتقر الى عدد كبير من الكتب والمصادر وتعتمد على مايهدى لها من مجلات دورية  ومصادر محدودة. مطالبة  وزارة التعليم العالي بالاهتمام بالمكتبات الجامعية  وتوفير الكتب والمصادر المهمة التي يحتاجها الطالب خلال دراسته الجامعية.
وبالنظر لحداثة تأسيس جامعة ميسان والتي تأسست عام 2006  فانه توجد مكتبة مركزية واحدة في الجامعة لخمس كليات وهي كلية التربية وكلية التربية الرياضية وكلية التربية الأساس وكلية القانون وكلية الإدارة والاقتصاد.
اما بالنسبة إلى توفر المصادر العلمية الحديثة في المكتبة فتقول أمينة المكتبة سميرة طاهر لـ (اصوات العراق) ان "المصادر قليلة جدا ولاتكفي لجميع الطلبة، ولاتوجد إصدارات جديدة سوى بعض المجلات العلمية التي وصلتنا من جامعة بغداد وجامعة المستنصرية وجامعة القادسية  بالإضافة الى 98 اطروحة ماجستير ودكتوراه."
وتقدم امينة المكتبة احصائية بعدد العناوين المتوفرة في الجامعة تبلغ  906 عنوان  في مختلف المجالات و 58 قرص مدمج يحتوي كل منها على 400 كتاب.
واضافت "بسبب محدودية المصادر فان البعض من الباحثين وطلبة الدراسات  لايجدون  العنوان الذي يناسب بحثوهم او دراستهم، اما إجراءات مواكبة المنتج العلمي الحديث فهي أيضا محدودة وتقتصر على بعض أقسام الكليات التي تقوم بشراء بعض المصادر التي تحتاجها وتهديها الى المكتبة."
ويقول الباحث الدكتور علي الغانمي ان "العراق لازال متخلفا في البنى التحتية للبحث العلمي." مبينا ان " الباحث يحتاج الى قنوات تواصل مع المنتج العلمي الجديد والمعاصر لكن مكتباتنا لاتواكبه، فضلا عن عدم تمكننا من استغلال وسيلة الانترنت والشراء منها بسبب عدم وجود آلية متاحة لذلك."
وفي جامعة ذي قار (390كم جنوب العاصمة بغداد) التي تاسست عام 2002 ، قال طالب الماجستير جمعة ثجيل عكلة " إن هناك نقص حاد في بعض الاختصاصات ومنها التاريخ الأوربي يكاد يكون معدوم في مكتبات الجامعة ".
وأضاف ر" على الرغم من كثرة المكتبات في جامعة ذي قار الا اننا لانجد المصادر التي نحتاجها في اختصاصنا وهو التاريخ الأوربي ".
ويشاركه الراي الباحث من مركز البحوث النفسية سمير سلام الذي قال انه يسافر مضطرا الى بغداد للبحث في مكتباتها رغم خطورة الوضع الامني ليجد ضالته."
واضاف ان معظم الباحثين يعتمدون على المصادر التي توفرها الانترنت فيما تفتقر مكتبات الجامعة والعامة في المحافظة الى ماهو جديد ومتنوع."  
فيما قال مسؤول المكتبة المركزية في جامعة ذي قار " إن الجامعة تحتوى على مكتبات في كليات الآداب والتربية والعلوم والقانون وانها غنية بالمصادر والمراجع التي يحتاجها الطلبة في كلياتهم ".
وأضاف الدكتور رعد هاشم عبود لـ (اصوات العراق) " أما بالنسبة  للمكتبة المركزية والتي تعتبر المكتبة ألام فى الجامعة فأنها  تحتوي على 15000 ألف عنونا مختلف و4000 قرص مدمج و2000 أطروحة ماجستير ودكتوراه في مختلف الاختصاصات الإنكليزية منها والعربية ".
وأوضح إن أعداد الرواد والباحثين للمكتبة المركزية يتراوح بين 150-200 باحث أكاديمي  يرتادون المكتبة المركزية وان هناك 6000 عنوان في مختلف الاختصاصات مسجل حاليا ضمن الإعارة لهؤلاء

الطلبة والباحثين ".
لكن طالب الدكتوراه علي راجي يقول ان معظم العناوين المتوفرة في المكتبة تعود الى ستينيات وسبعينيات القرن الماضي في مجال تخصصه بعلوم الحياة.
وحسب اساتذة وطلبة في جامعة البصرة ( 590كم جنوب العاصمة بغداد) يوجد في كل كلية من كليات جامعة البصرة مكتبة ولكن "اغلب هذه المكتبات فقيرة بالقياس الى فترة الثمانينات من القرن الماضي."
وقال  مدير مكتبة كلية الفنون في جامعة البصرة "ان كتب الفنون غير متوفرة في الأسواق منذ سقوط النظام ولحد الان وقد حصلنا على كتب من دولة الكويت ومصر ولكن هذه الكتب كانت تخص الفن المصري ولكنها بنفس الوقت تعد مصادر حديثة بالنسبة الى الطلبة "
واضاف حميد طاهرلـ(اصوات العراق ) "لاتوجد لدينا تقنيات حديثة باسترجاع المعلومات، ولازلنا في النظام القديم الذي يعتمد البطاقة ،وحتى ان وجدت التقنيات الحديثة فلا نستطيع استخدامها بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وتلك مشكلة نعاني منها ويعاني ايضا رواد المكتبة منها ".
ولفت "اننا نغطي متطلبات الطلبة الذين يدرسون الفنون فضلا عن الخدمات لطلاب اللغة العربية وتقدم مكتبتنا برغم فقرها لهم خدمات بسبب عدم توفر الكتب التي يطلبونها في اماكن اخرى "
 واستدرك ان" هذه الخدمات غير كافية وليست بمستوى الطموح ونحن بحاجة الى الاحتكاك بالعالم ،ونامل ان نقفز على هذه الاجراءات القديمة  من خلال مراسلة المكتبات العالمية والتبادل واقامة دورات متخصصة للعاملين في المكتبات  وكذلك تحديث المكتبات ورفدها بالمصادر الحديثة  ".
مشيرا الى" ان العديد من المصادر المهمة والقيمة قد نهبت ابان فترة سقوط النظام السابق ولم يتم تعويضها ".
اما مدير مكتبة قسم كلية الاداب فاكد انه هناك عدد من المطبوعات الحديثة فيما يخص مصادر الادب  واللغة العربية حيث قامت عمادة الكلية برفد المكتبة بعدد من العناوين الحديثة قبل حوالي شهر فاغنت المكتبة."
واوضح يوسف احمد ل(اصوات العراق ) " ان المصادر المتوفرة لدينا هي مايحتاجه طالب الادب وان عدد العناوين هي 18 عنوانا كالقصة الادب  التاريخ والبلاغة والشعر والنحو والتفسير مايختص به دارس الادب وعدد الكتب يتجاوز اكثر من 1400 كتاب ".
أما الطالب محمد رحيم مسلم طالب دراسات عليا ادب في كلية الاداب، فقال أن " هناك شحة في عدد الكتب والمصادر المتوفرة في المكتبات الجامعية وغيرها ، وانا شخصيا ابحث عن الكتب في خارج الكلية في مكتبات الاسواق مع صعوبة عملية البحث ولكن دون جدوى احيانا."
 كما ذكر كامل عبد المحسن، طالب دراسات عليا،  ان"المكتبة في جامعة البصرة  واعتقد إنها تخص الدرس الأكاديمي في العراق لاتوفر الحد الأدنى لطالب الدراسات العليا من المصادر."
وتابع " وهذه المسالة لاتخص جامعة البصرة بل جامعات العراق بشكل عام  في مستوى البناء الأساسي للمكتبات."
واستذكر قائلا "عندما كنا في الدراسات الأولية في الثمانينات كانت المكتبة زاخرة بكافة المصادر وكانت الإصدارات الحديثة تأتي أولا بأول ،ألا ان الواقع تغير بعد ان تعرضت المكتبات الى الحرق خلال الحروب السابقة."
وخلص الى القول "بشكل عام فان المكتبة لاتغني الباحث وهذه مشكلة  تعاني منها النخبة الأكاديمية في

عموم الجامعات العراقية."
يشار الى ان وزارة التعليم العالي والبحث استحدثت خلال السنتين الاخيريتين برنامج الزمالات البحثية لطلبة الدراسات العليا يتضمن ارسالهم الى دول عربية واوربية وحسب الاختصاص لغرض اكمال متطلبات بحوثهم والاطلاع على المصادر العلمية الحديثة والاستفادة منها.
ع ن(تق)- ع ا (خ)- ط خ(خ)- ي ر (خ)- ح إ ح