This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

تقنيات طب العيون الحديثة تغني المرضى عن السفر للخارج
11/07/2008

 

 

العراق - اصوات العراق

سنوات عديدة والتقنيات الطبية وخصوصا في مجال العيون لم تدخل العراق، وبقيت تلك التقنيات حكرا على دول العالم الاخرى بما في ذلك الدول المجاورة، الامر الذي اضطر المرضى للسفر خارج البلاد رغم النفقات الباهضة، او تحمل مضاعفات المرض، غير ان ذلك الحال يبدو تبدل الان بعد وصول مختلف الاجهزة والمعدات الى المستشفيات المتخصصة، ومع ذلك ما زال المواطنون يتذكرون معاناة السنوات الماضية.
كان ابو مروى ينتظر حصول معجزة تحل على ابنته المصابة بمرض ولادي في عينيها يهددها بخطر الإصابة بالعمى ان لم تجر لها جراحة باهضة التكاليف الأمر الذي ارغمه في النهاية الى التفكير في بيع سيارته التي يعتمد عليها في رزقه لتغطية النفقات.
ويضيف ابو مروى لـ(اصوات العراق) ان اعراض "ضعف البصر كانت بادية على عيني ابنتي منذ اشهر حياتها الاولى "الا ان العجز عن تامين نفقات رحلة العلاج كان حاجزا يمنع من اعادة النور لعينيها" ويستدرك الاب المتلهف لعودة الحياة الطبيعية لطفلته وهو ينتظر ان يعاينها الطبيب "فالامل عاد اليه بعد ان اعلن مستشفى ابن الهيثم عن اجراء العملية داخل القطر وبنفقات لاتكاد تذكر" الا انه يخشى ان "يكون طابور الانتظار طويلا نظرا لكثرة الحالات المحتاجة الى هذه العملية".
اما ام مرتضى التي ترافق زوجها في المستشفى بغية اجراء العملية فتروي محنة زوجها بألم لان نور عينيه كانا ضحية " تفجير سيارة مفخخة اثناء عودته من عمله الى البيت قبل عام مضى" الامر الذي ادى الى "تضرر الشبكية بسبب العصف كما تسبب بتدهور حالته النفسية لأنها بقي في البيت عاجزا عن العمل والعودة للحياة بشكل طبيعي".
وتتابع "نصحنا الأطباء بالعلاج خارج القطر الا ان المبالغ كانت خيالية بالنسبة لنا "وتقول ام مرتضى انها قلقة من اجراء العملية داخل القطر نظرا "لهجرة الاطباء ذوي الكفاءة الى الخارج واخشى ان يفقد زوجي ما تبقى له من نور في عينيه اذا ما قام بالعملية طبيب غير مؤهل". 
اما منذر سعيد فيروي مشاكل والدته التي تمتد الى "خمسة وعشرين عاما مع مرض السكري حيث ظهرت على عينها اليمنى غشاوة  قبل نحو تسعة اشهر" وعند مراجعة الطبيب "نصحنا بالسفر الى ايران لإجراء عملية قص السائل الزجاجي بواسطة الليزر التي لم يكن من الممكن اجرائها داخل القطر لعدم وجود الأجهزة الليزرية الضرورية" .
ويضيف سعيد "كنت قد اكملت اجراءات السفر حين سمعت ان العملية اصبح من الممكن انجازها داخل القطر فالغيت كل شيء بانتظار دورنا لإجرائها بإذن الله".
مرضى آخرون في مستشفى ابن الهيثم شكوا عدم توفر الأجهزة الحديثة داخل القطر الأمر الذي يثقل كاهلهم لأنهم من ذوي الدخل المحدود وحثوا الدولة الى توفير المزيد من الدعم للمستشفيات، ويقول  كامل عبد السادة أنه "مصاب بمرض خطير في العيون وبحاجة الى ترقيع القرنية" وانه تقدم بطلب للتسفير والعلاج خارج القطر منذ ستة اشهر" الا انه لم يحظ بذلك بسبب "كثرة أعداد المرضى المحتاجين للسفر" داعيا الحكومة العراقية الى "استيراد الأجهزة الضرورية لإجراء العمليات داخل القطر دون مذلة الحصول على تاشيرة السفر او انتظار الطابور الطويل".
وتبلغ تكلفة عملية قص السائل الزجاجي بحسب معاون مدير مستشفى ابن الهيثم التخصصي لأمراض العيون مبلغا "يتراوح بين ثلاثة آلاف دولار الى ستة آلاف دولار امريكي في دول الجوار وفقا لطبيعة الحالة".
ويؤكد الطبيب الاختصاص  محمد حمزة احمد  ان قص السائل الزجاجي من العمليات "المتطورة التي كانت يجريها المرضى في دول الجوار، وبعد توفير الأجهزة اللازمة وبدعم من الوزارة التي تتكفل بدفع مليون دينار لكادر العمليات، بدأ المستشفى بإجراء العملية داخل القطر".
واوضح الطبيب ان "العملية بطبيعتها تخصصية ودقيقة وتحتاج اجهزة ذات قدرة عالية ومواد احتياطية وإضافية لأنها تعتبر واحدة من اعقد وأطول عمليات العيون التي تجرى للسائل الزجاجي ولشبكية العين".
 واضاف ان العملية يتم اجراؤها للمرضى من "فاقدي البصر اثر داء السكري، او التعرض للعصف جراء العمليات الإرهابية التي تؤدي الى تحطم بؤرة العين بسبب الشدة الخارجية".
وعن مدى قدرة الكوادر العراقية على اجراء هذا النوع من العمليات لفت الكتور محمد حمزه احمد الى ان الكوادر العراقية "تم تدريبها وتأهيلها من خلال البعثات الدورية الى الخارج"  بالإضافة الى "مشاهدة وملاحظة هذه العمليات برفقة المرضى الذين يقومون بإجرائها لدى دول الجوار".
اما اعداد المستفيدين من الاجهزة الحديثة فقال الطبيب انها "كبيرة نظرا لكونها تخدم الكثير من المصابين بداء السكري ومضاعفاته التي تؤدي الى نزوفات وتليفات وانفصال الشبكية التي لا تحل الا بإجراء هذه العملية"، بالاضافة الى" المتعرضين للشدة الخارجية نتيجة  الانفجارات او الضرب وكلها تسبب تمزق الشبكية".
وبشأن تاخر المراجعين وانتظارهم الطويل نسبيا قبل اجراء العملية قال إن "وجود تراكمات سابقة ممن تم حجز غرفة العمليات لهم قد يسبب شيئا من الانتظار" مبينا ان "معدلات اجراء العملية التي وصلت الى عشر مرضى يوميا من شانها ان تحد من طول انتظار المرضى".
وكشف الدكتور محمد عن "قرب المباشرة باجراء عمليات اخرى كانت تجرى خارج القطر مثل عملية ترقيع القرنية التي كانت متعطلة بسبب عدم القدرة على استيراد القرنيات من الخارج" الامر الذي من شانه" ايقاف معاناة الكثير من العراقيين المصابين بتمزق القرنية والذين كانوا لا يملكون القدرة على السفر لإجرائها بسبب تكاليفها العالية".
م د (تح) ص ع ز