لم تكد تمر ثمانية أشهر على إطلاق حملة «دبي العطاء»، بدعم من نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس الوزراء وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حتى تمكنت المؤسسة من جمع بليون دولار أميركي، وارتبطت بتعليم مليون طفل فقير في أنحاء مختلفة من الدول النامية بينها ثلاث دول عربية.
وكشفت رئيسة المؤسسة ريم الهاشمي لـ «الحياة»، ان «دبي العطاء» تخطط لتعليم ثلاثة ملايين طفل عربي خلال السنوات الثلاث المقبلة، بعدما ارتبطت ببرامج تعليم أطفال في كل من السودان واليمن ومخيمات فلسطينية في لبنان.
وبينت إحصاءات حديثة ان عدد الأميين في الوطن العربي تجاوز 70 مليون شخص، يتركز معظمها في خمس دول ذات كثافة سكانية مرتفعة، هي مصر والسودان والجزائر والمغرب واليمن، والتي تضم 48 مليون أمي بينهم 17 مليوناً في مصر وحدها.
وقاد الشيخ محمد حملة تبرعات مكثفة في رمضان الماضي، من طريق حض المؤسسات الحكومية والشركات الإقليمية والعالمية العاملة في الإمارات على التبرع بالأموال لتعليم الأطفال المحتاجين حول العالم، حتى تمكن من جمع أكثر من نصف بليون دولار أميركي، ضاعفه بالتبرع بنصف بليون دولار أخرى من أمواله الخاصة، وأرسل انجاله وبناته الى أنحاء مختلفة من العالم لتسليط الضوء على تفاقم الأمية في الوطن العربي وفي دول أخرى نامية.
وتحولت المبادرة خلال بضعة أشهر الى «مؤسسة خيرية» عالمية، بعدما تمكنت من إنجاز ما لم تتمكن من إنجازه الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات العالمية، بواسطة إطلاق عشرات البرامج التعليمية في دول كثيرة، شملت تعليم مليون طفل حول العالم، وتخطط للسير قدماً لتعليم مزيد من الأطفال.
وكانت المؤسسة أعلنت في وقت سابق عن تعاونها مع مؤسسة «اليونيسيف»، لتعليم 700 طفل في السودان خلال السنوات العشر المقبلة. ويشمل نشاط المؤسسة في السودان تشييد 200 غرفة دراسية خلال العام الأول لخدمة نحو 10 آلاف من الأطفال الرُحل سنوياً، وتوفير المقومات التربوية والاحتياجات والوسائل والمستلزمات التعليمية لحوالى 440 ألف طفل، إضافة إلى توزيع 550 ألف حقيبة مدرسية تتضمن القرطاسية والحاجات المدرسية على الأطفال في عدد من الساحات التعليمية في جنوب السودان، والتي تقدر بنحو 3100 ساحة تعليمية.
وأطلقت المؤسسة الإماراتية برنامجاً مدته خمس سنوات لتطوير التعليم الأساسي في جمهورية اليمن، لتعليم 46 ألف طفل في 35 مدرسة تعاني من نقص المقومات التربوية الأساسية.
وقالت الهاشمي: «إن تراجع مستوى التعليم يعتبر من أهم مسببات الفقر، فنحو 87 في المئة من الفقراء إما أميين أو ممن لم يكملوا دراستهم الابتدائية».