بغداد - اصوات العراق
وصف مختصون وإعلاميون عراقيون، فعاليات الورشة التي إقامتها الوكالة المستقلة للأنباء (أصوات العراق) حول تعامل الإعلام مع المعاقين، بأنها كانت "حيوية"، وان الدليل الأسلوبي الذي أقرت الورشة استكماله حول التعامل إعلاميا مع قضايا المعاقين، يعد "عملا رياديا" سيتيح للإعلاميين التعامل مع قضايا المعاقين بطريقة حضارية.
جاء هذا على هامش اليوم الختامي لورشة الإعلام والمعاقين التي أقامتها (أصوات العراق) بالتعاون مع منظمة اليونسكو والبرنامج الإنمائي التابع للأمم المتحدة، واختتمت عصر اليوم السبت، بعد ان استمرت للفترة من 17 حتى 19 تموز يوليو الجاري في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان.
وقال استاذ علم الاجتماع الدكتور علي وتوت، إن الجلسات التي عقدت اثناء الورشة "كانت حيوية، وشهدت مشاركة واسعة ومكثفة من قبل المشاركين الذين اغنوا مجمل الحوارات التي دارت حول قضايا الاعلام والمعاقين".
واضاف وتوت أن "تصورات الأساتذة المختصين في مواضيع علم اللغة وعلم النفس وعلم الاجتماع، أغنتها مداخلات العاملين في مجال الإعلام، وهذا ما ساهمت فيه الورشة التي كانت خطوة مهمة في هذا المجال".
من جهته، قال الدكتور خليل محمد، أستاذ الادب الأندلسي وحقوق الانسان في الكلية المفتوحة، ان "هذه الورشة عبارة عن حجر كريم يلقى في بركة ماء الجهل، لاسيما الجهل الاعلامي بالمعاقين". وتابع الدكتور خليل، الاكاديمي المكفوف، "نحن في كثير من الأحيان نتحدث عن المعوقين كأنهم كتلة أسمنتية، ونعمم نظرة شخص واحد على شريحة كاملة". مضيفا "نحن نحتاج الى ورش اخرى متنوعة تتعلق بقضايا المعوقين، وفي شتى المجالات التي تخص هذه الشريحة المهمشة".
وشهدت جلسات الورشة تقديم مشاهد من برامج قدمتها محطات تلفزيونية، بضمنها فيلم وثائقي من إنتاج فضائية كردستان أعدته وزارة العمل في حكومة إقليم كردستان عن قصة فتاة فقدت حواسها الثلاث البصر والسمع والتحدث تعلمت نظام برايل، فيما قدمت قناة العراقية شبه الرسمية، برنامجا استعرضت فيه جوانب من معاناة المعوقين، لاسيما قلة الدعم المادي المقدم لهم وعدم تنظيم عملية الصرف، كما تضمنت البرامج لقطات عن مصانع لتصنيع الأطراف الاصطناعية.
وكانت فعاليات الورشة قد افتتحت بكلمة ألقاها حسين محمد عجيل مدير الأخبار في وكالة (أصوات العراق)، قال فيها إن هذه الورشة تكتسب أهميتها البالغة كونها تتسم بالريادية وتسليط مزيد من الضوء على قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة سعيا لخلق مزيد من التفهم الاجتماعي لمثل هذه القضايا. مبينا ان العراق ينظر له بشكل استثنائي عن بقية البلدان، حيث غدا أشبه ما يكون بماكنة تنتج كل يوم المزيد من ذوي الاحتياجات الخاصة بعد أن مر بثلاث حروب كارثية تخللها حظر اقتصادي تلاه تدهور أمني مازالت تداعياته تنزف حتى هذه اللحظة.
و(أصوات العراق) هي وكالة عراقية مستقلة للأنباء يسهم فيها عدد من المؤسسات الإعلامية العراقية وشبكة من المراسلين في شتى المدن العراقية والعديد من العواصم العربية والأجنبية.
وحول الورشة وما اسفرت عنه من مقررات وتوصيات، قال الدكتور نوزاد حسن خوشناو، رئيس اللجنة المنبثقة عن الورشة، إن "اقامة مثل هذه الورشات ضرورية لاسباب عديدة، منها معالجة مشكلة قائمة وفي حاجة الى وضع اللمسات الإنسانية للحيلولة دون استفحالها من حيث الجانب النفسي والاقتصادي
والاجتماعي وغيره، الى جانب تقريب وجهات النظر فيما يخص المشاركين في هذه الورشة"ز مضيفا "بما ان العراق قد مر بويلات وحروب ومآس شتى، فنحن احوج ما نكون الى اقامة الورشات من اجل وضع اليد على مواطن الجرح".
وتابع الدكتور خوشناو قائلا "لقد عرضت شهادات ووثائق في اثناء الورشة، وهي قد اثرت فينا وحملتنا على التجاوب والتفاعل، ومن خلال النقاش الذي دار حول المحاور توصل المشاركون الى نتائج مهمة، الى جانب توصيات ومقررات سوف تكون عراقية المنبت والسمة".
وشهدت فعاليات اليوم الأخير من الورشة، تقديم مجموعة من المصطلحات لإيجاد التعبير المناسب لذوي الاحتياجات الخاصة لاستخدامها في وسائل الإعلام المختلفة.
ومن بين تلك المصطلحات (المعاقون، ذوو الاحتياجات الخاصة، الخواص، الصابرون، العازمون، الصامدون) وبعد النقاش اتفق أغلب المشاركين في الورشة على أن تعبير المعاقين هو أفضل من أي تعبير آخر بالنسبة لوسائل الإعلام، لما تنطوي هذه العبارة من اختزال لغوي وتيسير نحوي وهي أفضل من تسمية (ذوو الاحتياجات الخاصة) لأنها تتكون من ثلاث كلمات، فضلا عن سوء استخدامها وتداولها في المجتمع ووضوح دلالتها للمسؤول والمجتمع.
م هـ ا (خ) - ب ح (خ) ف س - م ر