This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

قذيفة طائشة قتلت أحلامها: من يعيد لـ" زمن " بسمتها ومستقبلها الدراسي ؟
21/07/2008

 

 بغداد - خالد القطان

قبل عامين دوى انفجار هائل في متوسطة الابداع للبنات اكتسح معه كل الاصوات، وملأ باحة المدرسة وممراتها بالدخان ورائحة البارود والاتربة التي خلّفتها قذيفة مدفع الهاون، سقطت بين الصفوف وفي ساحة المدرسة. لسوء الحظ كانت التلميذة ( زمن ) في تلك اللحظة خارج غرفة صفها لتسليم سجل الغيابات الى ادارة مدرستها، فكانت اصابتها مباشرة اسقطتها مضمخة بدمها بفعل قوة الانفجار وشظاياه المتطايرة. يوم سيئ في حياة طالبات المدرسة تحولت فيه الضحكات والالعاب والمرح الطفولي الى عويل وبكاء وصراخ، والى رعب متجمد في احداق الطالبات والمعلمات وهنّ يرنينّ بنظرات ذاهلة الى ساحة مدرستهن وقد توسطتها حفرة كبيرة لون ترابها اسود قاتم، وكأنها فم مفتوح لوحش خرافي يريد ابتلاعهنّ، بعد ان اغتصب الضحكة والبسمة والفرحة من هن.
يبدو ان القدر متربص
بالصبية ( زمن ) ويريد ان يسرق بسمة الحياة من شفتيها، وبفعل العصف الشديد الناتج من انفجار القذيفة الحاقدة والشظايا الحديدية المتطايرة منها والشظايا الزجاجية  المتطايرة من زجاج شبابيك الصفوف، لم تجد زمن نفسها الا وهي جسد ممدد والدماء تنزف من عنقها،  فاقدة للوعي ولا تعي ما كان يدور حولها وماذا حدث لزميلاتها
.
يقول
والد الطالبة المصابة ( زمن ) تولد 1994 ، عبد الستار جبار حسين، سقطت قديفة مدفع الهاون في باحة مدرسة الابداع للبنات بتاريخ 30 / 10 / 2006 ، ونقلت زمن بعد اصابتها اصابات بليغة في عنقها ويديها الى مستشفى النعمان، بعد ذلك تم تحويلها الى مستشفى الجملة العصبية واجريت لها عملية جراحية بتاريخ 31 / 10 / 2006 باشراف الدكتور الاختصاص كاظم حسن الخزاعي، اسفرت عن قطع النخاع الشوكي الرباعي، ولم تؤد هذه العملية الى اي تحسن لحالة زمن الحرجة جدا، وبقيت زمن على حالها ولم تستطع ان تحرك رقبتها، وكما اخبرني الدكتور كاظم الخزاعي، بسبب فتحة في الفقرة العنقية الثالثة وفتحة اخرى في الفقرة العنقية الرابعة، الثالثة عادة تساعد على دوران الرقبة، والرابعة تساعد على دوران اليد، ثم اجريت لزمن عملية جراحية اخرى بزرع عظام في كفها اليسرى وباشراف الدكتور اوكو اختصاص امراض العظام والكسور في مستشفى الكندي، وبقيت زمن لمدة سنتين على وضعها المأساوي وحالتها المؤلمة لا تحرك رقبتها ولا كفها
.
اما الدكتور الجراح الاختصاصي كاظم حسن الخزاعي، فقد اخبر عائلة زمن،
بأن علاجها غير متوفر في العراق، لعدم توفر الامكانات الطبية لمعالجة حالتها المرضية المستعصية، ولعدم توفر الخبرة الكافية لمعالجة هكذا حالات صعبة . وقد اثبتت التقارير الطبية التي جلبها لنا والد زمن وكشفت حالتها المرضية الحرجة هذه، فقد اثبت تقرير وزارة الصحة، الصادر من دائرة الامور الفنية - قسم اللجان الطبية، لجنة تقدير نسبة العجز والعطل، والمرقم ( 1211 ) والصادر بتاريخ 4 / 7 / 2007 ، والموقع من قبل رئيس اللجنة - اختصاص باطنية، ومن قبل اربعة اطباء اختصاصيين، اثبت هذا التقرير الطبي المرسل الى قائممقامية قضاء الاعظمية، بأن المصابة زمن عبد الستار جبار حسين، تعاني من شلل رباعي تشنجي نتيجة ضرر الحبل الشوكي في الفقرتين العنقيتين الثانية والثالثة، وان درجة العجز لديها 90 %  ( انتهى التقرير
).
والد الطالبة
زمن، المغلوب على امره،يأمل ان تمتد له الايادي الرحيمة لمساعدته في علاج ابنته خارج البلد ، لانه وكما اكد لنا لا يتمكن من علاج ابنته لاسيما انه عاطل عن العمل حاليا، وقدراته المادية ضعيفة جدا، وليس لديه مورد معيشي الا راتبه التقاعدي الضئيل، وقال انه انفق على العملية الجراحية الاولى التي اجريت لابنته مبلغ ( 600 ) الف دينار، وفي العملية الثانية مبلغ  ( 500 ) الف دينار، وقد ساعده في الانفاق على هاتين العمليتين الجراحيتين بعض المعارف

والاصدقاء من اهل الخير، لانه لا يقدر
على دفع هذه المبالغ الكبيرة بالمقارنة مع مدخوله الضئيل
.
وشدد والد زمن ، على
ان ابنته المريضة لديها طموح كبير في اكمال دراستها والمواصلة في تحصيلها الدراسي، حيث انها بعد مرور سنة على اجراء العمليتين الجراحيتين لها، ذهبت الى المدرسة وشاركت في الامتحانات النهائية للصف الثاني المتوسط ونجحت في جميع الدروس المقررة، واكد بأن حالتها النفسية متأزمة جدا ووضعها الحياتي صعب لما تعانيه من عاهات جسدية في رقبتها ويديها، حتى انها امتنعت عن تناول الطعام في حالات كثيرة، وهي في حيرة واسرتها كذلك، فماذا يفعلون وقد غلّقت الابواب بوجوههم ؟

نضع قضية زمن بين ايادي
السادة مسؤولي الدولة العراقية الجديدة، فهل من يعيد اليها ضحكاتها وبسماتها وفرحها الطفولي، الذي اغتصبته قذيفة مدفع هاون حاقدة.