This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

تقرير: محافظة ميسان الأنشط على مستوى القطر في مجال المنظمات الأهلية والعمل الخيري
29/03/2007

  

محافظة ميسان _ وليد عبد الأمير- لغرض الاطلاع عن كثب على أنشطة المنظمات الأهلية في محافظة ميسان فقد انتهزنا فرصة وجودنا في هذه المحافظة يومي 24و25 من الشهر الجاري لزيارة اهوار المحافظة بالقيام بزيارة لعدد من المنظمات. وان الإنطباع الذي تكون لدينا من خلال هذه الزيارة ان عددا لا بأس به من هذه المنظمات والتي يربو عددها في هذه المحافظة على اكثر من (150) منظمة تؤدي اعمالها بصورة مرضية وانها تقدم خدمات جليلة لابناء هذه المحافظة التي لا تزال مهملة من قبل الدولة والمسؤولين عنها.

لعل التركيبة الاجتماعية لابنائها، والصلات العشائرية المتواصلة بينهم قد سهلت عمل هذه المنظمات، حيث انه ومن المعروف ان ابناء هذه المدينة يمتازون بالترابط القوي بينهم وقد لمست ذلك بوضوح خلال خدمتي العسكرية في (القادسية المشئومة)، حيث كان معي العديد من ابنائها وقد لاحظت العلاقة المتميزة بين (أهل العمارة) عن بقية ابناء المحافظات الاخرى، كما ان وجود العديد من الكفاءات من أبناء المنطقة وتصدي بعضهم لقيادة هذه المنظمات قد ساعد على نجاح عمل هذه المنظمات، كذلك اضطرار بعضهم لمغادرة البلاد زمن النظام المقبور وعملهم خارج العراق، وخصوصا في مجال حقوق الانسان، قد ساعد في تسهيل عملهم، ونستطيع القول ان بعض هذه المنظمات ومنها (منظمة الخير الانسانية) تعتمد في تقديم خدماتها وادارة شؤونها كليا ودفع رواتب موظفيها على التمويل الذي تحصل عليه من المنظمات الدولية، وان لبعضها مكاتب لا تجد حتى في بغداد نظيرا لها، والفضل في ذلك يعود لإدارتها. فعلى سبيل المثال لا الحصر ان هذه المنظمة هي برئاسة السيد (سعد البطاط) وهو ناشط في مجال حقوق الانسان ومعروف على مستوى العراق وكان احد المشرفين على مؤسسة (عين) التي اشرفت في الرقابة على الانتخابات العراقية، ولعل ما يجب ذكره انه اثناء زيارتي له في مكتب المنظمة صباح يوم الحد 25/3 واطلاعي على الرسائل الواردة على بريده الالكتروني خلال 24 ساعة فقد بلغ (49) رسالة ومن بلدان مختلفة.

لعل زيارتي المفاجئة لدار القصة التي يشرف عليها القاص (محمد رشيد)، والذي كانت لنا عدة مراسلات معه، كان فيها الوضع مختلف، حيث وجدت هناك مجموعة من الأطفال قد حضروا الى هناك، حيث اعتادوا على التوجه الى هناك للحصول على بعض الهدايا والمرطبات التي اعتاد صاحب الدار تقديمها اليهم، علما انه كان في ذلك اليوم حلقة نقاشية خاصة بـ (راهن الثقافة العراقية) حضرها العديد من الاساتذة ورجال الثقافة في المحافظة ومع ذلك لم يطلب صاحب الدار من الاطفال مغادرة المبنى، بل اكتفى بطلب انتقالهم من الكراسي الامامية الى الخلفية، والحقيقة ان هذه اللفتة الكريمة تركت لدي انطباعا حسنا عن انسانية هذا الرجل.

اما مركز الامام الصادق الذي يشرف عليه المرجع الديني السيد (محمد حسين فضل الله) وله فروع في معظم محافظات الوسط والجنوب، (منها اثنان في بغداد) والمسجل فرع هذه المحافظة كمنظمة مجتمع مدني مستقلة، فانه يقدم خدمات للأيتام وكذلك الدارسين والباحثين من خلال مكتبة فيها الاستعارة خارجية، حيث وجدت لدى زيارتي للمكتب دورة لتحفيظ القرآن الكريم، والحقيقة انني زرت فرع بغداد لهذا المكتب الا انني لم المس وجود نشاط يذكر بإستثناء بيع مؤلفات السيد فضل الله وتوزيع كتب على بعض المؤسسات الثقافية.

وبخصوص الخدمات التي تقدم لاهالي الاهوار فالحقيقة انها تحتاج الى تدخل فاعل للدولة ولا يمكن لمنظمات المجتمع المدني ان تقوم بالدور المطلوب في ظل غياب كامل للدولة، فقد زرت (اهوار الحلفاية) واطلعت على المأساة البشرية التي يعيشها اهالي القرى التي كانت في طريقي الى هناك والتي زاد عددها على (6) قرى مبعثرة، وكمثال بسيط على حالة الخدمات فانه ضمن مسافة عشرين كيلو متر لا توجد الا مدرسة ابتدائية واحدة، ومع ذلك فان مجلس اهوار ميسان، ومن خلال ممثله في ناحية المشرح يهيأ لتنظيم دورة خاصة لتعليم الخياطة (للمضطهدات انسانيا) من بنات القرى التابعة للناحية، يتولى ايصالهن والعودة بهن الى بيوتهن،والدورة بمعدل يومين في الاسبوع، وبعد انتهاء الدورة تهدى كل مشاركة ماكنة خياطة لتساعدها في عملها، وعندما سألت ممثل المجلس كيف يتسنى لهن تشغيل ماكنة الخياطة ولم يصل التيار الكهربائي بعد الى المنطقة !!! اجاب انها تعمل يدويا. وقد شاهدت معاناة ممثل المجلس في البحث عن مرشحات، حيث انه يسأل في كل قرية عن المرشحة المناسبة والتي تصل اليه ليبلغها بذلك عن طريق حضورها الى الشارع العام بواسطة الزورق.

ان الجمعية العراقية لامراض السرطان والايدز، التي يرأسها السيد ميثم الساعدي، تقدم خدمات جيدة للمنطقة من خلال الدورات العملية التي تقيمها للوقاية من المرض وكذلك التوعية الصحية، من خلال اصدار الفولدرات، وقيامها باصدار مجلة اسمها (تشافي) تهتم بتسليط الضوء على هذين المرضين الفتاكين.

ملاحظة:

قد لا يكون تقريري هذا دقيقا بما فيه الكفاية وذلك لتشعب نشاطات المنظمات وحقيقة عملها وضيق وقتي لكنه على الاقل انطباع شخصي عما لمسته ميدانيا من خلال الزيارة، وكلمة الحق تقال انه لولا جهود الاخ ميثم الساعدي رئيس الجمعية العراقية لامراض السرطان والايدز في المحافظة في مرافقتي وتسهيل زيارتي لمقرات هذه المنظمات، لما كان في مقدوري تكوين هذا الانطباع، واستطيع القول ان عمل المنظمات في هذه المحافظة يبشر بخير وان الجدية والاستجابة لتقديم العون قد لا تجد له نظير في محافظات اخرى.

والله ولي التوفيق

        وليد عبد الامير

       27/3/2007