في اليوم التالي من نشر النداء وصلتنا رسالة من الأخ وليد عبد الأمير مدير مبرة الشاكري للتكافل الاجتماعي في العراق يقول فيها: "علما انه منذ مساء امس وحتى اعداد هذه الرسالة فقد وردتنا ثمان ايميلات حول الموضوع وخمس مكالمات هاتفية من خاج العراق تستفسر عن الحالة وقد زودناهم بالمطلوب وننتظر النتائج الايجابية ان شاء الله تعالى.
ولا يخفى عليكم ان هذه هي المرة الأولى التي اشعر فيها بأن رابطة المبرات العراقية قد قدمت شيئا ملموسا وعلى الارض ويمكن ان نتوقع حصول نتائج ايجابية من ورائه حيث انه قد اتصل بنا اخوة من استراليا، كندا، انكلترا،ومن داخل العراق طلبوا ادق التفاصيل وزودناهم بها وعلى حد معرفتنا كما ابلغناهم بإستعدادنا لاصطحابهم او من يخولونه للذهاب الى حيث تقطن هذه الاسرة حتى يشاهدوا المأساة بعينها وكما هي بحيث انهم عندما يقدمون المساعدة المطلوبة يكونون مطمئنين الى وصولها، ولعل اطرف ما في الموضوع ان احد الطلبة العراقيين الدرسين في احدى الجامعات الاسترالية ابدى استعداده لارسال كرسي متحرك للام مع مبلغ من المال، ولا اخفي عليك انني منذ امس وحتى هذا اليوم انتابني شعور عظيم بأن الخيرين من ابناء الرافدين لا زالوا على اصالتهم وأن ابواب الخير اذا ما احسن استخدامها سوف تعطي مردودات ايجابية وقد كانت هذه تجربة غنية بالنسبة لي حيث سأعمد ان شاء الله الى توثيق هذه الحالات واخرى وارسالها اليكم لكي نلج باب جديد كنا لم نعره اهتماما سابقا وسوف نوافيكم بالتطورات اللاحقة حول هذه القضية، علما اننا قد اتصلنا بالشخص الذي جلب صورة العائلة وطلبنا منه ان يتهيأ لاصطحاب من يرغب بزيارة العائلة وقد وعد خيرا".
ثم وردتنا رسالة ثانية من الاخ وليد عبد الأمير بتاريخ 19/3/2007 يعلمنا بآخر التطورات المتعلقة بذات الشأن، يقول فيها:
"لورود عدة رسائل الكترونية واتصالات هاتفية تطلب معلومات عن (الأسرة المنكوبة)، وللوقوف على حقيقة الموقف والتأكد من صحة المعلومات، فقد تم الاتصال بالشخص الذي جلب الصورة وهو من أهل المنطقة وطلبنا منه إيصالنا اليها، وقد توجهنا اليوم الى منطقة الحسينية وبرفقة الأخ (فاضل السلامي) الذي قام بتصوير الحالة وسوف نرسل لكم بعضا منها وهي لا تحتاج الى تعليق، اما المعلومات التي حصلنا عليها مباشرة من الأم وبعد التأكد من الوثائق ظهر ما يلي:-
1- إن رب الأسرة قد فارق الحياة بتاريخ 4\6\2002 بالسكتة القلبية وهو تولد عام 1951 في محافظة العمارة.
2- إن الأم مصابة بالشلل الولادي، وبعد وفاة زوجها نزحت برفقة أولادها الثلاثة الى بغداد.
3- البنت الكبرى وعمرها (10) سنوات مصابة بـ(الصرع) وقد تكفل الأخ فاضل السلامي بتأمين الدواء الخاص بالمرض حيث يواجهون صعوبة في تأمينه.
4- البنت الصغرى وعمرها ثمان سنوات وهي الوحيدة التي التحقت بالمدرسة وهي في الصف الثالث الابتدائي.
5- الولد الصغير وهو من مواليد 2001 قمنا بكفالته من قبل (مبرة الشاكري) وتم تسليمهم مبلغ (50,000) كراتب للشهر الماضي والحالي.
6- تعتمد الأسرة كليا في تأمين معيشتها على ما يجود به أهل المنطقة وليس لهم أي مصدر دخل.
سوف نبذل جهودنا إنشاء الله للحصول الى مصادر تمويل للعائلة لأنها تحتاج كل الدعم على الأقل لتأمين ابسط مستلزمات الحياة، وفي حالة حصولنا على مبالغ نقدية من أهل الخير سوف نتولى شراء مستلزمات المنزل حيث إن بيتهم هو ما يمكن أن نطلق عليه (السماء والطارق).
أخوكم وليد19/3/2007
ولم تمض إلا أيام قليلة حتى أمطرت السماء خيرا كثيرا، وأثبت أبناء الرافدين أصالتهم الطيبة. لقد وصلتنا الرسالة الثالثة من الأخ وليد عبد الأمير وهي تحمل تباشير قطاف الخير وتدلل على معاني كثيرة، وكانت بمثابة شمعة في ليل الظلام الحالك وإليكم نصها:
"نود إعلامكم بأننا قد استلمنا اليوم مبلغ (300) ودولار من المتبرع رياض الحجيمي المقيم في استراليا لإيصالها الى عائلة الحسينية كدفعة طوارئ، على ان يعقبها قيامه بتخصيص مبلغ (200) دولار كراتب شهري للعائلة. لقد سبق هذه الخطوة اتصالات معه حيث لمسنا ومن أول رسالة بعثها إلينا رغبته بمساعدة العائلة، لذلك رددنا عليه بإرسال الصور التي تم التقاطها للعائلة حتى تكون صورة المأساة أوضح لديه، وفعلا يظهر أنها قد تركت ذلك الأثر، كذلك فانه قد تبرع بشراء (كرسي متطور) للأم، ووعد بإحضاره معه عند قدومه الى العراق، لعل ما أدخل السرور الى قلوبنا أنه رغم تباعد المسافات وكثرة المشاغل فإن هناك من لا ينسى المحرومين من أبناء بلده، كذلك الثقة التي منحت بالمجان وتجلت في قيام شخص لا تعرفه او يعرفك إلا من خلال البريد الالكتروني والهاتف النقال، وأنت تعيش وسط غابة من الوحوش والأفاقين، والصورة المشوهة للعاملين في المجال الإنساني، ومع ذلك يقدم على هذه الخطوة التي اعتبرها جريئة. ان ذلك لم يكن ليتحقق لولا جهودكم الطيبة في إيصال صوت المحرومين من أبناء هذا الشعب المظلوم، بعدما عجزت الهيئات الإنسانية العاملة في العراق على تقديم ما هو مطلوب منها، لذلك لم يكن هناك بدا سوى اللجوء الى إخوتنا العراقيين المتواجدين في الخارج لإبداء المساعدة المطلوبة، والحمد لله إنهم لم يخيبوا ظنوننا، وأخيرا أود ان قول ان هذه هي فعلا أول ثمرة حقيقية قطفناها من شجرة اسمها (رابطة المبرات العراقية)ن ونتوقع إنشاء الله ان تكون الأيام القادمة حبلى بالأخبار الجيدة.
مع التقدير
وليد عبد الامير
28/3/2007
* * *
تلك كانت ثلاث رسائل استلمناها بشأن تطورات حالة واحدة، وإذ نعدكم بنشر أخبار وتطورات ونتائج حالات اخرى مستقبلا ان شاء الله تعالى نأمل منكم التجاوب مع كل النداءات كل حسب امكانيته ومقدرته، وذلك لتعم الفائدة وتعم اخبار الخير أرجاء بلدنا الحبيب رغم ما يعانيه من مخاض عسير هذه الأيام.
رابطة المبرات العراقية