This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

عائلات عراقية تستقر في عمان لعلاج ابنائها من السرطان
28/08/2008

 

 

كالعديد من العائلات العراقية التي فجعت باصابة احد اولادها بمرض السرطان ولم تستطع توفير العلاج له في بغداد باعت عائلة لارا الكيلاني التي أصيبت بهذا المرض منزلها وكل مما تملك من أجل العلاج في العاصمة الأردنية عمان.
وعلى الرغم من ان علاج لارا التي تبلغ من العمر 19 عاما بسرطان الدم (اللوكيميا) كان أسهل في البداية الا ان انقطاعها عن العلاج واهمال مرضها بسبب مصاعب مادية ومع ما استجد على حياة الأسرة بعد قيام القوات الامريكية بالقبض على اخوتها أدى الى تفاقم مرضها لتصاب بالنوع الحاد الذي يحتاج الى المزيد من الاموال والرعاية.
قالت والدة لارا وهي جالسة في مركز الحسين للسرطان حيث تعالج ابنتها "لم اعتن بها. قلت انها اصبحت أحسن بعد علاج استمر عاما وسبعة أشهر وبقيت في بيتي."
وأضافت "لكننا عدنا الى الاردن وكانت تنزف عندما لجأنا الى المستشفى فعالجوها على حساب المؤسسة (مؤسسة الحسين للسرطان) والان هي بحاجة الى زراعة تكلف 50 الف دينار ونحن محتارون."
وقالت بحسرة "الظروف تعبانة. انتهى منزلي وانتهت عائلتي."
وأظهر تقرير للصليب الاحمر نشر في مارس اذار الماضي عن حالة العراقيين بعد خمس سنوات على الغزو الذي قادته الولايات المتحدة ان ملايين العراقيين محرومون من الرعاية الصحية اللازمة حيث تعاني المستشفيات من نقص الادوية والاسرة والكوادر الصحية المؤهلة. ولجأ الكثير من المرضى الى دول اخرى مثل الاردن للحصول على الرعاية الصحية.
ويقول محمود سرحان مدير مركز الحسين للسرطان المتخصص في علاج مختلف انواع السرطانات والذي يستقبل مرضى من كافة الدول العربية ان عدد العراقيين الذين يلجأون الى المستشفى قد ازداد وإن بين سبعة وعشرة بالمئة من مرضى المركز عراقيون.
وقالت الاميرة دينا مرعد المدير العام لمؤسسة الحسين للسرطان وهي المظلة القانونية المسؤولة عن المركز ان احدى المشاكل الحقيقية التي تواجههم هي وصول المرضى العراقيين بعد ان يتفشى المرض في اجسامهم بسبب نقص الادوية وتأخير العلاج على الرغم من اصابتهم بانواع ممكن علاجها بسهولة.
وبدأت مؤسسة الحسين للسرطان وهي مؤسسة غير ربحية بصندوق الخير العراقي في عام 2006 الذي يوفر الدعم المالي للمرضى العراقيين الاقل حظا عن طريق التبرعات التي تقدم للمؤسسة.
وقالت دينا مرعد "لدينا قائمة انتظار مستمرة. هناك اشخاص لا نستطيع تغطية الا جزء من علاجهم حيث يدق حوالي 25 مريضا ابواب المركز شهريا بدون اي تغطية صحية."
ويتم اختيار الحالات التي سيجري علاجها حسب الاولوية حيث يعاني معظم المرضى من سرطانات الثدي والقولون واللوكيميا والليمفوما. وبلغ عدد المرضى العراقيين الذين لجأوا إلى المستشفى 253 هذا العام حتى الآن.
واضطرت العديد من العائلات العراقية التي لجأت الى عمان إلى بيع معظم ممتلكاتها لتغطية التكاليف الباهضة للعلاج حتى أن البعض ترك عمله في العراق للبقاء بجانب المريض الذي قد يستغرق علاجه شهورا او حتى سنوات.
وقال جهاد السوداني الذي يعيش في الاردن منذ عامين لعلاج ابنه محمد البالغ من العمر ثلاثة اعوام من اللوكيميا الحادة انه لم يعد يعمل بسبب طيلة فترة علاج ابنه.
واضاف "بدأنا بالتأقلم لكن الحياة صعبة. انا هنا منذ عامين بلا عمل وندخل المستشفى لاسابيع في بعض الاحيان لكننا محظوظون لأننا استطعنا الوصول."
ومضى قائلا "وصلنا في وضع سئ للغاية. ولكن الحمد لله محمد يتعالج منذ عامين ووضعه يتحسن."
وأشار الأب الى محمد وهو يلهو بشعره الطويل المربوط "أصر على ان يطيل شعره لأنه خسره لأكثر من عام. أكمل مراحل العلاج الثقيلة والان بدأت تتحسن الاوضاع."

المصدر: AFP