This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

الباحث الكفيف د.خليل محمد إبراهيم: لا بد من توعية الإعلاميين بقضايا المعاقين
01/09/2008

 

 

اربيل - اصوات العراق

دعا باحث وأكاديمي كفيف، إلى ضرورة بذل اهتمام أكبر بقضايا المعاقين وتفهم احتياجاتهم، ليتمكنوا من الإندماج بالمجتمع كأعضاء نافعين، مشددا على ضرورة توعية الإعلاميين وتثقيفهم ليمارسوا دورهم الواجب والمفروض بهذا الشأن.
وقال الدكتور الكفيف خليل محمد إبراهيم، للوكالة المستقلة للأنباء (أصوات العراق)، إن شرائح المعاقين "بحاجة إلى اهتمام مجتمعي أكبر بقضاياهم واحتياجاتهم، ليصبحوا أعضاء نافعين فيه"، منوها إلى أن الإعلاميين هم في طليعة من ينبغي توعيتهم وتثقيفهم بهذا الشأن".
وأشاد د.إبراهيم، أستاذ الأدب الأندلسي وحقوق الإنسان، في كلية التربية المفتوحة، بمبادرة (أصوات العراق)، المتضمنة "تنظيم ورشة عمل عن اسلوب التعامل الإعلامي مع المعاقين، بمساعدة الامم المتحدة"، مبينا أن "هذه القضية تتطلب أن يهتم بها الأعلاميون أنفسهم، مثلما تتطلب أن يهتم بها المشتغلون بشأن المعاقين".
وكانت (أصوات العراق)، نظمت ورشة عمل عن "ذوي الاحتياجات الخاصة كما يظهرهم الإعلام"، هي الأولى من نوعها التي تعالج هذا الموضوع، وذلك بالتعاون مع منظمة اليونسكو والبرنامج الإنمائي التابع للأمم المتحدة، للمدة من 17-19 تموز يوليو الماضي، في مدينة اربيل.
وهدفت الورشة التي اقيمت تحت شعار "ذوو الاحتياجات الخاصة كما يظهرهم الإعلام" إلى الخروج بدليل أسلوبي يتيح للإعلاميين التعامل مع مختلف قضايا المعاقين، بشكل يلائم الوضع الخاص الذي يعيشونه داخل المجتمع، وشارك في أعمال الورشة 25 من المتخصصين والمعنيين في المجالات الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة، والناشطين في المجتمع المدني، والمسؤولين الحكوميين وعلماء النفس والاجتماع واللغويين العرب والأكراد، والمعنيين بالرياضة الباراولمبية والفنانين.  
وجاءت الورشة في إطار مشروع تتبناه (أصوات العراق) يتضمن مجموعة من الفعاليات التي تتعلق بإيجاد لغة مشتركة للإعلام وكيفية تناوله موضوع المعاقين ومعالجة مشاكلهم الصحية والنفسية، لاسيما مع ارتفاع عدد المعاقين جسديا في العراق، عدا المعاقين نفسيا. 
وتابع، أن "إهمال الإعلاميين لهذه القضية، جعل (أصوات العراق) متقدمة في هذا المجال"، واصفا الورشة بـ"الرائعة والمفيدة".
وأضاف د.إبراهيم، أن "المعاقين ليسوا شريحة واحدة، بل أنهم شرائح عدة، تبعا لنوع عوقها، ولكل شريحة خصوصيات، ينبغي التعامل معها بشكل طبيعي"، منوها إلى أن من الضروري "أن نقترب من مشاكلنا ونعترف بها ونسلم الحل لأهل الحل محذرا من ظاهرة إخفاء العيوب".
وأشار إلى أن المعاق "يمكن أن يكون منبسطا أو منطويا أو أن يحب ويكره"، موضحا أن المهم في موضوع التعامل مع المعاق يتمثل "بعدم عزله عن المجتمع، لأن كآبته أو شعوره بالتهميش ربما تنجم عن هذا العزل".
وأضاف الدكتور الكفيف خليل محمد إبراهيم، أن تنوع وسائل الإعلام وكثرتها تفرض أكثر من أي وقت مضى "ضرورة إلمام من يعملون بها بقضايا المعاقين، وما ينبغي أن تتضمنه الرسائل الموجه إليهم"، داعيا من "يتوجه بمثل هذه الرسائل عبر وسائل الإعلام المتنوعة، أن يعرف ما يقول وكيف يوصل رسالته إلى المتلقين، معاقين كانوا أم غير معاقين".
وأردف، من هنا تنبع أهمية ورشة العمل التي نظمتها (أصوات العراق)، في "لفت نظر الأدباء والإعلاميين إلى أهمية التسلح بشتى مجالات العلم والمعرفة، ليكونوا مؤهلين لممارسة عملهم لا في مواجهة قضايا

المعاقين حسب، بل وفي مختلف المجالات الأخرى".
وشدد د.إبراهيم، على ضرورة ما دعاه "تعليم الإعلاميين ما ينبغي أن يقولونه عن المعاقين"، داعيا "كليات الإعلام للنهوض بواجبها في هذا الشأن، وأن تضمن ذلك في مناهجها، وأن تكرس جانبا من برامج الدراسات العليا فيها لقضايا المعاقين".
وبالتوازي، دعا نقابة الصحفيين العراقيين "لتنظيم دورات متخصصة للصحفيين الراغبين بالعمل في مجال شؤون المعاقين"، كما دعا وسائل الإعلام "لتسليط الضوء على المبدعين والمتميزين من المعاقين، مبينا أن "كثيرين منهم في العراق ما يزالون مجهولون".
وركز على أهمية "التنشئة الأسرية في توجيه المعاق الوجهة المناسبة التي تمكنه من التعامل مع عوقه والتغلب عليه"، مثلما ركز على ضرورة "تهيئة ملاك تعليمي مؤهل علميا وتربويا، للتعامل مع الأطفال المعاقين ورعايتهم وتوجيههم الوجهة السليمة".
وأفاد د.خليل محمد ابراهيم، أن "على المجتمع أن يقدم الكثير للمعاقين، لاسيما في مجال التربية والتعليم"، شارحا أن المعاق "يحتاج إلى وسائل أكثر للتعليم"، واستدرك قائلا، لا "نريد من الدولة مطالب تعجيزية، لكن لتبدأ بجدية ولتستمر بجدية في المعاهد الموجودة ومن تسعى لزيادة عددها".
ومن وحي تجربته الشخصية، ومعاناته في الدراسة والتعيين، ناشد وزارتي التربية والتعليم العالي، لإجراء دراسة علمية موضوعية "لمعرفة مدى كفاءة الكفيف في التدريس، والوقوف على أراء زملائهم وطلبتهم"، مبديا رغبته الشديدة للقيام بهكذا دراسة عندما تسمح له الظروف بذلك ويجد من يعينه عليها".
واقترح أن "يتم استنساخ ما سجلته مراكز المكفوفين أو ما سجله المكفوفون أنفسهم من الكتب على أشرطة التسجيل أو على أقراص مدمجة وجعله متاحا في مكتبات مدارس المكفوفين ومنظماتهم لأعارته لبقية المكفوفين اعماما للفائدة"، مبديا إمكانية تفعيل هذا المقترح بالطلب إلى مديرية المناهج والوسائل التعليمية التابعة لوزارة التربية "تسجيل المناهج المطلوبة من قبل المكفوفين في المدارس الثانوية وتوزيعها على الطلبة المكفوفين في أول العام الدراسي ليدرسوها حتى إذا نجحوا في نهاية العام أعادوها إلى الجهة التي استلموها منها، تماماً كما يفعل الطلبة المبصرون بكتبهم".
إلى ذلك بين د.خليل محمد إبراهيم، عدم "إمكانية إصدار مجلة خاصة بالمكفوفين حاليا"، شارحا أن ذلك ناجم عن ضعف الإمكانيات المادية والفنية، وعدم وجود رغبة حقيقية بهذا الشأن".
وبشأن ما يشاع عن إنطواء المعاقين وعدم انفتاحهم على المجتمع، قال الكتور الكفيف خليل محمد إبراهيم، إن المعاقين لا يختلفون بهذا الشأن عن المبدعين، وتابع أن الموضوع "يتعلق بالتنشئة والتأهيل السليم"، لكنه أضاف "إذا اعطيت كل ذي حق حقه، وتعاملت معه كما يجب، ولم تفرض عليه رأيك، تعاون معك، لكن إن فرضت عليه رأيك أو لم تعطه حقه فماذا يفعل".
يذكر أن الحوارات والنقاشات التي جرت خلال ورشة العمل التي نظمتها (أصوات العراق)، تضمنت تقديم العديد من التقارير أو البحوث أو الشهادات القيمة، التي عكست رغبة كبيرة من قبل المشاركين بتقديم خبراتهم لإغناء الورشة، وقد تمخضت الورشة عن الاتفاق على الخروج بدليل إعلامي عراقي موجه لكل مشتغل بالإعلام في البلاد، فضلا عن مجموعة توصيات ستوجه إلى الجهات المعنية في الدولة والمجتمع.
ب خ (م)-