لم يكن مفاجئاً لجنان راضي(25 سنة) ان يفتعل زوجها مشاجرة كبيرة لسبب طالما تكرر... عندما يرن هاتفها الجوال وتغادر الى المطبخ للحديث مع الشخص المتصل فيسترق هو السمع الى الحديث المتداول بين الطرفين، لكن المفاجأة هي ان يؤول الخلاف الناتج من هذا الأمر الى أبواب المحاكم لطلب التفريق بين الطرفين .
الزوجة التي استخدمت هذا الأسلوب لإثارة غيرة زوجها عندما شعرت بإهماله لها ونجحت في إثارة شكوكه واستقطابه الى المنزل لساعات أطول، فشلت في إقناعه لاحقاً بأنها كانت تمثل عليه أشياء غير موجودة بالاتفاق مع صديقتها التي شجعتها على اتباع هذا الأسلوب لمضاعفة اهتمام زوجها بها المشغول عنها دائماً.
وتقول جنان ان فكرة إثارة غيرة الزوج بهذه الطريقة انطلقت في رأسها عندما شعرت بأنه يخفي بعض الأشياء عنها ويتلقى رسائل غرامية من رقم هاتف غريب خزنه تحت تسمية «مجهول» فأرادت ان تلقنه درساً في الغيرة وان تعلمه بأنها تعلم بوجود امرأة أخرى في حياته ترسل اليه الرسائل في ساعات متأخرة من الليل.
وتقول جنان ان الزوج لجأ بعد أيام من مراقبة تصرفاتها الى أهلها واخبرهم بأنه يود تطليقها لشكوكه بتصرفاتها، ولم تفلح توسلات وتبريرات الزوجة في إقناعه بالعدول عن قراره لا سيما بعدما تخلت صديقتها، التي شجعتها، القيام بالخدعة ورفضت إخبار الزوج بالحقيقة دعما لموقفها.
جنان واحدة من آلاف النساء العراقيات اللواتي ينفصلن عن أزواجهن بسبب الهاتف النقال هذه الأيام. وعلى رغم تكتم الأوساط الرسمية على الإحصاءات الحقيقية حول هذه القضية، فإن الإحصائية الأخيرة التي أعلنتها وزارة العدل تؤكد ارتفاع معدلات الطلاق بين الشباب ويأتي استخدام الهاتف النقال بين أهم الأسباب، ما فاجأ المختصين في القضايا الاجتماعية.
والغريب في الأمر ان الإحصائية التي أشارت الى ارتفاع حالات الطلاق بين الشباب في العام الماضي 2007 الى 41 ألفاً و536 حالة طلاق بعدما كانت 28 ألف حالة في 2006، أكدت ان الهاتف النقال يتقدم أسباب الطلاق بين الشباب تليه أسباب أخرى تتعلق بعدم وجود سكن مستقل للزوجين أو خوف الرجل المتزوج من السكن في منطقة تقطنها غالبية من خارج مذهبه وأسباب أخرى تتعلق بالبطالة التي يعاني منها الشباب والخوف من تأسيس أسرة في غياب أي أفق إيجابي يتعلق بالمستقبل.
وتشير الإحصائية إلى ان غالبية طلبات التفريق التي ترد الى المحكمة ناتجة من ووقوع خلافات كبيرة بين الأزواج بسبب الهواتف النقالة التي تصل الى الزوج أو الزوجة في أوقات غير ملائمة وقيام أحد الزوجين بإخفاء رقم هاتف نقال سري عن الطرف الآخر ما يتسبب في اتهامه بالخيانة واللجوء الى المحاكم لطلب التفريق.