نيوزماتيك/اربيل
يعمل نحو 500 ناشط عراقي في مجال المجتمع المدني على الترويج لثقافة اللاعنف كخيار للتغيير في بلدهم، مستفيدين من التراث العالمي في هذا المجال. غير أن الكثير من العوائق التي تواجههم تحول دون التوسع في نشاطاتهم كالصعوبات المادية والأمنية.
وقال إبراهيم إسماعيل، أحد مؤسسي الجماعة التي تطلق على نفسها "لاعنف" بأنهم يشكلون شبكة تضم نحو 500 من الأفراد والمنظمات، وهي في اتساع بمرور الوقت".
وكانت الجماعة أعلنت عن نفسها في نيسان 2006 من خلال ورشة عمل عقدتها في عمان بالأردن.
وأضاف إسماعيل في حديث لـ"نيوزماتيك" اليوم السبت "إنهم يعملون بأساليب عدة للوصول الى أهدافهم كنشر الدوريات والكتب وتغذية موقع الكتروني خاص يبث باللغات الانجليزية والعربية والكردية، ومن خلال إقامة برامج ونشاطات مختلفة شهرية وسنوية، بمساعدة من بعض المنظمات العالمية في أوروبا وأمريكا".
وأشار إسماعيل، الذي يتولى تنسيق نشاطات الجماعة في اربيل الى أن "منظمات عالمية معروفة تقوم بدعم نشاطات جماعته مثل نوفا الاسبانية، والوكالة الكاتالونية، والمجلس البلدي لبرشلونة في اسبانيا، ومنظمات من ايطاليا، ومنظمة الغد المسالم الأميركية".
وقال إسماعيل إن "هناك الكثير من العوائق التي تحول دون التوسع في نشاطات الجماعة، ومنها الصعوبات المادية والمشاكل الأمنية".
من جانبها أكدت منسقة برامج جماعة اللاعنف في محافظة النجف "وجود المعوقات، وأبرزها نظرة المجتمع التي ترى في الانضمام والترويج لثقافة اللاعنف نوعا من الاستسلام والضعف".
وقالت ثوار عليوي، التي تعمل معلمة لغة انكليزية، إن "انتشار ظاهرة التسلح في مدينتها دفعتها للانضمام إلى جماعة اللاعنف".
وأضافت ثوار عليوي في حديث لـ"نيوزماتيك" أن "تحول المجتمع في العراق بشكل عام نحو المظاهر المسلحة وانتشار العنف والقتل والاغتصاب "دفعها للعمل مع جماعة اللاعنف"، لافتة الى أنها "تريد أن تقنع أفراد مجتمعها بمبادئ السلم والتحول عن العنف عن قناعة وإيمان لا بسبب وجود رادع قانوني".
وكانت ثوار عليوي نظمت في مدينة النجف، مع مجموعة من تلاميذ المدارس، فرقة جوالة يغني أفرادها أناشيد خاصة موجهة ضد العنف والطائفية والتفرقة الدينية والقومية.
وقالت ثوار عليوي إن "تعاون ودعم الحكومة العراقية لنشاطات الجماعة ضروري للغاية"، مشيرة إلى أن "تغيير بعض القوانين إلى أخرى تخدم قضية اللاعنف لن يتم سوى عبر تعاون الحكومة".
من جهته قال فيليب دازا، احد مسؤولي منظمة نوفا الاسبانية التي شاركت بدعم برامج جماعة اللاعنف العراقية إن "نجاح جماعة اللاعنف في العراق يحتاج الى بعض الوقت لأن عمل المنظمات غير الحكومية في العراق بشكل عام حديث العهد".
وأضاف دازا في حديث لـ"نيوزماتيك" إن "تعاون المنظمات الأجنبية مع مثيلاتها العراقية سيكسب الأخيرة خبرات عمل جيدة ويضاعف من فرص نجاحها في مشاريعها".
وأوضح دازا أن "بلاده سبق أن مرت بتجربة انتشار العنف في المجتمع، وأنه بجهود نشطاء ومنظمات تمكنوا من القضاء على تلك الظاهرة".
وأعرب دازا عن اعتقاده بأن "العمل في مجال نشر ثقافة اللاعنف يجب إن يبدأ من القاعدة الشعبية من المجتمع ثم يصعد في مرحلة تالية الى المؤسسات والأحزاب وصولا الى الحكومة، لأن الحكومة والأحزاب لن تتعامل مع توجه أو موضوع ما لم يكن راسخا وموجودا بقوة في المجتمع".
يذكر أن ظاهرة العنف نشأت في المجتمع العراقي أثناء وبعد الحروب التي خاضها النظام السابق، وتكرست بعد الإطاحة به عام 2003 حين شهدت الكثير من المناطق أعمالا مسلحة وعمليات خطف وقتل نفذتها جماعات مسلحة. وانتقلت هذه الظاهرة إلى الأطفال الذين يفضلون الألعاب التي تدخل الأسلحة في قوانينها.