This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

في خطوة لتصحيح الماضي: مراكز محو الامية تفتح أبوابها من جديد
18/09/2008

 

 


ديالى- علي قحطان- الصباح
لازالت ام احمد تتذكر بشغف تلك الايام التي قضتها في مركز محو الامية بمدينتها.. ايام لا زالت عالقة في اذهان اكثر العراقيين ممن نهلوا منها زلال نقاء ومعرفة قبل رحلة حروب ومآس طمست ملامحها في انفاق سبات طويل تجاوز الثلاثين عاماً لتصحو في زمن عراق جديد اصبح فيه جهل تعلم الحاسوب والانترنت امية!! مع سبق الاصرار في جهل علني للقراءة والكتابة نال شرائح كبيرة من مجتمعنا".وعلى الرغم من عدم وجود احصائيات رسمية عن اعداد الاميين في العراق الا ان المعطيات تؤكد ان اعدادهم كبيرة لا سيما بين الفئات العمرية بين سن 15 الى 25 سنة.
امية متفاقمة
يقول علي عباس شهاب الزبيدي مدير التعليم العام في المديرية العامة لتربية ديالى: بأن نسب الامية تفاقمت وبشكل كبير في الآونة الاخيرة وذلك بسبب التوقف الذي طال مراكز محو الامية في بداية ثمانينيات القرن الماضي بسبب الحروب وما لحقها من حصار اقتصادي وعنف وعوز وبطالة وما تبعها من تهرئ في الوضع الامني بعد سقوط النظام السابق.
اجتمعت جميعها لتخلف امية كبيرة بين المواطنين وفي عموم محافظات العراق.. وهذا ما حدا بوزارة التربية لتقليص الهوة من الامية من خلال مشروع التعليم المسرع الذي اعدته وزارة التربية بالتعاون مع منظمة اليونسكو للطلبة المتسربين من اعمار "12-18" ورفدهم بالمدارس الاعتيادية. صوب التوجه لمشروع القضاء على الامية.
آلية المعالجة
المحامي ياسين معمر العتبي عضو في احدى منظمات المجتمع المدني اكد تزايد نسب الامية بين شرائح المجتمع حيث قال: لقد لمسنا هذه النسب المتفاقمة من الاميين من خلال البرامج والمشاريع التي ظهرت واعلنتها منظمات مجتمع مدني عراقية بالاضافة الى منظمة اليونسكو وهذه نسب قابلة للزيادة اذا لم توضع لها آلية للمعالجة.
ترحيب
ساجد سعد المعموري موظف يقول: ان تجربة القضاء على الامية في وقتنا الراهن بين عامة شرائح الشعب من الاميين تعد تجربة ناجحة وان حملت في طياتها بعض النفور والاستغراب من البعض بالعودة اليها.
واستدرك المعموري موضحاً: لو كفلت وزارة التربية مبالغ او رواتب رمزية للمتعلمين لتزايد الاقبال على التعلم. لارتباط المواطنين بعوائل واشغال ومصاريف كثيرة.
المدرسة "انسام التميمي" اثنت على هذه التجربة حيث قالت: ان على الحكومة العراقية التوعية والارشاد بشأن هذه الظاهرة المتمثلة بالأمية من خلال القنوات التلفزيونية والصحف والاعلانات المبوبة. للنهوض بمجتمع واع مثقف.
المواطنة ام عبد الله "لا تقرأ ولا تكتب" امية.. ابدت سعادتها بالعودة الى مقاعد مراكز الامية ووصفتها بأنها خطوة لتذكر واقعنا المتخلف. وطي صفحة الاحقاد والطائفية التي انهكت العراقيين بفعل المدسوسين.
الامية ومنتسبو الدولة
مدير التعليم العام اكد القضاء الحتمي على الامية الشائعة بين منتسبي الوزارات من حيث التنسيق مع الوزارة ومديرياتها. حيث قال خاطبنا مديرية شرطة ديالى بضرورة تزويدنا باسماء المنتسبين الذين لا يجيدون القراءة والكتابة بشأن ادخالهم بمراكز خاصة. وبالأمكان توسيع هذه التجربة لتشمل فئات عديدة من الاميين من منتسبي الوزارات من حراس وعمال وبأقتراحي تفعيل تلك التجربة بالتعاون مع المؤسسات والوزارات ستسهم وبشكل فعال في تطوير الاداء الخدمي لهؤلاء المستفيدين. كما اضاف الزبيدي بأن هناك خطة بافتتاح مركز خاص لمنتسبي مديرية تربية ديالى من حراس وعمال "اميين" كمرحلة اولى لتوسع المجالات وآفاق اكبر.
مطالبة
وطالب مدير التعليم العام في تربية ديالى وزارة التربية بضرورة الموافقة على فتح خمسة مراكز في ديالى حيث قال طالبنا وزارة التربية بفتح خمسة مراكز لمحو الامية وبواقع خمسة مراكز واحد لكل قضاء وبواقع صفين لكل مركز يحوي الواحد 25 متعلماً. وبخصوص الكوادر التدريسية التي ستنيط لها مهمة التعليم في هذه المراكز قال الزبيدي تعاقدنا وحسب الاوامر والكتب الوزارية مع 25 معلماً من حملة الشهادات الجامعية وممن لديهم خبرة وباع في هذا المجال وبصفة عقود.
نحلة خماس جبارة باحث اقدم في المديرية العامة لتربية ديالى شددت على المطالبة السريعة بفتح مراكز محو الامية وذلك لما تمثله من خطوة في تصحيح عقبات واخطاء الماضي للوقوف على ارضية صالحة تمكننا من النهوض بالتعليم العام على اتم وجه للانتقال صوب خطوات لاحقة بمعالجة ظاهرة امية استخدام الحاسوب والانترنت.