This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

على الرغم من الجهود المبذولة: مازال شبابنا يتسكعون على أرصفة التسول والبطالة
18/09/2008

 

 

الديوانية - عباس رضا الموسوي- الصباح
تبقى المشكلة التي يعيشها الشباب العراقي محط انظار الجهات ذات العلاقة في مختلف بلدان العالم الحديث حيث ان هذه الفئة التي ذاقت مرارة المجاعة على مدى سنوات بسبب الحصار وعاشت هول الحروب لسنوات اخرى وجد فيها (ديكتاتور العصر) انها سنوات زهوه وتألقه، مازالت تعيش اليوم كارثة البطالة خصوصا وان اغلبية شبابنا هي من الخريجين واصحاب الشهادات العليا لذا آثر الكثير منهم الهجرة الى دول مختلفة على البقاء باحضان الام الوطن وكأن الزمان قد عاد من جديد وخير دليل على هذا مانراه صبيحة كل يوم من اقتتال امام مكتب اصدار جوازات السفر ومكاتب النقل البري وصالات المطارات.
في هذا التحقيق نحاول الاقتراب الى جراح الشباب في محاولة جادة لعرضها على صفحات (الصباح) عسى ان تتفهم الاسرة دورها الحقيقي والجهات المعنية مسؤولياتها الملقاة على عاتقها عسى ان يصرخ الضمير فينا جميعا.
شابات على قارعة الطريق
في حديثها لي حول الاسباب التي جعلتها تمتهن التسول تقول المواطنة منى (16 سنة) تتنقل في اسواق الديوانية للحصول على المساعدة: ان والدي هجر امي دون سابق انذار قبل (9) سنوات وحاولت امي الاستعانة باقاربنا لانقاذ الاسرة المكونة من (4) اطفال انذاك ولكن دون فائدة لذا تركنا المدينة التي كنا فيها ورحلنا الى الديوانية فعملت امي بالتسول لغرض توفير لقمت العيش لنا ولكن بعد فترة اتهمت بقضية اداب فحبست وعندما خرجت من الحبس وجدتنا جميعا نتسول وهذه الظاهرة مازلنا عليها منذ النشأة.
وتضيف منى: لقد حاولت ان اكون (صالحة) الا ان الناس هم لا يريدون مساعدة امثالي فلا يوجد احد يأخذ بيدي ويثق بي ويدخلني في مجال عمله كعاملة وقد سنحت الفرصة لي قبل اقل من السنة ولكن منذ اليوم الاول حاول رب العمل مع اصدقائه اغتصابي لولا ارادة الله التي مكنتني من الهرب عندما استخدمت (حيلة المتسول) فغلبت على ذكاء التاجر لذا سأبقى في هذه المهنة وارفض اي عرض يقدم لي حتى وان كان منصباً كبيراً لاني لا اثق باحد بعد تلك التجربة المريرة ويكفي اني اعمل تحت ضوء الشمس.
فشل منظمات المجتمع المدني
يقول المواطن جليل الشرموطي (27 سنة) لقد حاولت الحصول على فرصة عمل على مدى السنوات الفائتة ولكن دون جدوى وقدمت طلبا لغرض شمولي براتب شبكة الرعاية الاجتماعية فلم احصل على نتيجة بما اني متزوج ولي طفلتان وبدون راتب وذات مرة نصحني احد الاصدقاء بان اطلب المساعدة من احدى منظمات المجتمع المدني فذهبت لهم وشرحت حالتي وطلبوا مني الاوراق الثبوتية فجلبتها في اليوم الثاني واتصلوا بي بعد اسبوعين وحضرت ولكن لاسباب ادارية تم تأجيل توزيع المساعدات الانسانية فعدنا في اليوم الثاني وتم التوزيع فنابني ولله الحمد (بدلة ولادي) قيمتها في السوق (3) الاف دينار مقابل اكثر من(15) الف دينار انفقتها على الذهاب والاياب والغريب اني طلبت منهم ان يستبدلوها (ببدلة بناتي) لعدم وجود طفل ذكر لدي رفضوا وطلبوا مني الرحيل قبل ان يجلبوا لي حراس المكان فعدت والبدلة بيدي اقلبها ذات اليمين وذات الشمال وانا اتحسر على ما اصابني من عوز لا يعلم به الا الله جل جلاله.
هداية موفقة لانحراف مبكر
فيما يقول المواطن محمد محسن (18 سنة) لقد انحرفت في وقت مبكر جدا عندما كان عمري قرابة (15 سنة) بسبب اصدقاء السوء الذين استغلوا صداقتي معهم فراحوا يحثوني على سرقة المال من والدي خصوصا وانه من الاثرياء وان مثل هذه المبالغ البسيطة لا تؤثر به ولا يمكن ان تلفت نظره لذا كنت اجلب لاصدقائي المال من درج مكتب ابي بشكل شبه اسبوعي تحول فيما بعد الى يومي لاسيما بعد ان اعتدت على تعاطي الحبوب المسكرة ومع الايام وجدت نفسي اسرق قلادة امي الذهبية وخاتم اختي الكبرى وفي احد الايام كان والدي وافراد اسرتي قد عرفوا (بحرامي البيت) فنصبوا لي كمينا وما ان اصطادني متلبسا حتى نقلني مباشرة الى غرفة في الطابق العلوي من المنزل كان قد اعدها سجنا لي دون ان ادري وفيها شد وثاقي وعاملني بقسوة على مدى (3) ايام بين الضرب المبرح وقلة الشراب والطعام فيما عمل بقية اسابيع حبسي على توجيهي وارشادي بشكل حضاري وعلمي لا يخلو من عاطفة الاب وخوفه على مصير ولده مستعينا بكتاب الله عز وجل (القرآن الكريم) لدرجة جعلت

مني افضل الانتحار على ملاقاة وجوه افراد اسرتي وفي اخر يوم رمى امامي (10) ملايين واقسم لي انه صادق في ان اخذها وارحل الى اصدقاء السوء ولكن دون عودة ام ابقى الابن البار فاهتديت.
للمؤسسة الثقافية دورها

مدير البيت الثقافي في الديوانية المحامي ماجد البصري يقول: ان اسباب انحراف الشباب عديدة من ابرزها التفكك الاسري والعوز المادي وتأثر الشاب باصدقاء السوء لذا نحاول في دائرتنا المشاركة في معالجة هذه الظاهرة الخطرة عبر اقامة الدورات الارشادية عن اضرار المخدرات والتدخين وغير ذلك من معالجات لخلق جيل شبابي يتمتع بثقافة عالية حتى اننا افتتحنا مؤخرا دورات للموسيقى والفنون التشكيلية والمسرحية تميزت بمتدربين كثر من الشباب على الرغم من قلة الامكانيات التي جعلت المتدرب ينتظر لساعة حتى يحين دوره لاستخدام الالة الموسيقية في الدروس العملية وثمة دورات تأهيلية اخرى من المتوقع ان يقيمها البيت الثقافي خلال الفترة القادمة لتعلم الشباب على الحاسوب في حال حصولنا على الاجهزة الكافية بغيت تأهيلهم للحصول على فرص عمل جيدة تنقذهم من اضرار البطالة ومخلفاتها السلبية على المجتمع العراقي بدوره يقول الفنان الشاب محمد ربيع عن هذه الدورات لقد استفاد منها العديد من الشباب حتى اصبح لدينا وجوه جديدة في المسرح والموسيقى والرسم وان مايميزها هو عدم وجود منافع اخرى تبتغيها الجهة الداعمة من المتدرب كون البيت الثقافي مؤسسة حكومية تهتم بالجميع دون تفرقة.
ما تقدمه الاحزاب للشباب

يرى مسؤول لاحدى المنظمات المدنية في الديوانية صلاح العرباوي ضرورة الانتباه الى ما يحتاجه الشاب العراقي خصوصا في مجال التأهيل الفكري الذي ينقذه من مطب الوقوع في عالم الرذيلة اذ يقول: ان فروع مكاتب منظمة بدر في مركز واقضية ونواحي الديوانية تعمل على توفير ما امكن من دعم الى مختلف الشباب سواء الذين ينتمون الى حركات سياسية او ممن هم يفضلون الاستقلالية وقد اقمنا وشاركنا في العشرات من البطولات الرياضية والدورات الثقافية والفنية لغرض تأهيل الشباب العراقي والاخذ بيده لضمان المستقبل حيث ان الاعتماد على الطاقات الشبابية من الذكور والاناث طريقة ناجحة لبناء الدولة وصيانة ارض الوطن من اقصاه الى اقصاه الامر الذي جعلنا نفتتح (3) اقسام خاصة بالشباب هي الصفوة ـ وهو قسم يهتم بشؤون الطلبة بمختلف مراحلهم الدراسية و تجمع المثقفين ـ وهو قسم خاص بشؤون الادباء والكتاب والفنانين وـ القسم الرياضي ـ وهو القسم الذي يدعم الرياضة بكل العابها مما يجعلنا ضمن مشروع دعم الشباب وتأهيله بالمستوى الذي يلبي الطموح ويسهم في بناء المجتمع العراقي النبيل.