حسين النجم- الصباح
من المتعارف عليه ان المشاريع عندما تختط وتكتب بخطوط عامة وتترك الخطوط والستراتيجيات واليات التنفيذ الى الخبراء والمختصين من اجل ابتداعها وتطوير المشروع وصولاً الى التنفيذ الخاص بالمشروع المراد التفكر فيه.
ويبدو ان مشروع نائب رئيس الجمهورية للبطالة مازال يحتاج الى مناقشة مستمرة من اجل تطويع افكاره نحو تحقيق الاهداف المنشودة واليوم نحاول مناقشة مشروع البطالة في حلقات مستمرة سبيلاً لانضاجه، فبعد ان تم تشخيص الخلل الحقيقي لعاهة الاقتصاد العراقي التي كانت عبارة عن ازمة ممتدة ليست وليدة احداث 9 نيسان 2003 ، وانما الحروب وسنوات المتاهة بين 1990 - 2003 ، واستمر ينخر بالقدرات البشرية دون دواء يذك سوى آليات مبتكرة لم تحقق الهدف المطلوب والنتائج المرجوة منها.
وعلى الرغم من تأشير المشروع الى بطالة الاطفال فاننا بحاجة حقيقية الى تطويع نظم الضمان الاجتماعي وتبني برنامج اجتماعي يهدف الى تشجع عودة الاطفال الى مقاعد الدراسة وتبني نظام الاطعام المدرسي في مدارس العراق كافة ، ناهيكم عن انشاء صندوق للتنمية الاجتماعية يكون في كل مدرسة يهدف الى اعطاء منح مالية للطلاب المتعففين ومن ذوي الفقر المدقع ، وبالتالي سننتشل هؤلاء الاطفال من قوة عاملة غير مثمرة الى صناع لمستقبل العراق وشريحة مقبلة على سوق العمل لابد مواءمة مخرجات العملية التعليمية مع متطلبات سوق العمل المقبلة، وبهذا سنجد توظيف واستثمار شريحة مهمة من شرائح المجتمع العراقي ، الا وهم الاطفال.وبالتالي تبقى الشريحة المهمة والأساسية التي تكون أعمارها بين ( 16 - 45 ) عاماً ، وهذه الشريحة هي التي يجب ان نضعها كمعيار لتحديد البطالة في العراق والتحقق من نسبة 22 % عبر مسح ميداني يقوم بها جهاز او قسم مختص يكون منهم من هو ضمن اليات مشروع البطالة.
ان هذه الشريحة عانت ماعانت من تحديات وصدمات حقيقية فتجد من هو يمتلك تعليماً ابتدائياً او جامعياً او حاصلاً على شهادة عليا ، لكن بالمقابل عندما نحدد هذه الشريحة ونصنفها على اساس العمر والوضع الاجتماعي والتحصيل الدراسي والرغبة بالعمل في قطاع معين والمهارات التي يمتلكها العاطل عن العمل ، فانك ستحل او ستضع في بادئ العقدة ومن ثم ستقود الى بناء نظام معلوماتي متطور ( data pace ) لتصنيفهم وخزن المعلومات الخاصة بهم ومن ثم نقوم بخطوة ثانية الا وهي فتح مراكز للتدريب في رقع جغرافية متعددة وفق نتائج الـ ( data pace ) والمسح الميداني الناتج عنه وبالتالي سنعمل على تطوير كل عاطل عن العمل عبر تحديث وتجديد مهارته ، ولابد ان نفرض علية دورة تدريبية أو درساً مركزياً في ( دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع ) ، لان كل عاطل عن العمل لابد ان يكون صاحب مشروع او جزءاً من مشروع صغيراً كان ام متوسطاً ، وبالتالي ان التدريب وتطوير مهارات العاطل عن العمل ستحفزه نحو النجاح في مشروعه.
اذن نصل بعد ان يتدرب العاطل ليدخل بعد ذلك على لجنة مختصة لابد ان تكون ذات الية وإدراك عاليين لاهمية المشروع المقدم من قبل العاطل عن العمل من اجل إقراضه وفق مشروع الهاشمي بصورة صحيحة ، وعلى هذا الاساس سيتم بناء مشروع وطني ناجح للبطالة وهادف الى كل العراقيين العاطلين عن العمل من سن ( 16 - 45 ) عاماً في اطار اقامة مشاريع صغيرة ومتوسطة تركز اساساً للعمل في القطاعات الفقيرة في مثيلاتها وكثيفة في تشغيل الايدي العاملة ومساهمة بالناتج المحلي الاجمالي للدولة العراقية.
وبذلك نكون قد حققنا اهدافاً ستراتيجية حقيقية وفاعلة للاقتصاد العراقي وعملنا على الحد من البطالة في العراق .