This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

65 في المئة من شبان العراق لا يعملون في تخصصهم
06/10/2008

 

بغداد - خلود العامري     الحياة     

سنوات طويلة مرت على ديار (32 سنة) وهو يبحث عن وظيفة تتلاءم مع اختصاصه الذي حصله من دراسته في كلية الفنون الجميلة، لكن القدر لم يسعفه في إيجاد تلك الوظيفة ولا يزال يعمل سائق سيارة أجرة منذ حوالي عشر سنوات.

ديار، الذي يحمل بكالوريوس في تصميم الأزياء، يدرك صعوبة الحصول على مهنة تناسب اختصاصه في بلد مثل العراق، الذي يعمل نصف شبابه في اختصاصات غير تلك التي درسوها في الجامعات، فيما يمارس آخرون مهناً لا تحتاج إلى شهادات... كإدارة المحلات التجارية وقيادة سيارات الأجرة. ولكنه لا يزال يأمل في العمل كمصمم أزياء وهو المجال الذي أحبه ودرسه ورفض تغييره.

ويقول ديار إن الفوضى السائدة في البلاد منذ زمن، حرمت الكثيرين من ممارسة اختصاصاتهم إذ امتهن عدد كبير من أصحاب الشهادات العليا بيع السجائر والعطور سنوات طويلة في أسواق الجملة وسط بغداد، قبل حصولهم على وظائف ملائمة. ويؤكد ان جميع أصدقائه يعملون في مهن لا تتلاءم مع اختصاصاتهم اما بدافع الحصول على المال او بسبب عدم وجود وظائف ملائمة، ويقول: «الشباب لا يهتمون كثيراً لمسألة الحصول على مهنة في اختصاصهم، بل عن فرصة عمل دائمة وبأجر مناسب».

وتنطبق هذه الحال على أكثر من نصف عدد الشباب العراقي وفق الإحصاءات الأخيرة التي أجرتها منظمة رعاية الشباب في العراق والتي صنفت الشباب في ثلاث فئات: حاصلون على شهادات ويعملون خارج إطار اختصاصاتهم ويمثلون 61 في المئة من الشباب في العراق؛ لا يملكون اختصاصاً ولا فرص عمل ثابتة وغالبيتهم من الأميين أو ممن لم ينهوا دراستهم الإبتدائية ويمثلون 23 في المئة من الشباب؛ حملة الشهادات العليا، يمثلون 16 في المئة من الشباب، يعمل 9 في المئة منهم في التعليم الجامعي ويبحث 5 في المئة منهم عن فرص عمل دائمة ومناسبة ويعملون في مهن موقتة.

ويلجأ بعض الشباب الى تطوير هواياتهم واتخاذها مهناً بديلة من اختصاصاتهم الجامعية، ويقول خالد محمد (25 سنة): «الاختصاص لم يعد مطلوباً في الوقت الحالي، والخبرة باتت المعيار الأكبر لقياس كفاءة الشباب أثناء تقدمهم للحصول على الوظائف... مثلاً استطاع أحد أصدقائي الحصول على وظيفة مصور في إحدى الفضائيات على رغم كونه يحمل شهادة جامعية في اختصاص الكومبيوتر».

ويعترف خالد بأنه لم يتوقع يوماً الحصول على وظيفته الحالية لأنه بدأ هاوياً للتصوير وفتح مكتباً لتصوير الأعراس والمناسبات واستمر في تطوير هوايته حتى فاز في إحدى المسابقات المحلية في تصوير أفضل حفلة زفاف واستطاع من خلال أحد أصدقائه ان يدخل الى عالم التصوير التلفزيوني. ويقول: «عندما تقدمت للعمل لم يهتموا لشهادتي واخضعوني لاختبار في التصوير وحصلت من بعده على الوظيفة».