بغداد - باسل القيسي- الصباح
عبير، طفلة فقدت عائلتها اثر حادث ارهابي. الطفلة التي لم تتجاوز السابعة من عمرها لم تجد من يعيلها سوى احدى دور رعاية اليتيم في بغداد بالنسبة للكثير من امثال عبير تبدو الاخيرة محظوظة لايجادها من يقودها الى هذه الدار والا فستكون العواقب غير مضمونة بتاتا.
- 15 داراً فقط
في الاونة الاخيرة كثر الحديث عن واقع اليتيم والطفل. في العراق لا يمكن المرور بسهولة امام هكذا فئة لاسيما ان البلد مر بحروب عدة خلال العهد المباد ومن ثم حرب ارهابية قاسية ما ادى الى ظهور اعداد كبيرة من الايتام.
الاحصائيات الاخيرة تشير الى وجود اعداد كبيرة من الايتام. نسبة قليلة فقط هي من تحصل على العناية.
فالارقام التي نشرتها مؤسسات تعنى بالطفولة اشارت الى ان 469 يتيماً يعنى بالرعاية موزعين على 15 دارا في بغداد والمحافظات عامة الرقم لايمثل شيئا بالنسبة للمتابعين .
- مؤسسات إيوائية
كثيرون اشاروا الى ان اهم العوائق التي تقف بوجه من يريد خدمة هذه الفئة يتعلق بقرار كانت الحكومة قد اصدرته يمنع بموجبه انشاء دور اهلية لرعاية الايتام .
بالمقابل الحكومة تحاول من جانبها ان تقدم خدمات متميزة للايتام ، من هنا جاء تبرير المسؤولين بحصر الخدمة بطرفها. من اهم المؤسسات الحكومية في هذا الجانب يبرز دور الدولة لرعاية الايتام . الدكتورة عبير الجلبي مديرة قسم دور الدولة تقول : تعتبر دور الدولة مؤسسات ايوائية ترعى شريحة من صغار الاطفال الاحداث من كلا الجنسين من عمر يوم واحد وحتى 18 سنة.وتضيف : نظرا لحرص الدولة على رعاية اليتيم فقد اخذت على عاتقها فتح دور ايوائية حيث نص نظام دور الدولة رقم 5 لسنة 1986 على ان تتولى دائرة رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة فتح دور الدولة حصرا فلا يجـوز لاية جهة اخـرى فتح دور رعاية الايتام.
- الجو الأسري
مختصون اشاروا، في مقابل القرار، ان زيادة اعداد دور الأيتام التي ترعاها الدولة حالة غير صحية وليست ثقافية لان ثقافة الشعب العراقي تتفاعل مع الكفالة الاجتماعية وهي خصيصة ايجابية كانت على الدوام تبرز كسمة من سمات المجتمع العراقي وليس من اللائق ان يتخلى عنها ببساطة، وقرار الحكومة بمنع القطاع الخاص عن ممارسة هذا الدور الجميل انما هو ارتجاع وتنازل عن صفة اخلاقية اجتماعية اصيلة.
هذه الدور تقدم الرعاية لمن هم بحاجة الى ايواء وفقا للظروف الاجتماعية والاقتصادية ومن ثم توفير الجو الاسري لمن فقد اسرته لسبب او لاخر وايضا تقديم خدمات تعليمية حيث يتم الحاق المستفيد بالمدارس القريبة من موقع الدار فضلاً عن رعاية صحية تقدم للساكنين وبعدها يأتي دور الخدمات الاجتماعية والترفيهية . ايضا تهتم الدار بمنتسبيها حتى بعد خروجهم من الدار حيث تتم متابعة الايتام والحرص على توفير حياة مستقرة لهم.
- حقوق الطفل
بالنسبة لواقع الطفولة بدا اهتمام الدولة بهم جليا من خلال الحرص على تطوير عمل هيئة رعاية الطفولة. الهيئة التي تأسست العام 1979 تعمل من اجل تحقيق حياة افضل وضمان حقوقهم وتهيئة جميع الوسائل والسبل الكفيلة بخلق جيل واع تنمو وتتقدم شخصيته على قيم الحرية والوعي والتسامح وتنفيذ مبادئ اتفاقية حقوق الطفل والالتزام بتنفيذها على ضوء التعاليم الدينية والتقاليد والاعراف المجتمعية السائدة.
- حماية الطفولة
تقول الدكتورة كوثر ابراهيم مديرة مكتب الهيئة : لا يخلو كل عمل من معوقات فالهيئة تفتقر الى ميزانية خاصة واستقلال اداري . وقد اشتركت الهيئة في اربعة مؤتمرات على مدى السنوات الاربع الماضية تمخضت عنها نتائج وتوصيات اهمها ضرورة تضافر الجهود للوزارات والمنظمات للنهوض بواقع الطفل العراقي واصدار خاص به وايضا الاسراع بتشكيل برلمان للطفل ومراعاة ظروف اطفال الاسر المهجرة واسعافهم تربويا واجتماعيا.
وتشير مديرة الهيئة الى ان هناك دعماً خاصاً مقدماً من منظمة اليونيسيف يتركز على برنامج حماية الطفولة في الظروف الصحية الصعبة والتأكيد على الاطفال المهجرين قسرا والمهاجرين ثم العمل على تفعيل مشروع الصدمة
الاجتماعية ورعاية الايتام وتفعيل مشروع الدمج الاسري لهم وحماية الاطفال المهمشين واطفال الشوارع وحماية الاطفال العاملين ومحاربة مشكلة عمالة الاطفال ودعم حماية الاطفال من جميع اشكال العنف الجسدي والجنسي ورعاية الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وحمايتهم من التلوث البيئي ودعم برنامج دائرة اصلاح الاحداث وغيرها من المشاريع