This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

تقرير: ثلث الأسر العراقية قائم على الزواج المختلط..الحب أقوى من الطائفية
10/10/2008

 

 

المستقبل..اتاح انخفاض وتيرة العنف الطائفي والحدة في الخطاب التحريضي المتبادل الذي ميز مفردات الحياة اليومية في العراق خلال السنوات الثلاث الماضية عودة لافتة للمصاهرة بين العوائل السنية والشيعية. اجواء الانفراج الامني النسبي بعد اكثر عام من تطبيق حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خطة امن بغداد (فرض القانون) ساعد عوائل كثر على نسيان او تناسي قصص الموت والانقسام الاجتماعي التي طفح بها المجتمع العراقي بعد تفجير مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري (ع) في سامراء شتاء 2006 الذي اوصل البلاد الى شفا حرب اهلية بين السنة والشيعة وساهم بزيادة حالات الطلاق بين المتزوجين من كلا المذهبين فضلا عن تردد العوائل في تزويج ابنائهم او بناتهم من مذهب مختلف.

وتبدو قصة الشاب اوس البازي (سني) الذي تزوج من لانا الساعدي (شيعية) قبل نحو 5 اشهر واحدة من عشرات او مئات قصص المصاهرة بين المذهبين التي بدأت بالعودة مرة اخرى بعد الهدوء الامني.
يقول اوس (24 عاما) "اقدمت على تحدي القيود التي فرضت قسرا على مثل هذه الزيجات بعد الاحداث الدموية التي شهدها العراق، فكان قراري الزواج من فتاة من مذهب آخر خيارا حاسما لا يقبل التراجع، فالحب اقوى من التقسيمات الطائفية الوافدة الى العراق".
ويضيف لـ"المستقبل" "كان زواجنا قصة بكل معنى الكلمة فعلاقتي بلانا بدأت قبل احداث سامراء، لكن بعد هذه الاحداث المؤلمة اختارت عائلتي ترك العراق والرحيل الى مصر للاستقرار فيها، وحين علمت بفرار عائلة زوجتي الحالية الى سوريا اخترت العودة من مصر الى حيث محل اقامتها لأكون قريبا منها".
وتابع: "بعد معاناة اشهر عدة تمكنت من اقناع اهلها بالزواج كما ان عائلتي لم تبد اي اعتراض على زواجي من فتاة من مذهب اخر على الرغم من ان شقيقي خطف على يد احدى الميليشيات ومازال مصيره مجهولا".
وكانت الزيجات المختلطة بين الطائفتين تمثل حالة طبيعية في العراق قبل الغزو الاميركي في نيسان (ابريل) 2003، لكن اعمال العنف الطائفي حالت دون مثل هذه الزيجات لاسيما مع ما تواتر من قصص طلاق جرت بضغط من متطرفين سنة او شيعة فرضوا نمطا جديدا للتعامل الاجتماعي من خلال رفض التعايش المشترك والتصاهر بين المذاهب على الرغم من ان علماء الدين من المذهبين لم يبيحا التفريق بين زوجين على اساس المذهب حيث لا حرج في تزويج الشباب او الفتيات من مذهبين مختلفين.
وتشير بعض الاحصاءات الى وجود نحو مليوني اسرة عراقية قائمة على الزواج المختلط بين السنة والشيعة وهو ما يمثل نحو ثلث عدد الاسر العراقية كون هذه الزيجات جاءت نتيجة العلاقات الاجتماعية المتوارثة او تواجد عوائل من مذهب معين في مناطق تغلب عليها اكثرية مذهب اخر، حتى ان عوائل مختلطة انقسمت طائفيا حسب قناعات افرادها وميلهم الى الاب او الام.