الصباح-الاسرة و المجتمع

قدمت لجنة المراة والاسرة والطفولة في مجلس النواب العراقي في آواخر ايلول المنصرم خطة عمل ستراتيجية لقيادة عملية التغيير والتحول الاجتماعي في المرحلة الجديدة من تاريخ العراق .

وجاءت الخطة بمبادرة من السيدة سميرة الموسوي رئيسة اللجنة في مجلس النواب .
وتسعى الخطة في اطارها الاول الى تكثيف برنامج عملي يشخص العلل الاجتماعية التي أصابت المجتمع والشخصية العراقية من جراء سياسات النظام الدكتاتوري السابق ومنظومات العنف وسياسات القمع التي كان يعتمدها وبالتالي اورثت هذه السياسات امراضا في الشخصية العراقيةكان على رأسها الخوف والتردد.
 كما اورثت هذه السياسة والفلسفة البيئات الحاضنة للعنف واستشراء ظاهرة الفساد الاداري وغياب الواعز الوطني والمسؤولية في التصدي لبناء التجربة الديمقراطية الجديدة.وكلها معوقات في طريق صناعة تاريخ التحول الجديد للانسان والمجتمع العراقيين .
ولذا يحرص المبادرون للخطة من ابتعادها قدر الامكان عن الالتباس في الرؤية وعدم وضوح الاهداف والاستغراق في الاوصاف الانشائية او التعويمات النظرية التي تبعد الخطة عن الهدف المرجو منها وتخالف النوايا الصادقة التي وضعت من اجلها .
وتتركز اهمية الخطة في الاهداف التي تتوجه اليها ومحدداتها في (الاسرة والمرأة والطفولة)بوصفها الحلقات الاكثر تضررا من سياسة تدمير وسحق الشخصية والحلقات الاكثر تعرضا لنتائج هذه السياسات الاخلاقية والاقتصادية من جراء الحروب والبطش والابادات والتجويع .
ولذا ترى الخطة  ضرورة اجراء عمليات طوارئ لانتشال هذه الشخصية مما علق بها من تشوهات وانحدار قيمي... وتقترح الخطة مستويين من التحرك والمبادرة لتحويل مفرداتها الى برنامج عملي ملموس النتائج .
الاول: يكون عاجلا في مجال العمل بالمؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني العاملة في حقل الاسرة والمجتمع وتفعيل العمل بالقوانين الخاصة برعاية الشرائح الاجتماعية وتكثيف حملات الوعي بالتشريعات ذات الصلة من قبل العاملين في مؤسسات الدولة التي حددتها مفردات الخطة في سياقها  وكذلك الجهات التشريعية في البرلمان العراقي .
والثاني: هو بعيد المدى المعتمد على حملات توعوية وثقافية تسهم بها وتشترك فيها جميع المؤسسات والوزارات والمنظمات في الدولة والمجتمع .
وتضع الخطة مفردات عملية تنتظر التطبيق والانجازبما يكفل تحقيق بوادرها الاولى ويضمن تلمس أثره جيداعلى ارض الواقع ودعا القائمون والمبادرون للخطة الى اغناء مفرداتها وتعديل ما هو مناسب ومنسجم مع اهداف الخطة المعلنة من قبل  المختصين من التربويين والاكاديميين والناشطين في الحقل الاجتماعي وتوجهت بشكل خاص للاكاديميين العراقيين في توظيف خبراتهم واستشارتهم العملية لاغناء النص الاول للخطة الستراتيجية المذكورة.
لا يمكن لهذه الخطة ان تحقق النجاح والمطاولة في التطبيق من دون توفر النوايا الوطنية والواعز المسؤول كما لايمكن  ان تتكامل الا عبر محاولات المراجعة والتصويب المستمرين واغناء مفرداتها حسب الاختبار العملي للخطة واهدافها .
يذكر ان لجنة المرأة والاسرة والطفولة في مجلس النواب قدمت مذكرتين واحدة لرئيس الوزراء نوري المالكي شرحت فيها ايجازالخطة وأسباب انطلاقها وآليات عملها وموعد انطلاقها في 10-12 من العام الجاري.
والمذكرة الاخرى للوزارات المعنية والتي حددت الخطة شمولها بتنفيذ مفرداتها.