This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

رئيسة لجنة المرأة والأسرة والطفولة: مشروع الخطة الستراتيجية أقدمه وفاءً لأرواح الشهداء وأرامل وأيتام
22/10/2008

 

 

حاورها : توفيق التميمي- الصباح

بين اواخر ايار وموعد انطلاق المبادرة ويوم 12/10 من هذا العام الذي حدد ليكون موعداً للانطلاق بتنفيذ مفردات الخطة من قبل الوزارات والجهات التي حددتها الصياغة المعدلة والنهائية (للخطة الستراتيجية) .بين الموعدين ستتكثف الجهود والاتصالات لتحويل الاحلام والاهداف المرجوة من الخطة الى واقع المجتمع والشرائح التي استهدفتها الخطة في محدداتها (الاسرة ـ المرأة ـ الطفولة) لتسليط الضوء على الخطة والوقوف على الاليات التي تفكر بها صاحبة المقترح.. والمنطلقات الاولى التي اطلقت هذه المبادرة وعن مدى تلمس عناصر النجاح لهذه الخطة..كان لنا موعد لمقابلة خاصة بملحق الاسرة والمجتمع في جريدتنا.. صاحبة المبادرة الاولى في هذه الخطة ورئيسة لجنة المرأة والاسرة والطفولة في البرلمان مع السيدة سميرة الموسوي التي كانت حريصة على هذا اللقاء..
وسبقتنا بالحضور.. وقبل ان نشرع في البدء بالحوار واستقبال الاجوبة والردود على اسئلتنا المشاكسة..،حرصت السيدة سميرة الموسوي على اشاعة جو من الود والمحبة والالفة.. للدرجة التي لم اشعر بان هناك مسافة موجودة بين مواطن بدرجة نائب برلماني ومواطن بدرجة اعلامي.. فكان الحوار بين مواطنين دون القاب يوحدهم هم مشترك ويجمعهم هدف واحد باتجاه اظهار واعلان خطة ستراتيجية  هدفها المرأة والاسرة والطفولة.. تلك الحلقات الثلاث التي لا يمكن لبناء مسيرة جديدة او بداية تحول تاريخي.. دون ان تمر هذه الحلقات باطوار التحول والتغيير الذي تبحثه وتهدف الى تحقيقه هذه الخطة الستراتيجية التي اطلقتها السيدة سميرة الموسوي في اواخر ايلول الجاري.
ولروح الامومية التي تتمتع بها السيدة الموسوي.. فان مشاعر التوجس من ردود افعال غير محمودة على بعض المشاكسات والمناكدات للاسئلة التي اعددتها.. تلاشت  منذ اللحظات  الاولى للمقابلة..
وهكذا ابتدأت مقابلتنا:
* ماذا تريد الخطة ان تقول في ابرز ملامحها
 في مجال( التغيير والتحول الاجتماعي) في مجال المراة والاسرة والطفولة ؟
ـ اعتقد ان من ابرز المهام التي تقع على عاتقنا في هذا المنعطف التاريخي والكبير.. هو ترسيخ ملامح التحول من الدكتاتورية الى الديمقراطية خاصة في الفضاء الاجتماعي.. وشرائحه المنهكة في حلقاته المعروفة والضعيفة..
وضع البدائل
ومن هنا فان من ابرز ملامح خطتنا الستراتيجية، هو وضع البدائل التربوية والسلوكية للشخصية العراقية التي تعرضت للسحق والتدمير طيلة اربعة عقود من حكم التسلط الدكتاتوري..
ورغم  تاثيرات هذا التدمير والانسحاق اختلفت من شخص لاخر ومن واقع اجتماعي لاخر.
كان لابد من وضع الحلول والعلاج السريع لاثار هذه الحقبة المظلمة من تاريخ العراق المعاصر. التي تمثل انحداراً قيمياً وسياسياً في حياة المجتمع العراقي.
حيث تفشى الخوف والرعب وسادت ثقافة العنف وعسكرة الحياة المدنية من قبل السلطة الفاشية.. كما سعت هذه السلطة لتفرقة ابناء الوطن وتمزيق اواصر وحدتهم واسباب تآلفهم.. عبر سياسات وتوجهات مخالفة لقوانين السماء وشرائعها وكذلك منافية للمواثيق والعهود الدولية التي اجمعت عليها دول وشعوب العالم المتحضر وكانت من ابرز ضحايا هذه الفترة وتلك السياسة المرأة والاسرة وبشكل خاص الطفولة..
ومازالت هذه الحلقات ترزح تحت الام وعذابات كثيرة. وللاختلال في منظومة الحقوق والواجبات للمواطن العراقي.. الذي تعلم وتدرب على ثقافة الواجب  وتغييب ثقافة الحقوق والمواطنة نتيجة لذلك نشأت سلوكيات العدوان وروح اللامبالاة وضياع الهوية وتفتيت المواطنة.. وكذلك عززت شعور الخوف والتردد..
وطن بهيئة السجن
ونتيجة لذلك خسر العراقيون كثيراً من قيم المواطنة والتسامح المعروفة في تاريخهم وطباعهم.
وكذلك من جراء هذه السياسات العدوانية للسلطة ازاء مواطنيها.. اصبح العراق مجتمعاً غريبا وشاذا في مسيرة المجتمع العالمي ومتخلفا في المسير نحو التحضر والمدنية ومواكبة التطور الحضاري فاستطاعت الدكتاتورية بسطوتها عزل هذا المجتمع عن الحراك العالمي ومنجزات العولمة الحديثة...
وعاش العراقيون داخل وطن مسور باسوار سجن كبير وتحت قبضة سجان لا يرحم..
ومن هنا رسمنا في الخطة الستراتيجية آليات عمل لاستعادة تلك الحقوق المضيعة والمستلبة لفئات المرأة والطفل والاسرة وانطلاقة من صفتي المسؤولة كرئيسة لجنة المرأة والاسرة والطفولة وبشعور المواطنة ومسؤوليتها  في المبادرة والتغيير.
 محفزات للخطة
وتوفرت لدينا الرؤية الواضحة في مشروع التغيير والتحول الاجتماعي.. من خلال مشاهداتنا الميدانية المتواصلة مع شرائح المجتمع العراقي.. ومن خلال استفادتنا من المراكز البحثية والاكاديمية وخاصة في جامعة بغداد واندكاكنا في العمل مع المنظمات الاجتماعية العاملة في مجال الاسرة والايتام والارامل.
ومما حفزنا على اطلاق الخطة .. حضورنا في ندوات ومؤتمرات في خارج العراق اقامتها منظمات دولية تهتم بشؤون الاسرة والمجتمع ومن خلال ذلك كله.. استطعنا ان نمتلك قاعدة معلومات يمكن اعتبارها بمثابة المرتكز لهذه الخطة الستراتيجية التي نطمح من خلالها لترميم الخراب الذي طال البنية الاجتماعية في المجتمع العراقي كما ذكرت.
* تبدو الخطة .. عند القراءة الاولى لها.. نوعا من ترف تنظيري في واقع محتقن بالازمات والصراعات السياسية والمشاهد الدموية التي تتصاعد وتنحسر بين الحين والاخر.. كيف يدافع المبادرون لهذه الخطة عن هذا الاتهام الوارد؟
ـ  لا اعتبر الخطة من حيث موضوعها وهدفها وتوقيت انطلاقها ترفاً تنظيريا كما وصفتموها في معرض سؤالكم..
لان الخطة انطلقت على ضوء الامل الذي انبعث في نفوس العراقيين بعد التغيير.. واصبحت الفرصة التاريخية مواتية للجميع للتعبير عن افكارهم وتصوراتهم دون خوف او تردد.
وتلمست الحماس الوطني لدى الكثير من العراقيين باتجاه التغيير والتحول خاصة في مجال القيم والاعراف وبناء الشخصية من جديد وفق فلسفة جديدة ومغايرة للفلسفة العدوانية السابقة التي كان ينتهجها النظام السابق ورموزه التسلطية. 
التوقيت مناسب
ولو قدمت هذا المشروع قبل (اربع سنوات) من الان كان يمكن للمشروع ان يكون ترفا تنظيرياً.. وقد اجازف بنجاحه وديمومته.. ولوجدت الخطة معارضين كثيرين لها.
* في سياق الخطة هناك فقرة تقول (مع يقيننا بان عمل تغيير البنية الاجتماعية وما لحق بها من تشويه ليست مستحيلة إلا انها صعبة وبطيئة النتائج.. لكنها ستكون الاساس المتبنى لاقامة الدولة الحديثة.
والسؤال كيف تراهنون على هذا الاساس المتين وتضمنون بان لا تكون الخطة مجرد زوبعة يمكنها ان تتواصل وتتنامى وسط التعقيدات السياسية والتحولات الاجتماعية والتبدل في الادوار والمواقع السياسية؟
كيف تضمنين استمرار هذه الخطة.. ان لم يحالفك الحظ في الفوز بدورة برلمانية قادمة.. وأنت صاحبة المبادرة في الخطة؟
- اننا نراهن على المضامين الانسانية للخطة.. وعلى الضمائر الوطنية التي تحمل شرف المسؤولية.. التي يمكن ان تحول الخطة من مبادرة فردية واطار لجنة الاسرة والمجتمع.. الى مسؤولية يتبناها الجميع في الدولة واطرافها المدونة بما فيها منظمات المجتمع المدني والمواطن نفسه صاحب المصلحة الحقيقية في نجاح الخطة.
آليات للتنفيذ
ولنضع حدا للتخوف والتوجس من تعرض الخطة الى الاهمال او التجاهل في حالات التبدل في المواقع والادوار السياسية التي يلمح اليها السؤال
 وتحاشيا من هذا التصور والانطباع.. حرصنا منذ الصياغة الاولى للخطة ورسم ملامحها وكتابة مفرداتها ان تتضمن الخطة جميع الآليات والضوابط التي تكفل نجاح التنفيذ لها على الواقع..
من خلال المستوى التنفيذي ومخاطبة الوزارات المعنية التي تضمنت (13) وزارة تعمل في اطار الاسرة والمجتمع والطفولة..
دور الاعلام
وهنا اود ان اشير لدور الاعلام المعضلي والمهم في تطبيق الخطة واقامة الجسور والتواصل بين المسؤولين والاطراف المستفيدة من هذه الخطة.
هذا التواصل وتلك المهمة الاعلامية ضروريان لانجاح الخطة وتكاملها..
ويمكن لنا عن طريق الاعلام ان نستمع الى الآراء والمقترحات والافكار التي تنصب في خدمة اهداف الخطة وتغني مفرداتها الموضوعة.. كما يمكن لنا ان نستقبل ردود الافعال التي سيثيرها نشر الخطة عبر وسائل الاعلام لدى الجهات المعنية والمشمولة بتطبيق مفرداتها.
 فاننا رسمنا آليات عمل.. ابتدأت بمفاتحة الجهات المعنية بتفعيلها ابتداء من مجلس النواب ورئيس الوزراء وكذلك جميع الوزارات المعنية بالخطة.. وطالبنا الوزارات بالتنسيق مع اللجنة البرلمانية في اثراء مفردات هذه الخطة.
وكذلك اعداد دراسة علمية لمشروعنا الانساني.. وتكليف ممثل عن كل وزارة لحضور اجتماعات اللجنة.
وتتركز مهمة اللجنة في تطبيق مفردات القوانين العاملة في مجال الاسرة والمجتمع والتنسيق مع الوزارات لمتابعة
التنفيذ والنزول الى ادنى المستويات التنفيذية في المديريات التابعة لهذه الوزرات وعندما يتحقق كل ذلك.. مع حملة اعلامية وطنية ترقب وترصد وتشخص مستويات التنفيذ صعودا وهبوطا.. ستضع الخطة الاستراتيجية نفسها في المسار الاستراتيجي الوطني.. وستكون مفردة مهمة في حياة ومستقبل المواطن العراقي.
وعندها سينتهي الدور الفردي والمبادرة الذاتية عندما تصبح الخطة وضمان تحقيقها في ذمة المواطن والمجتمع والتاريخ.
* ما هي المشاعر الوجدانية التي حركت النائبة البرلمانية (سميرة الموسوي) باتجاه خطة استراتيجية للمجتمع العراقي..
هل كانت الخطة من بناة افكارك الذاتية.. أم هناك جماعات اخرى تودين ذكرهم هنا للتاريخ؟
ـ قدمت هذا المشروع باسم كل شهداء زمن الدكتاتورية البغيض.. قدمته انتقاما من لحظات الرعب والخوف التي عشتها في زمن الفاشية.
قدمت هذا المشروع انتصارا للجمال على القبح وشروره وبرغم انني كنت في موقع جيد انا وعائلتي.. ولكن كنت اشعر بان انسانيتي غير متكاملة..
كنت اعيش الخوف.. واشعر بالقيود تكبلني وتطوقني كتبت هذا المشروع.. للانتقام من سلوكية النفاق الانتهازية التي مثلها احسن تمثيل رئيس سلطة النظام المقبور الذي سوّق نفسه للاقليم العربي والدولي عبر وسائل اعلامه المضللة بانه المؤمن.. العادل.. الغيور على شعبه ومصلحة مواطنيه.
وفي الحقيقة كان نموذجا للحاكم الفاسد.. الظالم.. لانه عمل جميع الموبقات التي تأنف منها حتى الحيوانات وسخر امكانات المجتمع والثروة لدوام سلطته وجلاوزته وحراسه الشخصيين.
بينما كان الانسان العراقي تهدر كرامته اليومية.. ويستباح في كل مكان يذهب اليه.. في العمل والبيت والمعسكر..
الطفل فقد براءته في العاب العنف ورؤية الموت اليومي والمرأة اهدرت كرامتها.. وترملت بسلسلة حروبه.. والمجتمع انهارت قيمه في التسامح والمحبة تحطمت سلاسل المجتمع كلها وتبعثرت حلقاته.. رأيت ذلك كله.. وشهدت عليه..
لذا كان لزاما ان افكر من موقع مسؤوليتي بالبدائل لكل هذا الخراب.. واستثمار الوقت اللازم لذلك..
لذا فانا استحضر ارواح كل الشهداء الذين غيبهم النظام في مقابره المجهولة.. ومنهم اخي الذي ضيعه النظام واعتقله في بواكير شبابه.. ولم اعثر عليه حتى الآن.
لارواح الشهداء.. والاساتذة الكبار في الجامعات والمعاهد الذين ساقهم النظام الى دهاليز سجونه ومطاميره من دون رادع او وازع. وكذلك اهدي هذه المبادرة.. الى ارواح الشهداء من الطلاب والتلاميذ الذين كان من الممكن ان يكونوا اليوم قادة حقيقيين لمجتمع التحول والتغير الديمقراطي الجديد.
وقبل هذا وذاك
شكرا لسالم مشكور
اود ان اقول بان الفضل والامتنان باطلاق هذه البادرة.. يعود للاعلامي العراقي في قناة الحرة العراق (سالم مشكور) الذي بث من خلال احدى حلقاته موضوعا عن مثل هذه الخطة.. وبعد ذلك تنامت الفكرة واختمرت بشكلها وصيغتها النهائية..
ولا يفوتني ان اتقدم بالشكر لجميع وسائل الاعلام التي خصصت لها بابا خاصا في الخطة بوصفها الشريك الفاعل في مراقبة هياكل الدولة الديمقراطية واجهزتها التنفيذية.
شخص لا استطيع البوح باسمه
كما اتقدم بخالص آيات الشكر والعرفان لشخص لا يود ذكر اسمه كان له دور مؤثر في اطلاق هذه الخطة واظهارها للتطبيق والعمل.