البصرة/ أصوات العراق: دعا أطباء في مستشفيات البصرة، الجمعة، إلى إنشاء مراكز تخصصية لرعاية الأطفال المصابين مرض الشلل الدماغي الذين تصل أعدادهم إلى 350 طفلا في المحافظة، نظرا لعدم قدرة الأقسام المعنية في المستشفيات على توفير الدعم والرعاية الخاصة لهم.
يقول الدكتور مصعب عبد اللطيف في مستشفى البصرة لـ (أصوات العراق) " إننا بحاجة لمراكز متخصصة في علاج حالات مرض الشلل الدماغي للأطفال، كون هذه الحالات بحاجة إلى رعاية وعناية خاصة ولفترات طويلة ناهيك عن كوادر متخصصة في هذا المجال."
وناشد وزارة الصحة بتوفير مراكز متخصصة للعناية بذوي الاحتياجات الخاصة ومنهم الشلل الدماغي وتأهيل كوادر مختصة أيضا لعلاج تلك الحالات التي بدت متزايدة في الفترة الأخيرة .
وأشارت اختصاصية النسائية والتوليد والأستاذة في كلية الطب ساجدة الربيعي الى "ضرورة وجود مراكز تخصصية لمتابعة الأم الحامل خلال فترة الحمل وتوعيتها وتثقيفها حول التغذية والاستشارة الطبية الدورية كما نحن بحاجة أيضا الى دور اكبر للدولة من اجل توفير المراكز الخاصة فضلا عن تأهيل كوادر متخصصة لعلاج حالات كهذه ".
مبينة ان "العديد من هذه العوائل تعاني بسبب إصابات أطفالهم بالشلل الدماغي لان المريض بحاجة الى رعاية وعناية خاصة ولفترات طويلة ربما تستمر لسنوات مما يدعو الى توفير أماكن خاصة لتوفير تلك العناية والرعاية."
وتابعت " فضلا عن إمكانات الكثير من العوائل المادية البسيطة والتي لاتوفر مصاريف العلاج المستمر لاسيما وان حالات الشلل الدماغي يصاحبها الكثير من المضاعفات ومراجعة عدد من الاختصاصيين غير اختصاصي الدماغ ".
واقترحت شمول هذه الشريحة من المصابين بكافة أنواع الدعم ماديا ومعنويا .
وقال اختصاصي العلاج الطبيعي في قسم تأهيل الأطفال في مركز التأهيل الطبي بالبصرة انه "لايوجد لدينا مراكز متخصصة في علاج حالات كهذه ولكن لدينا قسم لتأهيل الأطفال في مركز التأهيل الطبي، لكنه لايلبي الطموح في ظل زيادة أعداد الأطفال المصابين الذين يراجعون المركز ،فهو عبارة عن قاعة واحدة لاتتجاوز مساحتها 100 متر مربع بما فيها صالة الانتظار."
وبين "بدأنا العمل فيها في العام 2004 عندما بدأت باستقبال الحالات بأربع أطفال فقط من المصابين بالشلل الدماغي فيما بلغ العدد ألان أكثر من 350 مريضا مسجلا ،فضلا عن النقص الحاد في عدد المختصين في علاج هكذا إصابات." لافتا الى انه اعد دراسة متكاملة حول إنشاء مركز متخصص لعلاج مرضى الشلل الدماغي ".
ونوه إلى انه لاتوجد إحصائية بعدد المرضى في هذا المرض في البصرة، ولكن يعتقد إن العدد يفوق المراجعين بكثير، وانه تم تحقيق نتائج جيدة في عملهم بالرغم من الإمكانات البسيطة." مشددا على الحاجة لانشاء مراكز تخصصية لعلاج حالات الشلل الدماغي."
ويوضح الدكتور مسلم عبد الوهاب مدير مركز التأهيل الطبي والعلاج الطبيعي الشلل الدماغي بانه "وصف لمجموعة أعراض للتعريف عن المشاكل نتيجة إصابة الدماغ في مرحلة نموه داخل الرحم أو بعد الولادة.. ما يؤدي ضعف التحكم الحركي وتأثر الحواس الخمس والقدرات اللغوية والفكرية."
وأشار إلى انه " لا يمكن معرفة السبب الحقيقي لحدوث الإصابة في ( 50 % من الحالات )، لكن المراحل الخطيرة في نمو الجهاز العصبي هي مراحل الحمل والولادة.. ولأسباب مختلفة كإصابة الأم الحامل بأمراض كالحصبة الألمانية في الأسابيع الأولى للحمل والإصابة بمرض السكر وارتفاع ضغط الدم وغيرها."
وعن الوقاية من الشلل الدماغي قال عبد الوهاب انها تشمل "التثقيف الصحي للحوامل وتغذيتها، فضلا عن الفحوصات الطبية بالنسبة للمقدمين على الزواج ( الأمراض الوراثية( ،وإعطاء التلقيحات للام ضد الحصبة ، والحصبة الألماني ،معرفة فصيلة الدم ( لمنع عدم توافق فصيلة الدم (، تجهيز مراكز الولادة وتدريب الأطقم الطبية في المراكز المتخصصة"
وتقول المواطنة أم محمد إن "ابنها ذو الست سنوات شخص الأطباء حالته بالشلل الدماغي بعد ولادته ،حيث انه أصيب بمرض اليرقان (أبو صفار) في الأيام الأولى من ولادته وقد أثرت الإصابة على وضعه بشكل عام حيث لم تكن حركاته متناسقة ولم يستطع الجلوس في عمر سنتين ووصل إلى عمر الأربع سنوات ولم يستطع المشي أيضا ".
وأشارت "إلى أنهم راجعوا العديد من الأطباء وعانوا طوال هذه السنوات الست ولكنهم لم ييأسوا واستمروا في مراجعة الأطباء الذين أشار عدد منهم الى ان العلاج الطبيعي هو الوسيلة الوحيد في العلاج وفعلا استمرينا في العلاج الطبيعي الذي أعطانا هذه النتائج ".
وأشارت أم لطفلتين مصابتين بالشلل الدماغي إلى ان طفلتيها التوامتين قد أصيبتا بالشلل الدماغي منذ ولادتهما وهما الآن في عمر السنة والنصف تقريبا وان الإصابة آثرت عليهما بشكل مختلف ".
وقالت " ان الأطباء شخصوا الحالة بأنها شلل دماغي وإن الإصابة قبل ولادتهما لافتة إلى إنها تعاني ألان من حالتهما وهي تجلبهما للعلاج سوية ".
وتمنت ان" يتوفر الدعم المادي والمعنوي للعوائل التي لديها أطفال مصابين بهكذا إصابات لان العوائل تعاني من المصاريف الإضافية من اجل العلاج والمستلزمات الأخرى فضلا عن معاناتها في رعاية هؤلاء الأطفال لفترات طويلة كما تمنت ان تنتبه الدولة لهذه الشريحة".
ع ان(تق)- ح إ ح