نيوزماتيك/الفلوجة
طالب رئيس المجلس المحلي لقضاء الفلوجة الشيخ حميد احمد العلواني الحكومة العراقية بتقديم المساعدة والدعم للعوائل المهجرة في الفلوجة بسبب ما تعيشه من ظروف سيئة، فيما أعرب مواطنون عن حاجتهم الفعلية إلى مساعدات، وإلى منح أطفالهم فرصا للتعليم.
و,قال العلواني في حديث لـ"نيوزماتيك" اليوم الثلاثاء إن "عدد العائلات التي هاجرت إلى الفلوجة نحو 3000 آلاف عائلة منذ اندلاع العنف الطائفي في مدن مختلفة من العراق سنة 2006 وبعد تحسن الوضع الأمني وعودة نسبة كبيرة من العائلات إلى محل سكناها مازال في الفلوجة نحو 750 عائلة مهجرة".
وأشار العلواني إلى أنه "حتى الآن لم تتسلم العوائل المهجرة أي دعم أو مساعدة من الحكومة العراقية"، مطالبا "بالالتفات إلى أوضاع المهجرين بالفلوجة ومعاملتهم أسوة ببقية المحافظات الأخرى".
وأضاف العلواني إن "العائلات المهجرة بالفلوجة لا تزال تعتمد على المنظمات والجمعيات الخيرية في تلقيها المساعدات الغذائية والمادية"، موضحا أن "الحكومة العراقية لم تقدم بأي شكل يد العون لتلك العائلات التي تعيش أوضاعا إنسانية صعبة للغاية"، على حد قوله.
وأوضح العلواني أن "الاستقرار الأمني الذي شهدته الفلوجة أسهم بعودة أكثر من 70 بالمائة من العائلات التي هجرت إلى بغداد ومدن أخرى في حين لا تزال المدينة تتحمل عبئا اقتصاديا واجتماعيا بسبب بقاء العائلات النازحة بدون مساعدات، فضلا عن عدم إمكانية إيجاد فرص عمل للعاطلين منهم".
يذكر أن عددا من المنظمات الإنسانية نشطت طوال السنتين الماضية في متابعتها لأحوال العائلات المهجرة والنازحة إلى قضاء الفلوجة وقدمت العديد من المساعدات العينية المختلفة منها مواد غذائية وملابس ومفروشات.
وقال رئيس جمعية الأخيار الإنسانية كريم عبد الرحمن إن "ثلاثين عائلة شيعية عادت إلى الفلوجة بداية سنة 2008 بعد استقرارها أمنيا إضافة لعودة 50 عائلة شيعية تقطن مجمع الفارس بناحية العامرية جنوبي الفلوجة".
وأشار عبد الرحمن في حديث لـ"نيوزماتيك" إلى أن "جمعية الأخيار لم تتلق دعما حكوميا لكنها اعتمدت على مساعدات فردية لأشخاص وكذلك الجمعيات التي قدمت مساعدات مادية وغذائية وصحية".
وأوضح عبد الرحمن أن "قرابة 700 عائلة مهجرة ما زالت موجودة في الفلوجة وتعاني من ظروف معيشية سيئة وتقطن أحياء فقيرة ومساكن لا تصلح للمعيشة بالإضافة لافتقار البعض فرصة التعليم" ومن بينها المواطن لؤي محمد عبد الكريم، 36 سنة، الذي يسكن حي الجوادين بمنطقة الشعلة غربي بغداد ونزح إلى الفلوجة عقب التهجير الطائفي مع عائلته المؤلفة من 11 شخصا ويتخذ مسكنا تنعدم فيه ابسط مقومات الراحة بحي القادسية وسط الفلوجة.
وقال لؤي في حديث لـ"نيوزماتيك"، "تعرضت وعائلتي للتهجير عقب أحداث سامراء مباشرة بعد ان استولت المليشيات على منزلنا ووصلت إلى الفلوجة وطوال السنتين الماضيتين لم نحصل على دينار واحد من الحكومة العراقية"، مشيرا إلى اعتماده على "مساعدات الجمعيات الإنسانية التي تقدم لنا مساعدات عينية إضافة إلى مساعدات من قبل الأشخاص".
واضاف لؤي إن "أطفالي الأربعة محرومون الآن من فرص التعليم لأنهم يمرون بوضع معيشي سيء غيبهم في كثير من الأحيان عن مقاعد الدراسة".
يذكر أن مدينة الفلوجة، نحو 50 كم غرب بغداد استقبلت سنة 2006 وعقب تأجج العنف الطائفي الذي نشب في بغداد ومدن أخرى قرابة ثلاثة آلاف عائلة مهجرة وتعيش أغلب تلك العائلات بأحياء فقيرة منها التأميم واليرموك والقادسية وسط المدينة.